14 عامًا على اغتيال رابين والانقسام الإسرائيلي الداخلي يزداد عمقًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أبرزت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم إحياء الذكرى الرابعة عشر لاغتيال رئيس الوزراء السابق اسحق رابين وسط انقسامات داخلية حول الموقف من الأخير بعد ان وقع على اتفاق أوسلو الشهير. كما تطرقت الى محاولات تمهيد الطريق امام عودة المفاوضات وسوريا
تل أبيب: احتلت صورة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، إسحاق رابين، الذي اغتيل في الرابع عشر من نوفمبر 1995 على يد يغئال عمير، بسبب التوقيع على اتفاق المبادئ في أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية. وأفسحت الصحف مكانًا بارزًا لخطاب
رئيس الدولة شيمون بيريز، أمس مع إطلاق مراسم إحياء ذكرى رابين، لكنها أبرزت هذا العام أيضًا، الخلافات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، حول تراث رابين والموقف منه، ومحاولات اليسار، على حد زعم اليمين، تحويل الذكرى السنوية لمناسبة للهجوم على اليمين الإسرائيلي، وخصوصًا المعسكر الديني والمستوطنين، فيما أشارت الصحف في الوقت ذاته إلى أن ذكرى رابين تصادف هذا العام أيضًا ذكرى "أمنا راحيل"، وأن مدارس اليمين المتدين (المفدال) تستغل المناسبة للحديث عن "راحيل وأرض إسرائيل وحق الشعب اليهودي فيها"، بدلاً من الحديث عن ميراث رابين وأسباب اغتياله.
إلى ذلك أبرزت الصحف الإسرائيلية اليوم، العودة إلى تبادل الرسائل وجس النبض بين سوريا وإسرائيل تمهيدًا لاستئناف الاتصالات بين الطرفين، مشيرة إلى تصريحات إيهود براك، أمس بأنّ السلام مع سوريا مركب أساسي في السلام في المنطقة. ولفتت الصحف أيضًا إلى تصريحات أوردغان، في العاصمة الإيرانية أمس بأن بلاده، على الرغم من الأزمة والانتقادات إلا أنها ستحافظ على علاقاتها مع إسرائيل، معتبرة ان أهمية هذه التصريحات تكمن في إطلاقها من العاصمة الإيرانية بالذات.
يديعوت أحرونوت: يتذكرون ويبكون
قالت يديعوت أحرونوت إن دولة إسرائيل تتذكر اليوم، رئيس وزرائها الذي اغتيل قبل 14 عامًا، وقد بدأت مراسم إحياء الذكرى السنوية بالأمس حيث قال رئيس الدولة، شمعون بيريز، في خطابه السنوي: في الأيام الأخيرة وفي خريف حياته وقفنا أنا وإسحاق جنبا إلى جنب على منصة الساحة التي تحمل منذ ذلك الوقت اسمه". وقال بيريز وهو يستذكر المهرجان السلمي الذي كان مقامًا يوم الاغتيال في ساحة ملوك إسرائيل في تل أبيب، والذي قتل رابين فيما كان يهم بمغادرة المكان بعد انتهائه: "لقد أدرك كل من كان حاضرًا بعظمة اللحظة، وغنى بأعلى صوته وردد مع رابين أغنية السلام. بدا لنا كل شيء ممكن ومفتوح، ولكن ما حدث بعد ذلك مزق قلب الشعب".
واستعرضت يديعوت أحرونوت الطقوس التي ستجرى اليوم لإحياء ذكرى رابين وبينها الجلسة الخاصة التي تعقدها الكنيست، مشيرة إلى أن رئيس الكنيست، روبي ريفلين، من الليكود يعتزم هذا العام إقحام الجدل السياسي في خطابه، والإعراب عن رفضه لما قام به اليسار عندما "أخرج من دائرة الرثاء لرابين والبكاء عليه، كل من عارض اتفاق أوسلو، والذين تم وصمهم بأنهم شركاء للقاتل.
في المقابل قالت يديعوت أحرونوت إن عضو الكنيست اليميني المتطرف، ميخائيل بن أريه، أعلن أنه سيقاطع المراسم الرسمية في الكنيست . وعلل بن أريه مقاطعته هذه برسالة رسمية وجهها لرئيس الكنيست قال فيها إن "مراسم إحياء ذكرى رابين تحولت في الواقع إلى مهرجانات للترويج لأوسلو والتغني بأوسلو، من جهة، وأداة للهجوم على جمهور كامل أمثله أنا، وقد تحولت هذه المراسم لأداة لخدمة أجندة سياسية للغاية".
الجيروزاليم بوسط: ميراث بلا رؤيا
تحت هذا العنوان كتبت جيروزاليم بوسط في افتتاحيتها، التي خصصتها لذكرى اغتيال رابين: 14 عامًا بعد اغتيال المرحوم رابين، وحلم رئيس الحكومة الذي وقع اتفاقيات أوسلو- يبدو اليوم أصعب منالا. فقد اعترف رئيس الدولة، شمعون بيريز أمس مع بدء مراسم إحياء ذكرى رابين أن "اغتيال رابين شوش وعرقل العملية السلمية". مع ذلك أكد الرئيس بيريز التغيير الدراماتيكي في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي بدأ بعد اتفاقيات أوسلو، التي أثارت وأحدثت شرخا وتحريضا انتهى باغتيال رئيس الحكومة. تم وضع حجر الأساس لوضع جديد، كان الفلسطينيون جميعا قبل ذلك يشكلون معسكر إرهابي واحد، واليوم هناك سلطة للمفاوضات".
ولكن، مضت الصحيفة تقول في افتتاحيتها، فإن اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ليس ماثلاً في الأفق، لقد تجذر ميراث رابين أيضًا في نفوس كثير من الذين عارضوا طريقه وهو على قيد الحياة، وأبرز هؤلاء هو رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو الذي كان في الماضي قاد المعارضة للطريق السياسي الذي سار عليه رابين، ويتبنى اليوم، من الناحية العملية ميراث رابين. نتنياهو، الذي خرج قبل فترة قصيرة بإعلان درامي قال فيه بتأييد اتفاق سلام على أساس فكرة الدولتين للشعبين، يؤمن، على غرار رابين بحدود آمنة وبالحفاظ على الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية.
في المقابل فإنه في الوقت الذي يتبنى فيه المجتمع الإسرائيلي، كثيرًا من إرث رابين السياسي، فإن المجتمع الفلسطيني يقوم فقط بالابتعاد عن هذا الحلم. قطاع غزة محكوم اليوم من قبل منظمة إرهابية، والسلطة الفلسطينية تصر على تجميد مطلق للبناء في المستوطنات، وسيطرتها في الشارع الفلسطينية معلقة في الهواء.
وقالت الصحيفة إن التحريض والعنف الكلامي ضد قادة الدولة، وإن كانت درجاته قد خفت في الفترة الأخيرة، فإن ذلك نابع بالأساس من الجمود السياسي، وعليه فإن الخطر الذي يهدد سلامة قادة الدولة قد يتحول إلى خطر حقيقي، إذا ما حدثت فعلاً انطلاقة جديدة وحقيقية في العملية السلمية، وعندها فإن احتمالات وقوع اغتيال سياسي لن تكون سيناريو خيالي.
تبادل رسائل بين إسرائيل وسوريا: جس نبض وتسلح
قالت يديعوت أحرونوت، إنه سُجِّل بالأمس، وعلى خلفية التوتر الأمني عند الحدود الشمالية، تبادل مفاجئ لرسائل بين إسرائيل وسوريا بشأن احتمالات وفرص استئناف المفاوضات بين البلدين. فخلال زيارة يقوم بها الأسد، لزاغريب عاصمة كرواتيا، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد تأييده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى العمل من اجل استئناف هذه المفاوضات. فقد قال الرئيس الأسد بعد لقائه بنظيره الكرواتي: إننا نتمتع بتأييد من الشعب لمواصلة المفاوضات مع إسرائيل، لكن الشرط لاستئنافها هو أن يكون هناك، في الطرف الإسرائيلي، من يرغب بمواصلة هذه المحادثات".
من جهته عقب وزير الأمن، إيهود براك، أمس على تصريحات الأسد بقوله إن السلام مع سوريا هو "حجر أساسي في كل تسوية إقليمية مستقرة، لقد بحثت إسرائيل في الماضي وستواصل البحث عن سبل للعودة إلى المحادثات مع سوريا. مع ذلك قال براك إن هذا الأمر يتطلب قيادة مسؤولة في الجانب السوري أيضا، ولدى عناصر حزب الله لمنع مخاطر تدهور الأمور في المنطقة. وذكرت الصحيفة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تؤيد استئناف المحادثات في المسار السوري، وأن هناك تفكيرًا إسرائيليًا لدفع سوريا خارج محور الشر تمهيدًا لإضعافه.
مع ذلك تؤكد مصادر في إسرائيل أن سوريا لا تزال تقوم بتسليح حزب الله وتزويده بأسلحة متطورة، وهو ما يقلق كثيرا قيادة الجيش الإسرائيلي. وتخشى إسرائيل بالأساس من وصول أسلحة متطورة مضادة للطائرات، وخاصة، وفق ما أوردته وسائل إعلام أجنبية مثل التايمز، بطاريات مضادة للطائرات من نوع إس أيه 8 عبر إيران.
وقالت مصادر استخبارات غربية إن رجال وعناصر حزب الله قد أجروا تدريبات على استخدام هذا النوع من البطاريات المضادة للطائرات، في سوريا وإن إسرائيل تعتبر تزود حزب الله بهذه الأسلحة خطا أحمر. ووفق التقديرات العسكرية في إسرائيل فإنه لا علاقة لحزب الله بإطلاق صواريخ الكاتيوشا الأخيرة باتجاه إسرائيل، وأن منظمة فلسطينية هي التي قامت بذلك. وتعتقد الجهات الإسرائيلية أن حزب الله أخذ يفقد سيطرته على الجنوب اللبناني.
التعليقات
السلام
منيرو -رابين مشاكل الاقل مشاكل