بعد إنقضاء نصف ولايته ساركوزي يتعرض لإنتقادات لكنه لا يواجه منافسة جدية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مع إنقضاء نصف ولايته، تراجعت كثيرا شعبية الرئيس نيكولا ساركوزي بسبب القضايا المتعاقبة المثيرة للجدل وإرتفاع نسبة البطالة لكنه لا يزال مهيمناً على الحياة السياسية في فرنسا في غياب منافسين جديين في المعسكرين اليميني واليساري.
باريس: في السادس من ايار/مايو 2007، انتخب الرجل الذي وعد بان يكون "رئيس القدرة الشرائية" باكثر من 53% من الاصوات لكنه بدأ النصف الثاني من ولايته الرئاسية في اجواء من الركود الاقتصادي. فقد بلغت نسبة البطالة في فرنسا 10% والنمو شبه معدوم والدين العام يزداد بانتظام.
اما ملف مكافحة الجريمة، الذي اعطاه ساركوزي اولوية، فهو يحقق اهدافه بصعوبة في حين لم تطبق حتى الان خطة طموحة للضواحي. وبحسب استطلاعات اخيرة للرأي فان غالبية من الفرنسيين (50 الى 60%) تجد حصيلة اداء الرئيس الفرنسي منذ انتخابه "سلبية".
ورغم اعتبار غالبية من الفرنسيين ان اداء فرنسا خلال توليها الرئاسية الدورية للاتحاد الاوروبي في 2008 كان "ايجابيا"، يبدو ان سعي ساركوزي الى تحسين شعبيته في صفوف الرأي العام الفرنسي لم يثمر.
في المقابل كانت انجازاته على الساحة الدولية موضع ترحيب اذ انه كان وراء تنظيم قمم مجموعة العشرين التي يفترض ان تعالج الازمة الاقتصادية العالمية واتفاق وقف اطلاق النار الذي انهى الحرب الخاطفة بين روسيا وجورجيا في اب/اغسطس 2008.
لكن الخبراء يعتبرون انه رغم الجهود المبذولة لتغطية تعثره في الاشهر الاولى من ولايته الرئاسية وزواجه من المغنية كارلا بروني في شباط/فبراير 2008، يبدو ان ساركوزي يدفع ثمن نشاطه المفرط ومواضيع الجدل الاخيرة التي هزت معسكره. وقال المحلل السياسي فيليب برو ان ساركوزي "غير صورته" حتى داخل الغالبية اليمينية.
فمنذ منتصف تشرين الاول/اكتوبر اضطر ساركوزي الى الدفاع عن وزير الثقافة فردريك ميتران بسبب كتابات الاخير عن السياحة الجنسية التي اثارت جدلا شديدا في فرنسا، كما اثارت رغبة ابنه جان (23 سنة) في رئاسة مجلس ادارة الهيئة العامة لحي لا ديفانس اتهامات ب"المحاباة".
وتصطدم الاصلاحات المتوالية حتى في صفوف الغالبية اليمينية بمعارضة متزايدة في البرلمان حيث اعتبرت رسوم التلوث الرامية الى محاربة ظاهرة الاحتباس نوعا من الضريبة الجديدة. والفصل الاخير من الفصول السلبية "تمرد" 24 سناتورا من الغالبية اليمينية الذين اعلنوا انهم سيصوتون ضد الغاء ضريبة محلية على المؤسسات التي تساهم في تمويل البلديات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في 2010، دان اليسار المبادرة الاخيرة لاجراء نقاش حول "الهوية الوطنية" ووصفها بانها مناورة لجذب ناخبي اليمين المتطرف. ويرى المحلل السياسي ستيفان روزيس ان "الرابط بين الفرنسيين ونيكولا ساركوزي تفكك كثيرا لكنه لا يزال مهيمنا على المشهد السياسي لعدم وجود شخصية بديلة ذات مصداقية" بسبب تشتت صفوف المعارضة الاشتراكية.
والمنافس اليميني المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2012، هو رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان الذي قد يتعرض لعقوبة بالسجن في اطار قضية كليرستريم. ويتهم دوفيلبان في هذه القضية بعدم التحرك لوقف مؤامرة ترمي الى تشويه سمعة نيكولا ساركوزي الذي اضيف اسمه الى لوائح مصرفية للايحاء بانه يملك حسابا سريا في الخارج.
ويبقى التفاؤل سيد الموقف بين انصار حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني الحاكم في فرنسا. وقال احدهم ويدعى انطوان سوفاج (21 سنة) "كل المقترحات الواردة في برنامجه تم التصويت عليها او اقله تم اطلاقها" موضحا انه واثق من اعادة انتخاب ساركوزي لولاية ثانية.