أخبار

خطة الوقود النووي تثير غضب نواب إيرانيين بارزين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رفض نواب إيرانيون مسودة جنيف بشأن حصول إيران على الوقود النووي، وتنص المسودة على قيام طهران بإرسال معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج لمعالجته وتحويله الى وقود لمفاعل أبحاث في طهران. وقالنواب ايرانيون عدّة أنّ بلادهم يجب أن تشتري وقود المفاعل الذي تحتاج إليه، بدلاً من أن ترسل اليورانيوم الخاص بها الى الخارج. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي انه يؤيد "حق (طهران) في الطاقة النووية السلمية" ووصف منهجها في المحادثات النووية مع القوى الغربية بأنه "ايجابي".

طهران: عبر نواب ايرانيون بارزون يوم السبت عن معارضتهم الشديدة لإتفاق بشأن الوقود النووي وضعت مسودته الامم المتحدة، مما ألقى مزيدًا من الشكوك على اقتراح يهدف إلى تهدئة التوترات الدولية بشأن أنشطة ايران النووية.
وتنص الخطة التي تدعمها الولايات المتحدة على أن ترسل ايران معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج لمعالجته وتحويله الى وقود لمفاعل أبحاث في طهران.

ويعطي الغرب الاولوية لتقليل مخزون ايران من اليورانيوم منخفض التخصيب وذلك لدرء أي خطر من أن تحوله الجمهورية الاسلامية الى يورانيوم عالي التخصيب لاستخدامه في صنع قنبلة نووية.
لكن سياسيين في ايران التي تقول ان برنامجها النووي أغراضه سلمية ويهدف لتوليد الكهرباء، عبروا عن شكوك عميقة بشأن فكرة التخلي عن الجزء الاكبر مما يعتبرونه ورقة مساومة مهمة لايران.

وقال نواب ايرانيون عدة إن بلادهم يجب أن تشتري وقود المفاعل الذي تحتاج إليه بدلاً من أن ترسل اليورانيوم الخاص بها الى الخارج.
وقال علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني "نرفض تمامًا الاقتراح الخاص بتسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة مقابل يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة."

ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للانباء عنه قوله "لا توجد ضمانات بأنهم سيعطونا الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة مقابل اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي سلمناه."
وقال كاظم جلالي المتحدث باسم اللجنة وهو يردد وجهة النظر ذاتها "الطلب الذي يلزمنا بتسليم كل المواد النووية المخصبة لدينا الى بلاد أخرى حتى يلبوا حاجات طهران من الوقود ... مرفوض تمامًا".

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون يوم السبت ان ايران عليها أن تقبل الاتفاق المعروض الخاص باعادة معالجة اليورانيوم منخفض التخصيب لان واشنطن وحلفاءها صبرهم محدود.
وأضافت في مؤتمر صحافي في القدس "نحن مستعدون للعمل على أن تكون هناك نتائج مبتكرة مثل نقل اليورانيوم منخفض التخصيب كي يعالج خارج ايران ولكننا لن ننتظر للابد".

وتابعت "الصبر له حدود في نهاية المطاف وحان الوقت كي تنفذ ايران تعهداتها ومسؤولياتها أمام المجتمع الدولي وقبول الاتفاق سيكون بداية طيبة".
وقال دبلوماسيون يوم الجمعة ان ايران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة انها تريد وقودًا جديدًا لمفاعل طهران قبل ان توافق على شحن معظم مخزوناتها من اليورانيوم المخصب الى روسيا وفرنسا.

وقال دبلوماسيون غربيون ان القوى الغربية الكبرى وجدت ان الطلب الايراني للحصول الفوري على وقود نووي جديد غير مقبول.
وقال الغرب ان ايران تخاطر بالتعرض لجولة رابعة من العقوبات اذا لم تساعد في تهدئة التوترات المتعلقة ببرنامجها النووي.

وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انه يأمل أن تتواصل المحادثات مع القوى العالمية على الرغم من أنه أوضح عدم ثقة ايران في الدول الغربية بسبب "سجلها السلبي".
وقال "الغربيون يعرفون أنه في غياب التفاعل مع ايران فلن يكون في مقدورهم أن يديروا العالم."

ويدعو اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايران لنقل نحو 75 في المئة من كمية اليورانيوم منخفض التخصيب التي تملكها وهي 1.5 طن الى روسيا لزيادة معالجته بحلول نهاية العام الحالي.

وسينقل اليورانيوم الايراني بعد ذلك الى فرنسا ليتم تحويله الى ألواح وقود لمفاعل في طهران ينتج نظائر طبية مشعة لعلاج السرطان.
وقال دبلوماسيون ان ايران لم ترد رسميا بعد لكنها سربت مطالب بادخال تعديلات كبيرة يمكن ان تقوض الاتفاق.

وذكرت وسائل اعلام ايرانية أن طهران تريد أيضا نقل اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج في شحنات صغيرة وليس على مرحلة واحدة.
لكن ذلك من شأنه أن يقوض جوانب مهمة في الاتفاق تهدف القوى الكبرى من خلالها الى الحد من قدرة الجمهورية الاسلامية على صنع القنابل.

وقال دبلوماسي غربي رفيع ان ايران ترغب في استبدال اليورانيوم قليل التخصيب بوقود جاهز لتشغيل مفاعل طهران.
وقال المصدر الدبلوماسي "هذا لا يوافق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يوافقنا لانه لا يؤدي الى نقل 1200 كيلوغرام من اليورانيوم في شحنة واحدة على الفور والذي من شأنه أن يظهر النية الحسنة لايران."

وأضاف الدبلوماسي "انهم لا يطرحون تعديلات... بل انهم يقترحون اتفاقًا جديدًا سينقل كل المخاطرة الى جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبقية أطراف الاتفاق".


تركيا ترفض معاقبة إيران
من جهة ثانية قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان يوم السبت إنه ينبغي للدول المعارضة لبرنامج ايران النووي أن تتخلى عن أسلحتها النووية وانتقد العقوبات المفروضة على طهران واصفا اياها بأنها "تنم عن غطرسة".
وأضاف أنه يريد أن يتخلى الشرق الاوسط والعالم كله عن الاسلحة النووية.

وخلال زيارة لايران قال اردوغان انه يؤيد "حق (طهران) في الطاقة النووية السلمية" ووصف منهجها في المحادثات النووية مع القوى الغربية بأنه "ايجابي".
وزادت هذه الزيارة مشاعر القلق لدى الغرب من أن تغير الدولة المسلمة الوحيدة في حلف شمال الاطلسي تركيز سياستها الخارجية باتجاه العالم الاسلامي وتدير ظهرها للحلفاء الغربيين.

وتقول ايران ان الهدف الوحيد لبرنامجها النووي هو توليد الكهرباء لكن الدول الغربية تشك في أنها تخطط سرا لانتاج أسلحة نووية وتحاول اقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم.
ونقلت وكالة أنباء الاناضول التركية التي تديرها الدولة عن نسخة مسبقة لخطاب لاردوغان وينقله التلفزيون في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش "من ينتقدون البرنامج النووي الايراني يستمرون في حيازة الاسلحة نفسها".

واضاف "اعتقد ان من يتخذون هذا الموقف ومن يريدون هذه العقوبات التي تنم عن غطرسة ينبغي لهم اولا التخلي عن هذه الاسلحة. نحن نشترك في هذا الرأي مع اصدقائنا واخواننا الايرانيين".
وفرضت على ايران بالفعل عقوبات من الامم المتحدة والولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي واذا فشلت المحادثات الحالية في التوصل لاتفاق فقد تسعى القوى الغربية لجولة جديدة من العقوبات على الجمهورية الاسلامية.

ويفترض أن اسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط. وتركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي هي أقرب حليف مسلم لاسرائيل لكن العلاقات تدهورت منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر/كانون الاول ويناير/كانون الثاني.
وأشاد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد باردوغان بسبب "موقفه الواضح ضد" اسرائيل.

وقال اردوغان أيضا ان تركيا تريد اخلاء منطقة الشرق الاوسط والعالم كله في الوقت المناسب من الاسلحة النووية. وقال " نريد أن نعيش في منطقة خالية تماما من الاسلحة النووية. نريد أن نعيش في عالم لا يصبح فيه للاسلحة النووية اي وجود".

ويحاول أردوغان توسيع نفوذ تركيا في الشرق الاوسط وجعلها قوة اقليمية منذ وصول حزبه ذي الجذور الاسلامية الى السلطة في عام 2002.
وكرر اردوغان تصريحات سابقة قال فيها ان تركيا وايران حددتا هدفا لهما بزيادة حجم التجارة السنوية بينهما الى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2011 ليصل الى 30 مليار دولار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف