طهران والدول الكبرى ترد اليوم على المقترحات الخاصة باليورانيوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من المنتظر ان ترد إيران والدول الكبرى اليوم الجمعة على مسودة الإتفاق المقدمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تركز على تقليل مخزون طهران من اليورانيوم المخصب من خلال نقله إلى الخارج لمعالجته.
فيينا، طهران: تنتهي اليوم الجمعة المهلة التي منحها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي للدول الكبرى وإيران للرد على مُسَوَدة اتفاق محادثات فيينا. وتركز مسودة البرادعي على تقليل مخزون طهران من اليورانيوم المخصب من خلال نقله إلى الخارج لمعالجته، مما يعني وضع حد للتوتر الإيراني الغربي بشان برنامج طهران النووي.
ونقلت البي بي سي عن مصادر روسية قولها إن الاتفاق الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران والدول الكبرى بشأن تخصيب اليورانيوم ينص على أن تصدر إيران ما نسبته 80% من اليورانيوم المخصب لديها لمعالجته أولا في روسيا وإرساله بعد ذلك لمرحلة ثانية من التخصيب في فرنسا. وذكرت المصادر التي تعمل في قطاع الصناعة النووية إنه عندما تصدر إيران هذه الكمية من اليورانيوم المخصب إلى الخارج فسيكون من الصعب عليها ، مع ما تبقى لديها من يورانيوم مخصب، التفكير في تصنيع سلاح نووي.
ورفض نائب إيراني بارز يوم أمس الخميس فكرة ارسال يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لتخصيبه لدرجة اعلى في مؤشر على تردد طهران في قبول اقتراح يهدف لتهدئة توترات دولية بشأن طموحاتها النووية.
وقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسودة اتفاق لإيران وثلاث قوى كبرى للموافقة عليه بحلول يوم الجمعة. ومن شأن الاتفاق خفض مخزون طهران من اليورانيوم المخصب الى أقل من الحد الذي يمكن استخدامه في انتاج سلاح نووي اذا ماجرى تخصيبه الى درجة أعلى مقابل تزويد إيران بالوقود لمفاعل نووي ينتج نظائر تستخدم لاغراض طبية.
وقال دبلوماسيون غربيون ان الاتفاق يلزم طهران بارسال 1.2 طن من مخزونها المعلن من اليورانيوم منخفض التخصيب والذي تصل كميته الى 1.5 طن الى روسيا التي ستقوم بزيادة درجة تخصيبه. وسيتم بعد ذلك نقله الى فرنسا لتحويله الى قضبان وقود ثم يعاد الى إيران لاستخدامه في مفاعل ينتج نظائر مشعة لعلاج السرطان.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للانباء عن محمد رضا بهونار نائب رئيس البرلمان الإيراني قوله "يقول لنا (الغرب).. اعطوني اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة لديكم وأعطيكم الوقود للمفاعل. وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا." وأضاف "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملزمة بتزويدنا بالوقود بناء على اتفاق منع الانتشار النووي."
وتقدم الوكالة التابعة للامم المتحدة مساعدة فنية للدول الاعضاء لتطوير طاقة نووية للاستخدامات السلمية. ولكن العقوبات المفروضة من جانب الامم المتحدة على إيران تحظر التبادل التجاري معها في مواد نووية حساسة.
ولم ترد إيران حتى الان على الخطة التي قدمها محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولة للطاقة الذرية يوم الاربعاء بعد ثلاثة ايام من المحادثات التي جرت في فيينا والتي أخفقت في الانتهاء من الاتفاق وهو ما كانت تريده الوكالة وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وقال دبلوماسيون غربيون ان هذا يعود الى أن إيران اثارت الكثير من الاسئلة بشأن جوانب أساسية للخطة التي وافقت عليها بالفعل مبدئيا في محادثات جرت في جنيف في الاول من اكتوبر تشرين الاول. وتتضمن خطة البرادعي البنود الاساسية التي تسعى اليها القوى الغربية.
وقامت إيران التي تقول ان برنامجها النووي يهدف فقط الى انتاج الكهرباء بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة واحدة اذا تم تخصيبه لدرجة تركيز تصل الى نحو 90 في المئة مقابل 20 في المئة وهي الدرجة المناسبة للمفاعل الإيراني.
ولمح مبعوث إيران في الوكالة هذا الاسبوع الى أن حكومته قد تطلب ادخال تعديلات على الاتفاق. وقال دبلوماسيون غربيون ان ذلك من شأنه أن يعرض الاتفاق للخطر. وقال مسؤول إيراني بارز طلب عدم ذكر اسمه ان طهران مازالت تدرس الاقتراح. وأضاف المسؤول لرويترز "الاقتراح يخضع للدراسة وسنعلن موقفنا في وقت لاحق."
وقال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية ان إيران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم حتى 20 في المئة ولكنها لا تحتاج مزيدا من الوقود للمفاعل. وابلغ صالحي صحيفة إيرانية "رغم أننا نمتلك القدرة والامكانيات لانتاج يورانيوم مخصب بدرجة 20 في المئة الا أننا نفضل الحصول على هذا الوقود من الخارج." واضاف "ولكن اذا تلقينا أي اشارة تفيد بأن الموردين مترددون في امدادنا باليورانيوم فاننا -من أجل منع اغلاق المفاعل- لن يكون أمامنا من خيار اخر سوى انتاجه داخل (إيران)."
ويقول مسؤولون غربيون ان فرنسا والارجنتين فقط التي قامت عام 1993 بامداد المفاعل بمخزون الوقود والذي يقارب على النفاد في غضون عام لديهما التكنولوجيا لانتاج الوقود الذي يحتاجه المفاعل. واستبعدت إيران مرارا وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم ولكن القوى العالمية ستضغط عليها لتذعن للتجميد النووي في محادثات اخرى على مستوى كبار المسؤولين بوزارة الخارجية يتم الترتيب لها قريبا. وقال صالحي "كما قلت من قبل لن نتخلى عن حقوقنا (في تخصيب اليورانيوم). نحن متمسكون بحقوقنا."
من جهة اخرى عبرت اسرائيل عن قلقها ازاء احتمال التوصل الى اتفاق حول تخصيب قسم من اليورانيوم الإيراني المخصص للاستخدام المدني في الخارج وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن ذلك يضفي "الشرعية" على البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف باراك خلال مؤتمر صحفي في القدس "النتيجة، هي ان الإيرانيين يحصلون على شرعية تخصيب اليورانيوم على ارضهم لاغراض مدنية وهو تناقض تام مع ما خلص اليه أولئك الذين يفهمون حقيقة هدف إيران وهو الحصول على قدرات نووية عسكرية". وطالب الوزير جميع الأطراف " بعدم استبعاد ومهما كانت الظروف، أي خيار" بشأن إيران في إشارة الى خيار توجيه ضربة عسكرية ضد إيران.
وكان وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي أعرب الخميس عن قلق اسرائيلي بهذا الخصوص، وقال يشائي للاذاعة العامة الاسرائيلية إن "اسرائيل قلقة من احتمال التوصل الى مثل هذا الاتفاق. نامل في الا يغض قادة العالم انظارهم وان يتجاهلوا المخاطر المترتبة على ذلك".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبرا ايضا عن مخاوفهما خلال محادثات جرت الاربعاء في القدس مع سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس.
وقبل ساعات من اعلان موقف إيران النهائى من مسودة اتفاق بشان برنامجها النووي اكد مسؤولون إيرانيون ان بلادهم لم تتفاوض مع الاسرائيليين. وقال الناطق باسم الوكالة النووية الإيرانية علي شيرزاديان إن "هذه الكذبة هي محاولة سيكولوجية تهدف لضرب النجاح المستمر للدبلوماسية الإيرانية في المجال النووي ان في محادثات جنيف او فيينا".
وكانت الخارجية الاسرائيلية اعلنت ان احد المسؤولين الاسرائيليين حضر اجتماعا ضمه ومسؤولين اخرين من عدة دول بينهم إيران في القاهرة نهاية شهر سبتمبر/ ايلول الماضي على هامش مؤتمر حول الحد من انتشار الاسلحة النووية.