فتح وحماس يتبادلان التراشق الإعلامي ولا عزاء للشعب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تبادلت حركتا حماس وفتح على مدى الايام الاخيرة الاتهامات بتعطيل المصالحة الوطنية الفلسطينية، وبينما اكد مسؤولو حماس ان موافقة عباس على تأجيل التصويت على تقرير غولدستون خلقت حالة من الغضب ما جعل المناخ غير مؤات للمصالحة، قال قياديو فتح ان حماس تتذرع بهذه القضية للتهرب من المصالحة. وكانت أعلنت السلطات المصرية تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الذي كان مقررا في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الى اجل غير مسمى بسبب الجدل الشديد بين الحركتين.
غزة: على الرغم من المطالبات العديدة بوقف التراشق الإعلامي بين غزة ورام الله، إلا أن الأسبوعين الماضيين كانا أكثر حدة، وأديا لمنعطف حاد قد ينجم عنه انتخابات في الضفة الغربية والقدس فقط، حيث يرى العديد من المراقبين أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو 2007 لن تسمح بإجراء الانتخابات في الجزء المتبقي من الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية بموجب أتفاق أوسلو.
وحذر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عبد الكريم عليان، من دور الإعلام المحلي في تصعيد وتغذية حدة السجالات التنظيمية على الساحة الفلسطينية بشكل يومي. وقال عليان لـ"إيلاف": "الإعلام الفلسطيني يسهم بشكل مباشر في صناعة الأحداث ولا يكتفي بنقلها كما هي، فحملة التصعيد الإعلامي بين رام الله وغزة تزيد من توتير الأجواء وليس تهيئتها، خاصة في ظل الضغط العربي والمصري من اجل إنهاء الانقسام بين أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية".
وكانت القيادة الفلسطينية في رام الله قررت في وقت سابق من الشهر الجاري تأجيل التصويت في مجلس حقوق الإنسان العالمي على تقرير ريتشارد غولدستون، الذي يدين إسرائيل بإفراطها في استخدام القوة ضد الفلسطينيين خلال حربها على قطاع غزة أواخر السنة الماضية، وقرار السلطة المذكور أثار زوبعة إعلامية لا زالت أثارها قائمة، وتنعكس سلباً على ورقة المصالحة المصرية بين حركتي فتح وحماس.
إذ أن ماكينة الإعلام التابعة لحركة حماس صبت جام غضبها على موقف السلطة الفلسطينية بسبب تأجيل التقرير. ولم تهدأ موجة التخوين الإعلامي بحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا عندما صوت بالإيجاب لصالح التقرير الذي قُدم لمجلس حقوق الإنسان العالمي الاثنين الماضي.
وباتت لغة التهديد بين سياسيي الحركتين هي الدارجة في ظل قرب موعد الإنتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية، بحسب القانون الفلسطيني. ففي الوقت الذي أكد فيه الرئيس محمود عباس أن موعد الخامس والعشرين من يناير المقبل سيكون يوم الإنتخابات، رفضت حركة حماس بالمطلق ذلك، واعتبرته ابتزازًا سياسيًا للضغط عليها من أجل الموافقة على الورقة المصرية. كما أكد العديد من السياسيين والناطقين بإسم حركة "حماس"، أن هناك تحفظات على الورقة المصرية.
ودعا الكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور هاني العقاد، الأطراف جميعها إلى "وقف التصعيد الإعلامي الخطير، لأنه يزيد من الإنقسام". وقال لـ"إيلاف": "بات إعلامنا يركز على الخلافات الداخلية بين حماس وفتح، وترك الفرصة للإحتلال الإسرائيلي أن يعيث فساداً في مدينة القدس، ويستبيح حرمة المسجد الأقصى". وطالب العقاد بتوجيه بوصلة الإعلام نحو ما تقوم به إسرائيل من إنتهاكات يومية بحق المدن والقرى الفلسطينية.
وبدوره أوضح مدير تحرير جريدة الاستقلال الأسبوعية التي تصدر من غزة، الإعلامي خالد صادق، أن ما يجري داخل أروقة الإعلام الفلسطيني، يؤثر سلباً على حياة الناس، ويزيد من تعقيداتها. وقال لـ"إيلاف": "لا بد من وقف حملات التشويه المستمرة بحق القضية والقيادات الفلسطينية من الطرفين"، مشيراً إلى أن العديد من الدول باتت لا تثق بالقيادات الفلسطينية بسبب الإنقسام الحاصل بينهم.
وطالب صادق بوضع خطة إعلامية متكاملة من قبل متخصصين، لإنهاء حالة التوتر والتراشق الإعلامي المستمر، تقوم على مبدأ الالتزام بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني. مشددًا على ضرورة أن تلعب وسائل الإعلام دورا ايجابيا في تجسيد المصالحة، والابتعاد عن شحن الأجواء، باعتباره مطلبا وطنيا، يجب على وسائل الإعلام أن تحققه.
وبين رئيس شركة "مايار" الإعلامية في غزة، فريد شاهين، أن الإعلام الفلسطيني الإيجابي يلعب دورا في تقوية النسيج الاجتماعي. واوضح لـ"إيلاف" ان: "أية توتر إعلامي بين الطرفين يزيد من هموم الفلسطينيين الذي سئموا على مدار أكثر من ثلاث سنوات"، مطالباً كافة الإعلاميين بعدم الانجرار نحو الهاوية. وقال: "يجب أن تكون القضية الفلسطينية برمتها اكبر من القضايا الأخرى الثانوية".
وأثارت تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الأخيرة في القاهرة، حول موافقة حركته على الورقة المصرية، إرتياحاً كبيراً في الشارع الفلسطيني، لكن سرعان ما أنقلبت الأمور رأساً على عقب، بسبب إرجاء السلطة قرار التصويت على تقرير غولدستون. لكن مراقبون قالوا لإيلاف أن حماس إستغلت خطأ السلطة هذا، للإمتناع عن التوقيع على الورقة المصرية.
وأكد الدكتور العقاد أن المستفيد الوحيد من استمرار حالة الانقسام الفلسطيني هي إسرائيل، التي تشن حرباً شاملة على كل ما هو فلسطيني. وقال العقاد: "أطالب كافة وسائل الإعلام المختلفة بالارتقاء لمستوى التحديات ونبذ الفرقة والانقسام، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ليتمكن الجميع من تجاوز المرحلة العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية". ودعا وسائل الإعلام إلى نشر "ثقافة الحوار والتسامح بين أبناء الشعب الفلسطيني".
التعليقات
اتقوا الله في شعبكم
Abu Saeed -رحمة بالشعب الفلسطيني تنازلوا ، وأنتم يا من تدعون الإسلام ولا تبدؤا كلامكم إلا بسم الله ألا تخافون من الله فمن يذكر اسم يجب يبقى لسانه رطبا بهذه الذكر ولا يتفوه بكلمات نابية ولا بالشتائم والأوصاف السيئة لكن كل إناء بما فيه ينضح فذاك المسمى زورا وبهتانا أسامة حمدان القابع في لبنان وشعب غزة يئن من وطأة الحصار والفقر هذا مهنته فقط الشتائم والسباب بعد بسم الله طبعا . يا أخي خافوا من الله سبحانه ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم صدق الله العظيم اتقوا الله اتقوا الله يا من ظننتم بأنكم قد حزتم على رقاب الشعب الفلسطيني فشعبنا منكم براء .