إيران ستقدم ردها على مسودة الإتفاق بخصوص اليورانيوم في غضون يومين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما ألمحت إيران الى قبول الإتفاق الذي يقضي بأن ترسل كميات من اليورانيوم المخصب إلى الخارج لمعالجته، نقلت وكالة فارس للأنباء اليوم ان إيران سترد على مسودة الإتفاق خلال يومين.
طهران: أفادت وكالة فارس للانباء اليوم الثلاثاء أن إيران ستقدم ردها "في غضون يومين" على مسودة الاتفاق التي اعدت خلال المفاوضات مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنص على نقل قسم من اليورانيوم الإيراني المخصب الى الخارج للحصول على الوقود.
ونقلت الوكالة عن "مصدر مطلع" القول ان "الجمهورية الاسلامية الإيرانية ستقدم في غضون يومين ردها على مسودة الاتفاق للحصول على الوقود المخصص لمفاعل الابحاث في طهران". وكانت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا قد وافقت على مشروع الاتفاق هذا لكن إيران اعلنت انها بحاجة إلى بضعة ايام اضافية لدراسته.
وقالت إيران يوم الاثنين انها قد تقبل بإتفاق الامم المتحدة. وكان التصريح الإيراني على لسان وزير الخارجية منوشهر متكي اكثر تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين ايجابية حتى الان ويشير الى جدال محتدم بين المتشددين والمعتدلين في كواليس القيادة الإيرانية المنقسمة بشأن امكان قبول الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ان من الضروري بشكل ملح أن تبرم القوى العالمية اتفاقًا مع طهران لتجنب هجوم اسرائيلي.
وأضاف أن اسرائيل "لن تقبل وجود قنبلة إيرانية. نحن نعرف هذا.. كلنا. ومن ثم، فهذا خطر اضافي يستلزم أن نقلل التوتر ونحل المشكلة. نأمل أن نوقف هذا السباق نحو المواجهة". وتابع في مقابلة نشرتها صحيفة ديلي تلجراف البريطانية "الوقت المتاح هو الوقت الذي ستتيحه لنا اسرائيل قبل أن تقوم برد فعل.. ذلك لأن اسرائيل ستقوم برد فعل بمجرد أن تعرف بوضوح أن هناك تهديدًا".
وفي إيران، قال مسؤولون إيرانيون ان مفتشي الامم المتحدة سمح لهم بزيارة موقع لتخصيب اليورانيوم لم تعلن عنه إيران الا اخيرا يقع داخل جبل بالقرب من مدينة قم المقدسة. ويزمع الخبراء الاربعة الكبار الذين أوفدتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقق من موقف طهران بأن المنشأة صممت فقط لانتاج وقود منخفض التخصيب لتوليد الكهرباء وليس نسخة عالية التخصيب لانتاج أسلحة نووية.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للانباء عن علاء الدين بوروجيردي رئيس لجنة الامن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني قوله في وقت لاحق ان المفتشين قاموا بمهمتهم وأشار الى انهم قد يغادرون إيران في وقت لاحق يوم الاثنين. لكن دبلوماسيًا كبيرًا على صلة بالمهمة قال ان المفتشين سيزورون موقع تخصيب اليورانيوم مرة اخرى يوم الثلاثاء. وامتنعت الوكالة الدولية عن التعقيب على خطط المفتشين.
وقال دبلوماسيون في فيينا حيث يقع مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان المفتشين الذين وصلوا الى إيران يوم الاحد من المتوقع ان يبقوا عدة ايام. ولم يعرف ان كان سمح لهم بالدخول أو هل حصلوا على كل الوثائق التي يريدونها. وكانت الاتفاقات الاولية بشأن خطة الوقود النووي والسماح بزيارة موقع التخصيب الجديد قد أبرمت خلال محادثات رفيعة المستوى في جنيف بين إيران وست دول كبرى في الاول من اكتوبر تشرين الاول.
وتعتبر الدول الست هذه الاتفاقات اختبارًا لمدى صدق إيران في قولها انها لا تريد اليورانيوم المخصب الا لاغراض سلمية كما تعتبرها أساسًا لمفاوضات اكثر طموحًا بشأن الحد من تخصيب اليورانيوم في إيران لنزع فتيل الازمة المتعلقة بطموحاتها النووية.
وقال متكي ان إيران اما سترسل كمية من اليورانيوم منخفض التخصيب المتراكم لذيها الى الخارج لمعالجته وتحويله الى وقود واما ستشتري الوقود من موردين خارجيين. وتريد إيران الوقود لاستخدامه في مفاعل ينتج النظائر المشعة للاغراض الطبية في طهران بدأ مخزونه من الوقود ينفد.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية عن متكي قوله انه "للحصول على هذا الوقود قد ننفق المال كما كان الحال في الماضي أو قد نقدم جزءًا من الوقود الموجود لدينا حاليًا، ولا نحتاج إليه في الوقت الراهن لمزيد من المعالجة". ولم تلتزم إيران بمهلة انتهت يوم الجمعة حددها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي للرد على الاقتراح الذي وضعه خلال مشاورات مع إيران وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فيينا الاسبوع الماضي.
وقال نواب بارزون منذ ذلك الحين انه ينبعي لإيران الا ترسل اي جزء من احتياطياتها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج، مشيرين الى أنه أحد الاصول الاستراتيجية التي لا تستطيع طهران التخلي عنها وهي تتعرض لضغوط غربية لتعليق التخصيب كلية.
لكن بعض المسؤولين أشاروا في تصريحات غير علنية الى أن من المرجح أن تقبل إيران الاتفاق في نهاية المطاف رغم انه ليس واضحًا كمية اليورانيوم منخفض التخصيب التي ستوافق على ارسالها الى الخارج ومتى ستفعل ذلك. وقال محلل في طهران طلب عدم نشر اسمه ان استنكار النواب لمشروع الاتفاق سيتيح لإيران أن تصور موافقتها في النهاية على أنها تنازل كبير املا في أن يخفف هذا من حدة الضغوط عليها لتعليق التخصيب وهو خطوة تستبعدها.
وتدعو مسودة الاتفاق إيران الى ارسال نحو 80 في المئة من مخزونها المعروف من اليورانيوم منخفض التخصيب وقدره 1.5 طن الى روسيا لاخضاعه لمزيد من التخصيب بحلول نهاية هذا العام ثم الى فرنسا لتحويله الى ألواح وقود. وتعاد هذه الالواح الى طهران لاستخدامها كوقود في مفاعل للابحاث ينتج نظائر مشعة لعلاج السرطان. وقال مبعوث إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان دور الولايات المتحدة سيكون تطوير اجراءات السلامة والاجهزة في المفاعل.
وتكمن فائدة الاتفاق بالنسبة للقوى العالمية في تأخير احتمال وصول إيران الى القدرة على صنع قنبلة من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يكفي الان لصنع سلاح واحد لانها لو أرسلت 80 في المئة منه الى الخارج لاحتاجت الى قرابة عام لانتاج كمية بديلة بمعدل الانتاج الحالي.
ونقلت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية التي تبث ارسالها باللغة العربية عن بوروجيردي قوله انه يجب ان ترسل إيران اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج على عدة مراحل من اجل مزيد من المعالجة. وأضاف "لان الغرب انتهك الاتفاقات مرارًا في الماضي فيجب أن ترسل إيران اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج تدريجيا وعلى عدة مراحل مع الحصول على الضمانات اللازمة".
ويقول دبلوماسيون غربيون ان فكرة قيام إيران باستيراد وقود نووي من الخارج غير قابلة للتحقق وستمثل تكتيكًا للمماطلة اذا سلكت إيران هذا السبيل حيث ان عقوبات الامم المتحدة تحظر التجارة معها في السلع النووية التي يمكن استخدامها في أغراض "التسلح" مثل اليورانيوم المخصب.