هروب جماعي من جنوب وزيرستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسلام آباد: ذكرت شبكة الأنباء الإنسانية أن آلافا من السكان هربوا من مناطق جنوب وزيرستان المتاخمة للحدود الأفغانية في ضوء بدء الحملة العسكرية ضد قوات طالبان يوم 17 تشرين الأول\أكتوبر.وقد تم فرض حظر التجول في أجزاء من وزيرستان وبدأت القوات في التحرك مما حال دون هروب المزيد من الناس.
وكانت السلطات قد بدأت التخطيط لهذه الحملة العسكرية منذ عدة أشهر، كما أنهت حملة مماثلة ضد المقاتلين في وادي سوات، بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي، في شهر يوليو الماضي متسببة في نزوح حوالي 2.3 مليون شخص في المنطقة.
وقد أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في آخر تحديث إنساني له حول باكستان أن حوالي 500 شخص يفرون من ديارهم في جنوب وزيرستان يومياً. وجاء في تحديث المكتب أنه "لأغراض تخطيطية، تم رفع التقديرات الخاصة بأي نزوح محتمل من جنوب وزيرستان في حالة حدوث أية عمليات عسكرية من 160,000 نازح إلى 220,000 نازح، بما فيهم 77,000 شخص نزحوا من قبل وتم التحقق من نزوحهم وتسجيلهم في مقاطعتي ديره اسماعيل خان وتنك".
من جهتها، أفادت أريان رومري، الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان: "لدينا تقديرات بنزوح حوالي 120,000 شخص من جنوب وزيرستان خلال الأيام الأربعة الماضية... وقد انضم هؤلاء إلى 80,000 شخص نزحوا من قبل".
وأوضحت أريان أن الأرقام مبنية على تقديرات وأنه "من المحتمل أن يكون هناك نازحون آخرون لا علم لنا بهم".
وعلى غرار موجات النزوح السابقة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، فإن معظم النازحين يمكثون لدى أقارب لهم أو في بيوت مؤجرة خاصة في مقاطعتي ديرة اسماعيل خان وتنك المتاخمتين لجنوب وزيرستان.
وقال حاجي أسد الله خان، الذي قدم إلى مدينة تنك من وانا، المدينة الرئيسية في جنوب وزيرستان، ليعيش في غرفة مؤجرة منذ ذلك الحين: "سأرحل من هنا إلى منزل عمي في بيشاور لأنني أريد أن أتجنب صرف المال. لم نسمع عن أية مخيمات وحتى لو تم إنشاؤها، فإنني لا أريد لعائلتي أن تعيش في خيام لأسابيع أو أشهر في ظل احتمال استمرار المواجهات لبعض الوقت".
"تحضيرات غير كافية"
وقد أفادت منظمة العفو الدولية في بيان صادر عنها في 16 أكتوبر أن فرقها على الأرض لاحظت "عدم كفاية التجهيزات الخاصة بالمرافق الصحية والموارد الغذائية ومياه الشرب والمأوى المخصصة للنازحين".
وأفاد إحسان الله وزير، المقيم حالياً مع أحد أقاربه في ديره اسماعيل خان: "لقد عانينا من تصاعد العنف وحتى التفجيرات لأسابيع. شعرت أن علي إخراج أسرتي من هناك. نتمنى ألا نضطر للمكوث هنا طويلاً. أشعر بالقلق على ماشيتي التي اضطررت لتركها ورائي في القرية لأنها قد تتعرض للسرقة أو القتل حيث لا يحرسها سوى والديَّ الطاعنان في السن".
وتبلغ مساحة جنوب وزيرستان 11,585 كلم مربع ويقطنها 500,000 نسمة. وقد أخبر اللواء أثار عباس، مدير العلاقات العامة بالقوات المسلحة، وسائل الإعلام أنه "قد تم إطلاق العملية في الصباح الباكر من يوم السبت 17 أكتوبر، وتشارك فيها القوات الأرضية والجوية معاً".
من جهته، أخبر وزير الإعلام بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي، ميان إفتخار حسين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الحكومة تقدم كل المساعدات الممكنة للنازحين". وأوضح أن آلاف الناس نزحوا وأن هذا العدد مرشح للارتفاع أكثر.