كرزاي يخوض الدورة الثانية من الإنتخابات منفردًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلال اعلان عبدالله عبدالله عن سحب ترشحه - الاحد
أعلن مرشح المعارضة لإنتخابات الرئاسة الافغانية عبدالله عبدالله الأحد انسحابه من الدورة الثانية من الإنتخابات المقررة السبت المقبل والتي سيخوضها الرئيس الحالي حميد كرزاي منفردًا في وقت يخشى أن تغرق البلاد في حالة من عدم الاستقرار السياسي، وصرح عبد الله عبد الله امام انصاره في كابول بأنّ قراره "لم يكن سهلا"، مضيفًا "احتجاجًا على سوء تصرف الحكومة ولجنة الانتخابات المستقلة لن اشارك في الانتخابات".
كابول، واشنطن: قال مسؤولون أميركيون كبار يوم الأحد إن قرار عبد الله عبد الله المرشح في انتخابات الرئاسة الافغانية عدم المشاركة في جولة الاعادة للانتخابات لن يؤثر على المداولات التي يجريها الرئيس باراك اوباما بشأن استراتيجية الحرب في أفغانستان.
واوضحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن ادارة اوباما ستعمل مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي اذا ظل زعيم الحكومة القادمة مثلما يبدو على الارجح.
وقالت كلينتون في بيان ارسل للصحافيين بالبريد الالكتروني خلال سفرها الى المغرب "القرار الآن يعود للسلطات الافغانية بشأن كيفية المضي قدما بما يصل بهذه العملية الانتخابية الى نهاية تتفق مع الدستور الافغاني"، وأضافت "سندعم الرئيس القادم وشعب أفغانستان الذي يسعى الى مستقبل أفضل يستحقه".
وفي الوقت الذي يبحث فيه اوباما ما اذا كان سيوافق على طلب قائده في افغانستان ارسال 40 الف جندي اضافي يهدد انسحاب عبد الله من انتخابات السابع من نوفمبر/تشرين الثاني بتزايد الشكوك حول شرعية حكومة كرزاي.
واصبحت الحرب في أفغانستان تثير استياء متزايدًا لدى الرأي العام الأميركي مع وصول العنف الى اسوأ مستوى له منذ اطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان عام 2001.
ويسلط هجوم انتحاري وقع في كابول الاسبوع الماضي واسفر عن مقتل خمسة من موظفي الامم المتحدة الضوء على تدهور الوضع الامني في أفغانستان. ويتحفظ كثيرون من حلفاء اوباما الديمقراطيين في الكونغرس على زيادة القوات. وشكك البعض فيما اذا كان للولايات المتحدة شريك يعتد به في الحكومة الافغانية للعمل معه.
شرطي أفغاني خارج مكتب انتخابي لكرزاي
وكان عبد الله اتهم كرزاي بعدم تلبية مطلبه من اجل اجراء انتخابات نزيهة. وقال مسؤولون انتخابيون ان جولة الاعادة المقررة في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني ستمضي قدمًا مع وجود الاسمين على بطاقة الاقتراع لكن مع وجود كرزاي مرشحًا وحيدًا.
وقال ديفيد اكسيلرود وهو مستشار كبير لاوباما في حديث لشبكة (سي. بي.اس) "سنتعامل مع الحكومة التي ستتولى السلطة هناك ومن البديهي ان هناك قضايا نحتاج الى مناقشتها مثل الحد من المستوى المرتفع للفساد هناك"، وأضاف "هذه قضايا سنبحثها مع الرئيس كرزاي".
وقال اكسيلرود ان عبد الله "اتخذ قرارًا سياسيًا" بعدم المشاركة في جولة الاعادة وانه كان سيهزم على الارجح.
وقالت فاليري جاريت وهي مستشارة اخرى كبيرة بالبيت الابيض لشبكة ( ايه.بي.سي) "لا نعتقد ان يضيف ذلك (قرار عبد الله) مزيدا من التعقيدات على الاستراتيجية (الخاصة بالحرب)."
وحثت كلينتون في بيانها عبد الله على "مواصلة المشاركة" والعمل من أجل السلام في أفغانستان.
ويواجه اوباما معارضة متنامية للحرب من الديمقراطيين بينما يتهمه الجمهوريون بالتلكوء في المشاورات المتعلقة بزيادة القوات الأميركية. وقال جون بوهنر زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس النواب في حديث لشبكة (سي.ان.ان) "انا قلق بشأن هذا التأخير. كنت امل ان يتخذ الرئيس قرارا في وقت قريب."
لكن بوهنر اتفق مع جاريت واكسيلرود على ان انسحاب عبد الله لن يكون له تأثير كبير على الاستراتيجية الأميركية، وقال "اعتقد ان خروج الدكتور عبد الله من هذا السباق يعبر اكثر عن الحقيقة التي عرفها وهي انه لن يفوز"، وكرر اكسيلرود ان الرئيس سيتخذ قرارا "خلال اسابيع".
ويخشى ان يدخل قرار عبد الله افغانستان في مزيد من عدم الاستقرار الذي تعاني منه منذ الدورة الاولى من الانتخابات التي جرت في 20 اب/اغسطس والتي شابتها اعمال تزوير واسعة.
وبعد الكشف عن عمليات التزوير، طالب عبدالله الرئيس الافغاني حميد كرزاي باقالة رئيس لجنة الانتخابات المستقلة عزيز الله لودين ووقف اربعة وزراء ساهموا في حملة كرزاي عن العمل. كما طالب بإلغاء مكاتب الاقتراع التي وصفها بانها "وهمية" والتي لم تفتح في 20 اب/اغسطس وانما ارسلت صناديق مليئة ببطاقات الاقتراع.
ورفض كرزاي وكذلك لجنة الانتخابات المستقلة طلب عبدالله، واعتبر عبدالله انه في هذه الظروف، "ستكون الدورة الثانية اسوأ من الاولى"، مؤكدًا مع ذلك انه لم يدع الى المقاطعة التي هدد انصاره باللجوء اليها. وترك المرشح المنسحب لانصاره حرية التصويت ودعاهم الى "عدم النزول الى الشوارع وعدم تنظيم تظاهرات"، واثارت استقالة عبدالله جدالاً بشأن جدوى تنظيم دورة ثانية في هذه الظروف.
وقال عضو لجنة الانتخابات المستقلة داود علي النجفي لفرانس برس ان الدورة الثانية ستجري، موضحا "علينا ان نحترم القانون، القانون واضح. ستنظم دورة ثانية". ولكن اراء المختصين بدت متبانية، حيث اعتبر بعضهم ردًا على سؤال فرانس برس ان القانون يلزم بتنظيم دورة ثانية، في حين قال اخرون ان المسالة يمكن ان تحل بطريقة اخرى، كأن يعقد اجتماع لمجلس اعيان القبائل، اللويا جيرغا، التقليدي على المستوى الوطني.
وقالت مصادر دبلوماسية ان الدستور لا يتضمن حلا في حال انسحاب احد المرشحين من الدورة الثانية، ويعود للمحكمة العليا ان تقرر. وتعتبر هذه المحكمة مقربة من حميد كرزاي. وقال دبلوماسي اوروبي طلب عدم الكشف عن اسمه "ان الارجح هو أن تعتبر المحكمة العليا ان الانتخابات تمت وفاز بها كرزاي، ثم تؤكد لجنة الانتخابات ذلك".
واعلن كرزاي في المساء انه يؤيد عقد دورة ثانية وياسف لانسحاب خصمه، وقال في مقابلة مع اذاعة ازادي الافغانية التي تمولها الولايات المتحدة "من مصلحة افغانستان ان نخوض انا وعبدالله الانتخابات معا". ومن جانبه، دعا مسؤول الامم المتحدة في افغانستان كي ايدي الى "المضي في العملية الانتخابية الى نهايتها، بطريقة قانونية وضمن المهل المحددة".
ومن جانبه، اعتبر رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون الاحد ان انسحاب عبدالله جاء "حفاظا منه على الوحدة الوطنية" في افغانستان، وحصل كرزاي خلال الدورة الاولى على 49,67 في المئة من الاصوات مقابل 30,59 في المئة لعبدالله.
وقال المحلل السياسي هارون مير من المركز الافغاني للبحوث والدراسات السياسية ان الدورة الثانية يمكن ان تجري، ولكنها تهدد بأن تجعل كرزاي يفقد شرعيته في حال كانت المشاركة متدنية، وقال "اذا تدنت المشاركة دون 20%، حتى لو اعلن فائزًا، ستنقصه الشرعية". وشارك نحو 38% في الدورة الاولى.
ويغرق قرار عبدالله افغانستان في حالة من عدم الاستقرار مع تصعيد العنف الذي ينفذه الطالبان والذي جعل من 2009 السنة التي سقط فيها العدد الاكبر من القتلى منذ 2001، سواء بين المدنيين او القوات الافغانية والاجنبية التي تنشر نحو مئة الف عسكري في البلد.
وهددت حركة طالبان الاحد بشن مزيد من الهجمات اذا تقرر اجراء دورة ثانية، وصرح المتحدث باسم طالبان يوسف احمدي لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من موقع لم يكشف عنه "لن نسمح بان تمر الدورة الثانية من الانتخابات بسلام".
واضاف "سنزيد من هجماتنا، وسنضمن فشل الانتخابات"، واعتبر ان "انسحاب عبدالله لا يعني شيئًا بالنسبة إلينا".
وفي النهاية، فهذه الدورة التي لا تكتسي سوى قدر بسيط من المصداقية، جرت في الكواليس اكثر منه عبر صناديق الاقتراع، فالرئيس المنتهية ولايته لم يقبل بجولة ثانية الا تحت ضغوط دولية قوية.