أخبار

قيود على عمل الأونروا وسط انتقادات إسرائيلية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بحثت مؤسسة أميركا الجديدة الحصار الإسرائيلي على غزة والانعكاسات السلبية لذلك على سكان القطاع، وطالبت بحل حاسم وقانوني لهذه المسألة بدلاً من الحلول السياسية الملتوية.

واشنطن: استضافت مؤسسة أميركا الجديدة مدير الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين والمعروفة باسم ( الأونروا) جون جينغ للحديث عن الدولة الفلسطينية الحالية وشعبها. وتحدث جينغ وسط حشد من 60 شخصية أغلبهم من المنظمات غير الحكومية والمعنية مباشرة بالأزمة الفلسطينية. وقد جاءت الندوة تحت عنوان الأمل في غمرة اليأس.

تركز النقاش على الحصار الإسرائيلي على غزة والانعكاسات السلبية لذلك على سكان القطاع. وتحدث جينغ بصراحة ووضوح عن الحصار واصفًا إياه " بأنه غير شرعي تحت سمع وبصر القانون الدولي". وطالب بحل حاسم وقانوني لهذه المسألة بدلاً من الحلول السياسية الملتوية. ولقد رأى بأن المحاولات الحالية لتسوية الخلافات السياسية والمصالحة هي غير ضرورية وتؤجل بالفعل أي خطوة نحو التقدم الحقيقي وذلك لأنها تشتت الانتباه عن جوهر المشكلة الحقيقي.

ومن الجدير بالذكر أن وكالة الأونروا مارست خلال ما يقرب من ستين عامًا أعمالها الإنسانية بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وتزويدهم بما يلزمهم من خدمات صحية، وتعليمية، واجتماعية، ومالية، وسط دعم دولي لأنشطة الوكالة، لاسيما من الولايات المتحدة الأميركية التي تتحمل الجزء الأكبر من الدعم المالي لهذه المؤسسة غير مُسيسة النشاط.

صعوبة عمل الوكالة

جددت الجمعية العامة للأمم المتحدة مد تفويض عمل الأونروا داخل الأراضي الفلسطينية حتى الثلاثين من يوليو 2011. ولقد صنف جينج التعليم، والصحة، والخدمات الاجتماعية، المساعدات الغذائية والبنى التحتية، على أنها من بعض المجالات التي تدخل ضمن الأونروا الآن، وذلك لأن عدد الفلسطينيين في زيادة مستمرة بالإضافة إلى أن الوضع في غزة مستمر في التدهور. وبالتالي حجم ونطاق عمل الوكالة لابد أن يواكب تلك التطورات. وعبر جينغ عن افتخاره الشخصي بإنجازات الوكالة في مجال تعليم الشباب الفلسطيني. وأشار أيضًا إلي الإنجازات الكبيرة للأونروا في مجال تعليم المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك باعتباره نجاحًا خاصًّا ومميزًا للوكالة.

ومهمة الأونروا أصبحت أكثر صعوبة في قطاع غزة منذ الحصار الإسرائيلي للقطاع عام 2007. فقد وصف جينغ غزة "بالخراب الاقتصادي" حيث الإحباط واليأس أصبحا سائدين. وقال إنه منذ الحصار هناك وظائف عديدة قد اختفت، المياه ، الصرف الصحي والبنية التحتية الصحية، كل ذلك في تناقص مستمر، وكذلك الخدمات التعليمية تقلصت وعملية إعادة الإعمار هي عملية مستحيلة في ظل الوضع الراهن والذي بدا مع الحصار بحيث لا يسمح لكيس واحد من الأسمنت بدخول قطاع غزة، وأيضًا يضاف إلي ذلك عدم إمكانية مغادرة القطاع والتي خلفت وراءها عددًا لا حصر له من سكان القطاع والذين تفوقوا أكاديميًّا حتى المرحلة الثانوية ولكن لا توجد فرصة تسنح لهم بالحضور للجامعة. ولقد كرر كثيرًا الإشارة إلي الإشراقة والتفاؤل التي بقي عليها سكان قطاع غزة رغم الاضطرابات والصعوبات الحالية. ولكن عبر عن مخاوفه في أن هذا الأمل والتفاؤل سيتلاشى شيئًا فشيئًا إذا بقي الحصار دون تحرك المجتمع الدولي.

التحديات المقبلة

ووصف جينغ أزمة قطاع غزة بأنها مشكلة قانونية وليست سياسية. وأشار الى أن الولايات المتحدة قد توسطت في ترتيبات وذلك لإنهاء الحصار بين الإسرائيليين وسكان القطاع والمصريين. ولكن لا يوجد أيٌّ من الأحزاب حتى الآن قد بدأ بالالتزام بالاتفاق الحالي على الرغم من أنه ملزم في إطار القانون الدولي.

بعض من قادة الصقور في إسرائيل لا يثقون في خطط الأونروا ولا حتى بالوضع الراهن في مجملة، ناهيك عن وضع صعوبات أمام عمل الوكالة من قبل الإسرائيليين. مطالبات عديدة من الفلسطينيين، وهذا يساعد ويحرض على الأعمال الإرهابية.أشار جينج إلي أنه غالبًا ما تكون المخاوف الأمنية لدى القادة الإسرائيليين مخادعة. وهو يعطي مثالاً بنقاط التفتيش الحدودية، بحيث يتساءل إذا كان بالإمكان إدخال كيس من الدقيق ، فلماذا لا يسمح بدخول كيس من الأسمنت؟ بالمنطق ذاته يتساءل مرة أخرى إذا كان بالإمكان فتح نقاط التفتيش بأمان لمدة أربع ساعات في اليوم الواحد ، لماذا لا تكون ست ساعات؟.

وفي إطار الجدل الدائر حول المخاوف الأمنية لدى الجانب الإسرائيلي، يكرر جينغ قوله إن تدمير حق سكان قطاع غزة في الأمن الاقتصادي والمادي، وهي مسألة سياسية وليست لأسباب قانونية أو شرعية. ولقد أوضح بأن الأونروا على استعداد لاستخدام مركبات وذلك لنقل إمدادات إعادة التعمير المطلوبة للقطاع وذلك تحت نظام يسمح بالمحاسبة والرقابة.

وأوضح جينغ أن المنظمة يتطلب منها أن تقوم بحساب كل الأموال والمواد التي استخدمتها ليس فقط لعرضها على الأمم المتحدة ولكن أيضًا على الجهات المانحة ( الحكومات الغربية الأبرز). واستشهد بذلك كدليل كاف على أن أي اتهامات بمساعدة الإرهابيين هي خاطئة . وأشار أيضًا إلى الحادث الأخير بحيث تعرضت قافلة إمدادات تابعة للأونروا للخطف على يد متطرفين في غزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف