تصاعد التوتر الشمالي والجنوبي في السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتزايد الشواهد التي تشير إلى تصاعد التوتر في السودان بين الشمال والجنوب.
الخرطوم: يتصاعد التوتر في السودان بين الشماليين والجنوبيين وتتزايد الشواهد على ذلك بدءا من الدعوة إلى إنفصال الجنوب، مرورا بمقاطعة الاحزاب الجنوبية لجلسات البرلمان الوطني، وانتهاء بالخلافات حول مشاريع قوانين اساسية تتعلق بالانتخابات والاستفتاء.
ودعا رئيس اقليم جنوب السودان، وهو في الوقت نفسه النائب الاول لرئيس السودان سالفا كير في الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر الماضي الناخبين الجنوبيين الى التصويت لصالح الاستقلال في الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان المقرر ان يجري في العام 2011.
ولخص كير وجهة نظره في خطاب القاه في كاتدرائية سانت تيريز الكاثوليكية في جوبا موجها حديثه الى اهل الجنوب "اما ان تصوتوا للوحدة فتصبحون مواطنين من الدرجة الثانية في بلدكم او ان تصوتوا للاستقلال فتصبحون احرارا في بلد حر". واضاف الزعيم الجنوبي المعروف عنه تأييده للاستقلال "انه خياركم وسوف نحترم خيار الشعب".
وكان الشماليون والجنوبيون وقعوا في العام 2005 اتفاق سلام شامل وضع حدا لحرب اهلية دامت 21 عاما بين الطرفين واوقعت مليوني قتيل. ويقضي الاتفاق باجراء انتخابات عامة -- تشريعية ورئاسية واقليمية -- في نيسان/ابريل 2010 وباجراء استفتاء لتقرير مصير جنوب السودان في كانون الثاني/يناير 2011.
واتفق الاعداء السابقون على السعي خلال الفترة التي تسبق الاستفتاء لجعل خيار الوحدة "جاذبا". واكد مندور المهدي وهو مسؤول في حزب الؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير ان تصريحات سالفا كير "مخالفة" لاتفاق السلام. وقال رئيس السكرتارية السياسية لحزب المؤتمر الوطني ابراهيم غندور لوكالة فرانس برس "سنواصل العمل رغم ذلك في اطار الشراكة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) وفي تطبيق اتفاق السلام حتى موعد الاستفتاء".
وياتي الجدل حول انفصال الجنوب في وقت يتصاعد فيه التوتر بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية منذ اسابيع. وتقاطع الحركة الشعبية اعمال البرلمان الذي يتعين عليه التصويت على قوانين اساسية لكفالة حسن سير الانتخابات العامة العام المقبل. وستكون هذه الانتخابات اول عملية اقتراع تعددية في السودان منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في العام 1986 وانتخب خلالها زعيم حزب الامة الصادق المهدي رئيسا للوزراء قبل ان يطيح به انقلاب البشير في العام 1989.
والتقى نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار والنائب الثاني للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه مساء الاثنين في الخرطوم للبحث عن مخرج للازمة. وقال مكتب مشار في بيان اصدره الثلاثاء "لم يكن اللقاء وديا للغاية وتصاعد التوتر في ما يتعلق بالخلافات حول الاستفتاء ومقاطعة البرلمان وقضايا اخرى".
وكان مشار وطه اعلنا في منتصف تشرين الاول/اكتوبر اتفاقا حول قانون بشأن الاستفتاء يقضي بان يحصل الجنوب على الاستقلال اذا صوت الجنوبيون بالاغلبية البسيطة (50%+1) لصالح الانفصال. كما ينص الاتفاق على ضرورة مشاركة 66% على الاقل من الناخبين في الاستفتاء لكي يتم اعتماد نتيجته.
وقال الثلاثاء الموفد الاميركي الى السودان سكوت غريشون الذي يحاول التقريب بين وجهات نظر الطرفين ان "الفشل ليس واردا فالانتخابات العامة والاستفتاء حول تقرير المصير يحل موعدهما خلال شهور وليس بعد سنوات". وحذر امين حسن عمر وهو مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الوطني من انه "ما لم يتم التوصل الى اتفاق خلال الاسبوعين او الثلاثة المقبلين فسيكون من الصعب اجراء الانتخابات". ولكنه تابع "الامور تتغير باستمرار وبقليل من الحظ سوف نشهد تطورات ايجابية في الايام المقبلة".