أخبار

لغة المصالح المشتركة تحقق لأوباما ود الخصوم وتزعزع الحلفاء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يصر الرئيس الأميركي على اتباع سياسته التي رسمها للتعامل مع الشأن الدبلوماسي الخارجي، على الرغم من الانتقادات الموجهة إليه، بحيث يسعى لإنتهاج سياسة المصالح المشتركة ومحاولته توفيق سلوك الحكومة للتماشي مع مثلها العليا، ويعتقد المحافظون أن أوباما يعمل بهذا النهج على تقويض سلطة الولايات المتحدة بالخارج، خاصة أن أوباما يسعى بشكل حثيث من أجل كسب ود الخصوم. ويواجه أوباما الآن صعوبة في ترجمة شعبيته إلى نفوذ أميركي حتى مع حلفاء رحبوا سابقًا بابتعاده عن نهج جورج بوش.

القاهرة: تعدّ صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريرًا مطولاً تنتقد فيه السياسة التي يصر الرئيس باراك أوباما على إتباعها في الشأن الدبلوماسي الدولي، وتقول إن تطبيقه للأدوات نفسها التي كان يستعين بها عندما كان يعمل في مجال التنظيم المجتمعي في منطقة ساوث سايد بشيكاغو في شؤون السياسة الخارجية للولايات المتحدة الآن، متمثلةً في انتهاجه للغة المصالح المشتركة ومحاولته توفيق سلوك الحكومة للتماشي مع مثلها العليا، قد يكون قد عمل على كسب ود خصومه، لكن بالنسبة إلى التحديات التي تلوح في أفق السياسة الخارجية الأميركية على المدى البعيد، يواجه أوباما صعوبة في ترجمة شعبيته إلى نفوذ أميركي، حتى مع حلفاء سبق لهم وأن احتفوا بانفصاله عن نهج بوش العسكري، والفردية في اتخاذ القرارات، وما يُعرف بالكيمياء الشخصية.

وفي هذا الإطار، يعتقد المحافظون أن أوباما يعمل بهذا النهج على تقويض سلطة الولايات المتحدة بالخارج من خلال فشله في الاعتراف بالدرجة التي تتحصن بها الدول ( سواء من الحلفاء أو من الخصوم ) ضد النداءات إلى المصالح المشتركة. في حين يقول النقاد من طرفي الطيف السياسي في البلاد إن أوباما تكتم كثيرًا على تأييده العلني للمثل الأميركية - ولا سيما حقوق الإنسان والديمقراطية - في سعيه لتحقيق الأهداف المشتركة. وترى الصحيفة أن هذا النهج يبدو واضحًا للعيان بشكل واضح في أفغانستان، حيث يواصل الحلفاء الأوروبيون رفضهم لإرسال قوات إضافية بغية خوض غمار حرب لا تحظى بشعبية، في الوقت الذي يتبع فيه النهج ذاته فيما يقوم به من محاولات لتشكيل جبهة مشتركة ضد برنامج تسلح إيران النووي الذي تحوم حوله الشبهات.

فترى الصحيفة أن الجهود التي يبذلها أوباما في أفغانستان لتنشيط العلاقات التي أهملتها الإدارة السابقة قد أسفرت عن عدد قليل من النتائج الملموسة في ساحة المعركة. أما في إيران، فقد قوبلت الدبلوماسية المتأنية ذات الطبيعة الحساسة من الناحية الثقافية بحالة عناد، يرى المحافظون الأميركيون أنها لن تتغير مطلقًا. وتنقل الصحيفة في هذا الشأن عن ويليام كوهين، السناتور الجمهوري السابق عن ولاية ماين الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس بيل كلينتون، قوله :" لقد قال من البداية إننا ماضون لعكس التصور الذي يظهر أن الولايات المتحدة متغطرسة، وتعمل من جانب واحد، ولا تريد المساعدة من أحد. لقد قال للآخرين ( نحن بحاجة إلى مساعدتكم - والآن ما بوسعكم أن تفعلوه ؟ ) وما علينا الآن إلا أن ننتظر لنرى ماذا يمكن أن يحدث".

وتشير الصحيفة إلى أن التزام أوباما بالعمل ضمن مجموعة من المعاهدات والمنظمات الدولية يعتبر صدى للنهج الذي اتبعه آخر رئيس أميركي يفوز بجائزة نوبل للسلام وهو، وودرو ويلسون، باستثناء جزئية وحيدة تتمثل في أن الولايات المتحدة بدت في عهد أوباما أكثر من شريك على قدم المساواة مع الدول الأخرى وأقل من كونها زعيم بلا منازع. وتمضي الصحيفة لتقول إنه ومن خلال خبراته في مجال التنظيم المجتمعي، عمل أوباما على تحديد المصالح المشتركة للأحياء التي تعاني من الآثار الاقتصادية المترتبة على إغلاق المصانع ومن الساسة الذين يتم انتخابهم لتمثيلهم. وهو الدور الذي يتطلب الصبر - تلك الكلمة التي تم استخدامها باستمرار من قبل مستشاريه في ما يتعلق بإحياء محادثات السلام بالشرق الأوسط أو التواصل مع إيران.

إلى هنا، تنقل الصحيفة عن لي هاميلتون، مدير مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء، الذي عمل لسنوات كرئيس ديمقراطي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قوله: "يضع ( أوباما ) قدرًا كبيرًا من الثقة في إقناعه وقد قام بإدراج التواضع كعنصر جديد في السياسة الخارجية الأميركية. لكن الفكرة التي تقف وراء تلك الإستراتيجية هي ( كيف لك أن تقنع الدول بأن تفعل ما تريده؟ ) الأمر الذي سيبقى كذلك لنرى مدى نجاحه في تطبيقه ".

وحول رأيه في خطط نشر الدرع الصاروخي الأميركي في القارة الأوروبية، التي أعلن عنها أوباما مؤخرًا، وقبلتها كل من الحكومتين التشيكية والبولندية الشهر الماضي، قال نيل غاردينر، مدير مركز مارغريت تاتشر من أجل الحرية في مؤسسة هريتيدج المحافظة :" كانت هذه إشارة واضحة على أن واشنطن مهتمة بالسعي لكسب ود منافسيها الاستراتيجيين أكثر من بناء أو حتى الحفاظ على تحالفاتها مع حلفائها التقليديين. وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد دليل واحد يُظهِر أن المذهب الذي يتبعه أوباما يجني فوائد. بل على العكس، يُنظر إلى الولايات المتحدة بصورة متزايدة على أنها ضعيفة، ولا يمكن الاعتماد عليها من جانب بعض حلفائها التقليديين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف