أخبار

ايران سلمت الوكالة الذرية ردها بعد ان اشترطت بعض التعديلات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سلمت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردها على مشروع اتفاق للوقود النووي تقدمت به الوكالة لحل ازمة الملف النووي الايراني المثير للجدل. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران ستوافق على الإطار العام للمشروع، لكنها تريد إدخال تعديلين الأولتسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% تدريجيا والثانيان تتبادلكمية محددة من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الوقود الضروري لمفاعل طهران. هذا وأجرى المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي محادثة مع منسق السياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عبر فيها عن إستعداد بلاده لاجراء محادثات بناءة مع أوروبا.

طهران: أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في خطاب القاه الخميس في مشهد (شمال غرب) ونقله التلفزيون مباشرة ان طهران مستعدة "لتبادل الوقود النووي والتعاون" في ملفها النووي مع الدول الست الكبرى المعنية بهذا الملف.

وأفادت صحيفة جوان الايرانية المحافظة ان طهران ستقترح على الوكالة إحتمالين لتسليم اليورانيوم المخصب. وافادت صحيفة جوان استنادا الى "مصدر مطلع" ان ايران تقترح في التعديل الاول "تسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% تدريجيا" لتحصل في المقابل على وقود مخصب بنسبة 20% الضرورية لمفاعل ابحاث طهران.

وفي التعديل الثاني المحتمل تقترح طهران ان تتبادل "في نفس الوقت" كمية محددة من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الوقود النووي الضروري لمفاعل طهران. وفي هذه الفرضية تبلغ نسبة تخصيب اليورانيوم 3.5% ستسلم "استنادا الى الحسابات التقنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية" لانتاج حجم الوقود الضروري، حسب الصحيفة. واكد عدد من مسؤولي الصحف خلال الايام الاخيرة ان مفاعل طهران في حاجة فقط الى ثلاثين كلغ من الوقود لتشغيله خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.

لكن هذه المصادر ذاتها اعتبرت ان انتاج هذا الحجم من الوقود في حاجة فقط الى بضعة كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب.

عاد صباح الخميس الى فيينا فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي قام بتفتيش موقع نووي إيراني في طور البناء لم تكشف عنه طهران للوكالة الا مؤخرا. وبسبب ابلاغ طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن هذا الموقع في 21 ايلول/سبتمبر، اي قبيل وقت قليل من كشف الولايات المتحدة عن وجوده، فقد اثار هذا الامر شبهات الدول الغربية حول حقيقة طبيعة البرنامج النووي الإيراني، الذي يؤكد النظام الاسلامي انه محض مدني بينما يخشى الغربيون ان يهدف الى انتاج السلاح النووي.

وزار المفتشون، الذين وصلوا الى إيران في 25 تشرين الاول/اكتوبر، منطقة جبلية على بعد خمسين كلم من مدينة قم المقدسة في قرية فوردو. وصرح رئيس الوفد هرمن ناكيرستس لدى نزوله من الطائرة للصحافيين "سنحلل الان المعطيات المستقاة" ونرفع تقريرا للمدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وردا على سؤال حول احتمال العثور على مفاجآت في فوردو، رفض رئيس المفتشين الادلاء باي تعليق كما رفض اعطاء اي تفاصيل حول سير عملية التفتيش. وكان يفترض ان يقارن المفتشون المعلومات التي قدمتها طهران حول ذلك الموقع بالواقع الميداني واخذ عينات بيئية لتحديد ما اذا كانت هناك اثار اشعاع.

واوضحت وكالة مهر نقلاً عن "مسؤول مطلع" ان "إيران توافق في ردها النهائي على الاطار الذي اعد اثناء مفاوضات فيينا لتسليم الوقود المخصص لمفاعل الابحاث في طهران لكنها اقترحت تعديلات في نص مشروع الاتفاق". وكانت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية ذكرت الثلاثاء نقلا عن مصدر مطلع ان إيران ستوافق على "الاطار العام لمشروع الاتفاق لكنها تطالب بإدخال تعديلات كبيرة عليه".

إلى ذلك أعنت إيران أمس الأربعاء انها مستعدة للدخول في محادثات "بناءة" مع القوى العالمية بينما أوضحت مرة أخرى ان الجمهورية الاسلامية لن تبحث ما ترى انه حقوقها النووية. وأجرى المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي محادثة تليفونية مع منسق السياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا قبل يوم من الموعد المنتظر الذي ستسلم فيه طهران ردها على اتفاق صاغته الامم المتحدة بشأن الوقود النووي في فيينا.

وأفادت وسائل الاعلام الرسمية الإيرانية بأن طهران ستقبل اطار مسودة الاتفاق لارسال جزء من اليورانيوم المخصب الذي لديها الى الخارج لمزيد من المعالجة لكنها ستطالب ايضًا بادخال تغييرات عليه. وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية نقلا عن بيان لمجلس الامن القومي الاعلى في إيران ان جليلي "عبر عن استعداد بلاده لاجراء محادثات بناءة" في حديثه مع سولانا.

لكنه أضاف ان "إيران سترحب فقط باجراء مفاوضات في اطار الاتفاق المقترح مع أخذ في الاعتبار الاولويات المشتركة." وكان يشير الى حزمة مقترحات قدمتها في سبتمبر ايلول إيران الى القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا التي عرضت الدخول في محادثات أشمل بشأن نزع السلاح النووي العالمي وقضايا أُخرى. ولم يُشر الاتفاق الى البرنامج النووي الإيراني الذي تقول طهران انه للاستخدام في الأغراض السلمية لتوليد الكهرباء لكن الغرب يشتبه في انه يهدف الى صنع قنبلة نووية.

واستبعد مسؤولون إيرانيون مرارًا اجراء محادثات بشأن "الحقوق النووية" للبلاد ورفضوا مطالب بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في الأغراض المدنية أو العسكرية. وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية ان سولانا وصف حزمة مقترحات إيران بأنها شاملة، وأكد الحاجة إلى مواصلة المحادثات. وكانت إيران قد اجتمعت مع سولانا ومسؤولين من القوى الست في جنيف في أول اكتوبر تشرين الاول.

وقال دبلوماسيون ان إيران وافقت في تلك المحادثات على فتح منشأة كشف عنها في الآونة الأخيرة لتخصيب اليورانيوم أمام التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وارسال معظم كميات اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج لمزيد من المعالجة. لكن مشرعين إيرانيين القوا بشكوك منذ ذلك الحين على التفاهم الثاني وقالوا ان إيران تفضل استيراد الوقود الذي تحتاج اليه لمفاعل ابحاث في طهران بدلا من إرسال اليورانيوم خارج البلاد.

وعرض البرادعي في 21 تشرين الاول/اكتوبر في فيينا بعد يومين ونصف من المفاوضات بين إيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، مسودة اتفاق ترمي الى تهدئة مخاوف الدول الكبرى حول طبيعة النشاطات النووية الإيرانية. ووافقت واشنطن وموسكو وباريس الجمعة على اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن إيران طالبت بمهلة بضعة ايام اضافية لتحضير ردها.

وحذرت الولايات المتحدة طهران من اي رفض للايفاء بالتزاماتها مؤكدة انها "مستعدة" للرد على هذا الاحتمال. لكن موسكو اعتبرت ان فرض العقوبات على إيران امر غير مرجح في "مستقبل قريب".

وافاد دبلوماسيون غربيون ان مشروع الاتفاق ينص على ان تسلم إيران بحلول نهاية العام الجاري 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب باقل من 5% لتخصيبه في روسيا حتى 19.75%، قبل ان تحوله فرنسا الى قضبان وقود نووي لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران الذي يعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن العديد من المسؤولين الإيرانيين رفضوا فكرة ارسال هذه الكمية من اليورانيوم المخصب الى الخارج. وتملك إيران حاليا مخزونا من 1500 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب.

وقد تكون "التعديلات" التي تحدثت عنها طهران متعلقة باجراءات تسليم اليورانيوم وكميته. واعلن الامين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، قائد الحرس الثوري سابقًا، ان بلاده يجب ان تحتفظ ب1100 كلغ من اليورانيوم المخصب. بدوره اقترح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى النائب علاء الدين بوروجردي تسليم إيران اليورانيوم تدريجيًا.

وقال النائب كاظم جلالي ان "بعضهم يحلم بابتلاع كامل اليورانيوم (المنخفض) التخصيب الذي نملكه واخراجه من البلاد لكن ذلك لن يتم". من جانبها افادت صحيفة طهران امروز القريبة من المحافظين المعتدلين ان "تسليم مخزون اليورانيوم على دفعة واحدة لا يقبله الراي العام". واعتبرت الصحيفة ان "ذلك يجب ان يتم على مراحل عدة" وفي كل واحدة يجب على الدول الكبرى "ايضًا ان تخطو خطوة". واولها وقف "عملية اتخاذ قرارات ضد إيران" قبل "الغاء القرارات السابقة ونهاية العقوبات الظالمة التي فرضت على البلاد تكاليف باهظة".

وصدرت خمسة قرارات بحق إيران في مجلس الامن الدولي ثلاثة منها ارفقت بعقوبات. وتتهم عواصم غربية عدة الجمهورية الاسلامية بالسعي الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء انشطة نووية مدنية، الامر الذي تنفيه طهران. وتعتبر مسالة تخصيب اليورانيوم قضية اساسية في هذا الملف، لانه اذا كان اليورانيوم المنخفض التخصيب يستخدم في المفاعلات النووية المدنية فان اليورانيوم العالي التخصيب (90%) يمكن ان يستخدم في صنع السلاح النووي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف