صحف بغداد: تجديد الاتهامات للقاعدة والبعثيين بتفجيري الصالحية أمس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: سلطت الصحف العراقية الصادرة في بغداد الاثنين جل تغطياتها على حادثي التفجيرين الارهابين الذين استهدفا مبنيي وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد الواقعين بمنطقة الصالحية وسط العاصمة العراقية، واديا إلى مقتل وجرح العشرات والذي يعد الاعنف منذ تفجيرات ماعاد يعرف باحداث الاربعاء الدامي قبل نحو شهرين.
وتحت عنوان (عواصف الموت تجتاح الصالحية وتريق دماء الأبرياء) و(بغداد تفجع بيوم أسود يفجّر غضباً في الأوساط الشعبية)، كتبت جريدة (الزمان) الدولية في طبعتها المحلية.
"قطع انفجار سيارتين مفخختين صباح امس ضجيج العاصمة واوقف حركة الحياة الطبيعية فيها بعد ان خلف المئات من الضحايا بين شهيد وجريح، الامر الذي اضطر رئيس الوزراء نوري المالكي لتعديل برنامجه وتفقد مكان الحادث"، واضافت الصحيفة ان حادثي التفجير هزا الاوساط السياسية والشعبية والامنية، كونهما حصلا في مكان حساس يضم عديد من المؤسسات الحكومية المهمة ولا يبعد كثيرا عن المنطقة الخضراء"، فيما ربط محللون استطلعتهم الصحيفة، الحادث بـ" الصراعات بين الكتل ووصول عملية اقرار قانون الانتخابات إلى طريق شائك اثر اصطدامه بصخرة كركوك" حسب قولها.
كما نقلت(الزمان) عن مصدر في الشرطة ان "انتحاريا يقود شاحنة محملة بعدة اطنان من المتفجرات فجر نفسه امام مبني وزارة العدل ما ادي إلى وقوع عشرات الشهداء ومئات الجرحى اضافة إلى تهشم معظم زجاج الوزارة والمباني المجاورة واعطاب عشرات السيارات"، واضاف ان "سيارة مفخخة اخرى يقودها انتحاري فجر نفسه بالقرب من مبني مجلس محافظة بغداد وبفارق زمني لا يتجاوز الدقيقة الواحدة ما اوقع حصيلة مقاربة للخسائر البشرية والمادية"، واوضح ان "فرق الدفاع المدني والاسعاف هرعت إلى مكاني الحادثين اللذين اوقعا نحو مئة واربعين شهيدا ونحو 500 جريح".
ونقلت (الزمان) تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ الذي ذكر فيها انه "سيتم فتح تحقيق عاجل بالخرق الامني الذي حصل"، وان "السيارتين المفخختين استهدفتا اجتماع السفراء الذي من المقرر ان يعقد في فندق المنصور وسط بغداد فضلا على المخيم الكشفي الاول للمغتربين العراقيين"، وأشار إلى أن "هذا الخرق الامني سيكون على طاولة اللجنة التحقيقية التي ستحقق في اسباب حصوله" وفق تعبيره.
اما جريدة (الصباح) شبه الرسمية فقد نقلت اتهامات الامانة العامة لمجلس الوزراء لـ "المدرسة التكفيرية ورموز الإجرام الذين خلقتهم ماكنة النظام الدكتاتوري السابق بأنهم يقودون حربهم الشعواء ضد الشعب وبدعم وإسناد من قوى تقفز فوق الشأن العراقي لتحقيق مآرب وغايات معروفة ومكشوفة" على حد وصفها، كما نقلت دعوة الامانة لجميع الاطراف الى "اصطفاف وطني حقيقي دفاعا عن دماء الأبرياء لان المواطن العراقي هو المستهدف بغض النظر عن انتمائه السياسي او الديني او القومي"، مبدية استغرابها مما وصفته بـ"الموقف السلبي للعديد من الدول، خاصة العربية والإسلامية، إزاء موجات الإبادة الجماعية واستهداف الوجود الإنساني" معتبرة ذلك "بالامر الغريب والمؤلم الذي يدعو العراقيين الى تحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة اخطر مد يشهده العالم" على حد تعبيرها.
كما نقلت الصحيفة بيان جماعة علماء ومثقفي العراق الذي وصف التفجيرين بأنهما على "غرار تفجيرات الأربعاء الدامي تنظيما وتنسيقا وفعلا إجراميا"، وطالبت بـ"إعادة النظر في الإجراءات الأمنية المطبقة وعدم التهاون فيها، والكف عن ملاحقة الأبرياء واعتقالهم وترك العابثين يسرحون ويمرحون ولا يتورعون عن تنفيذ جرائمهم من غير ان تطالهم يد القانون العادلة الضاربة" على حد تعبير البيان.
وفي بيان صحفي نشرته الصحيفة ادان الحزب الإسلامي العراقي تفجيري الصالحية، مشيرا الى ان "تكرار مثل هذه التفجيرات الإجرامية التي تستهدف المؤسسات الحكومية والمدنيين الآمنين تدفعنا لتأكيد ضرورة إعادة نظر الحكومة في الخطة الأمنية لمدينة بغداد وفتح باب التحقيق الجدي"، مشيرا إلى أن "هذه التفجيرات لها بُعد سياسي تورطت به أطراف لا تريد للعراق ولا للعراقيين خيراً وتهدف إلى تعكير الأجواء كلما اقترب الفرقاء السياسيون من الحل، لاسيما في ملف كركوك وقانون الانتخابات وغيره من الملفات" على حد زعم بيان الحزب.
اما جريدة (كل العراق) اليومية المستقلة، فقد اعتبرت ان التفجيرين خطط لهما بعناية لغرض ايقاع اكبر عدد من الضحايا خاصة وان اجراءات التفتيش في المنطقة ذاتها تخلف زحاماً شديدا وذكرت الشرطة ان الانفجار الاول استهدف مبنى وزارة العدل وان الثاني الذي وقع بعده بدقائق استهدف مبنى مجلس الحكم المحلي لبغداد والذي سبق ان دمرته الطائرات الاميركية عام 2003 واعيد بناؤه ليكون مقرا للمجلس.
وقالت الصحيفة ان المياه اغرقت الشوارع فيما انتشل رجال الاطفاء الجثث المتفحمة والمشوهة من الشوارع. كما نقلت الصحيفة عن صاحب متجر محلي من مكان قريب من وزارة العدل "لا اعرف كيف لا ازال حيا، فالانفجار دمر كل شيء، لقد كان مثل زلزال... فلا شيء في مكانه" حسب قوله.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان وقوع اضرار كبيرة بالمبان والسيارات، خاصة وان هناك كثير من المباني القديمة والتراثية تحيط بموقع التفجيرين، اضافة الى ان المنطقة التي تقع خلف وزارة العدل هي منطقة شعبية، فيما قال بعض الشهود ان اضرارا لحقت بجسر الاحرار الذي يصل الصالحية بمنطقة حافظ القاضي والسنك.
من جانبها اشارت جريدة (المدى) اليومية الى تفقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منطقتي الحادث للاطلاع على حجم الاضرار التي خلفها التفجيران. ونقلت (المدى) عن المالكي تاكيده أن "جرائم البعث والقاعدة لن تنجح في تعطيل العملية السياسية واجراء الانتخابات التشريعية المقررة في 16 كانون الثاني/يناير المقبل، في اول رد فعل له عقب التفجيرين، واضاف أن "الاعتداءات الارهابية الجبانة التي حدثت الاحد يجب الا تثني عزيمة الشعب العراقي عن مواصلة مسيرته وجهاده ضد بقايا النظام المباد وعصابات البعث المجرم وتنظيم القاعدة الارهابي التي ارتكبت ابشع الجرائم ضد المدنيين وهي ذات الايدي السوداء التي تلطخت بدماء ابناء الشعب العراقي"، واوردت الصحيفة توعد المالكي "بانزال القصاص العادل باعداء الشعب العراقي الذين يريدون اشاعة الفوضى في البلاد وتعطيل العملية السياسية ومنع اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد والتي ستكون اقوى رد وابلغ رسالة لاعداء العملية السياسية المدعومين من الخارج" على حد قوله.
ونشرت الصحيفة ايضا دعوة التيار الوطني المستقل، الذي يتزعمه رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني، الحكومة الى تشديد الاجراءات الامنية مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات النيابية خاصة وان المؤشرات الاولية للوضع الامني تنذر بزيادة مستويات العنف قبيل اجراءها في السادس عشر من كانون الثاني المقبل" وفق تعبيره.