علاقات موسكو ولندن لا تزال متعثرة بسبب قضية ليتفيننكو

بعد توتر دبلوماسي دام خمس سنوات اكدت روسيا وبريطانيا الاثنين وحدة موقفهما بشان الملف النووي الايراني لكن الخلاف بينهما لا يزال قائما بسبب عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو.

موسكو: كانت الاجواء إيجابية خلال اللقاءات التي جرت مساء الأحد وصباح الاثنين بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره البريطاني ديفيد ميليباند. وزيارة ميليباند هي الاولى لوزير خارجية بريطاني لروسيا منذ خمس سنوات. واكدت موسكو ولندن في الاسابيع الماضية رغبتهما في تكون العلاقات بينهما اكثر "نضجا".

وقال ميليباند الاثنين "اننا نعرف خلافاتنا". واضاف "لكننا لا نسمح لها (الخلافات) بعرقلة التعاون حيث يكون الامر ممكنا". ولا يبدو انه تم احراز تقدم حول الملف الشائك الرئيسي في العلاقات الثنائية اي مسألة تسليم اندريه لوغوفوي المشتبه به الرئيسي في اغتيال الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن.

وتصادف زيارة ميليباند مع الذكرى الثالثة لتسميم ليتفيننكو بمادة البولونيوم المشعة. واعربت ارملة ليتفيننكو عن استيائها لهذه الزيارة معتبرة ان توقيتها "يزيد الامور سوءا". ولا تزال روسيا ترفض تسليم لوغوفوي، رجل الاعمال الروسي والضابط السابق في الاستخبارات السوفياتية الذي يعتبر المشتبه به الرئيسي في مقتل ليتفيننكو متذرعة ببنود واردة في الدستور الروسي.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي "لا يزال موقفنا هو نفسه". واضاف "يبدو ان زملاءنا البريطانيين يدركون ان طلب تغيير دستورنا غير واقعي بتاتا" موضحا ان لندن لم تقدم الادلة اللازمة. وقال ميليباند انه من المستبعد ان تتخلى لندن عن طلبها. واعلن "لا نزال نريد احقاق العدالة". واضاف "ان نكون نزيهين تماما بشأن الاهمية التي نوليها لهذه المشاكل عنصرا مهما في علاقاتنا الحديثة مع روسيا".

واعلن لوغوفوي لوكالة انترفاكس ان "رفض بريطانيا اجراء المحاكمة في روسيا يدل مرة اخرى على ان سكتلنديارد لا تملك ادلة مقنعة لضلوعه في اغتيال ليتفيننكو". واضاف ان لندن تخشى في حال اجراء محاكمة في روسيا من ان تكشف "الدوافع الحقيقية للجريمة". وتابع "ليقر ميليباند بان ليتفيننكو كان عميلا في اجهزة الاستخبارات البريطانية".

من جهته قال ميلباند للصحف الروسية ان الموقف البريطاني حول الحرب بين روسيا وجورجيا التي دارت في اب/اغسطس 2008 لم يتغير ايضا وان لندن لا تزال ترى ان رد موسكو "لم يكن متكافئا". وقال انه ينوي "التحدث بصراحة" مع روسيا بما في ذلك في مجالي الديموقراطية وحقوق الانسان.

وكان يفترض ان يلتقي الاثنين ممثلين عن المجتمع المدني الروسي والزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ويزور مقر صحيفة "نوفايا غازيتا" المعارضة. واتفق ميليباند ولافروف بشان قضية الملف النووي الايراني وطلبا من طهران الرد على مشروع الاتفاق الدولي حول اليورانيوم المخصب. وقال ميليباند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "يريد الجانبان (الروسي والبريطاني) ردا سريعا من النظام الايراني".

من جانبه قال لافروف ان موسكو تتوقع ردا ايجابيا من ايران على هذا الاتفاق الذي اعد الشهر الماضي في فيينا من قبل ممثلين عن البلدان المتفاوضة وهي ايران والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا. وقال "لقد انتهى اللقاء باتفاق (..) ونعول على جميع المشاركين بلا استثناء وبمن فيهم ايران، في اقراره".