باحة المسجد الاقصى برميل بارود في قلب مدينة القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أصبحت ساحة المسجد الأقصى تشبه برميل البارود المعرض للانفجار في أية لحظة، ويتهم الفلسطينيون علماء الاثار الاسرائيليين بالقيام بحفريات تحت الباحة لوضع اليد عليها
القدس، دمشق: تحولت باحة المسجد الاقصى التي يعتبرها اليهود "جبل الهيكل" برميل بارود في قلب القدس قد ينفجر عند اي شائعة او استفزاز، بدليل المواجهات المتكررة التي حصلت في محيط هذا الموقع المقدس لدى المسلمين واليهود. وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة الاحد من ان "القدس خط احمر ممنوع تجاوزه".
والموقع الذي يضم قبة الصخرة والمسجد الاقصى، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما انه اكثر الاماكن قدسية لدى اليهود الذين يقولون انه يضم الهيكل اليهودي الذي دمره الرومان في العام 70. ولا يخفي عدد من المتطرفين اليهود نيتهم اعادة بناء الهيكل اليهودي في موقعه الاصيل. وتمنع الشريعة اليهودية (الهلاخا او المذهب) اليهود من الصعود الى هذا المكان المقدس لتجنب تدنيسه بينما يدعو ناشطون متشددون الى القيام بذلك مما يثير غضب المسلمين. واندلعت المواجهات الاخيرة التي اسفرت عن نحو ثلاثين جريحا حين دفعت مجموعة يهودية يمينية متطرفة انصارها الى الصعود نحو "جبل الهيكل" فيما دعا فلسطينيون اسلاميون الى "الدفاع" عن باحة المسجد الاقصى.
في المقابل، يحذر الفلسطينيون من "تهويد" للقدس الشرقية، المدينة القديمة التي احتلتها اسرائيل في حزيران/يونيو 1967 ثم ضمتها، وذلك على خلفية مواصلة الانشطة الاستيطانية فيها. ويتهم الفلسطينيون علماء الاثار الاسرائيليين بالقيام بحفريات تحت باحة المسجد الاقصى بهدف وضع اليد على هذا المكان المقدس. لكن السلطات الاسرائيلية تنفي القيام باي حفريات مماثلة.
في المقابل، اكتشفت مديرية الاثار الاسرائيلية انفاقا قديمة زارها 700 الف سائح العام 2008، وقامت باعمال تنقيب في اسفل "الحائط الغربي" (حائط المبكى) الذي يقع تحت المسجد الاقصى من جهة الحي اليهودي في المدينة القديمة. ويؤكد علماء الاثار الاسرائيليون انهم اكتشفوا اثارا تعود الى فترة الهيكل اليهودي الاول الذي بناه الملك سليمان قبل ثلاثة الاف عام.
وشدد المهندس عوفر كوهين المشرف على هذه الحفريات انها لا تعرض المسجد الاقصى للخطر. وقال كوهين خلال زيارة للانفاق نظمتها الحكومة الاسرائيلية الخميس "خلال الاعوام الاخيرة، ضاعفنا حتى عشر مرات وسائل حماية الموقع. حتى اننا قمنا بحماية المناطق المهددة بالانهيار. السلامة هي اولويتنا".
وخلال الزيارة نفسها، قال كبير حاخامي حائط المبكى صموئيل رابينوفيتش ان "كل الاكتشافات الاثرية (الاسرائيلية) موجودة خارج جبل الهيكل" وتاليا خارج باحة الاقصى. واضاف "من يقولون عكس ذلك لا يعرفون تمييز الليل من النهار. انهم كاذبون". وحض رابينوفيتش اليهود على عدم دخول باحة الاقصى.
وفي ايلول/سبتمبر 2000، تسببت زيارة قام بها زعيم اليمين الاسرائيلي انذاك ارييل شارون لباحة الاقصى باندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي حملت اسم "انتفاضة الاقصى". وقبل ذلك باربعة اعوام، قامت بلدية القدس الاسرائيلية بشق نفق في جوار باحة الاقصى ما ادى الى اندلاع مواجهات اسفرت عن مقتل اكثر من ثمانين فلسطينيا واسرائيليا.
سوريا تدين "الانتهاكات" الاسرائيلية للمسجد الاقصى
بدورها دانت سوريا "انتهاكات" اسرائيل للمسجد الاقصى واعتبرت دمشق ان الأخيرة تحاول "تهويد القدس"، وذلك في بيان اصدرته وزارة الخارجية. واورد البيان ان "سوريا تدين بشدة ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات صارخة لحرمة المسجد الاقصى المبارك"، مضيفا ان "اقتحام القوات الاسرائيلية للاقصى وتدنيسه ومحاصرة المصلين فيه ومنع الدخول اليه هو حلقة في مخطط اسرائيلي يستهدف تهويد القدس وهدم المسجد الاقصى".
واكد البيان ان "ما تقوم به اسرائيل هو افعال جرمية بحق مقدسات المسلمين والموروث التاريخي والثقافي العربي". ودعا "المجتمع الدولي والراغبين باحلال السلام في الشرق الاوسط وكل المؤمنين والشرفاء في العالم الى ادانة الانتهاكات الاسرائيلية والعمل على وقفها".