ساركوزي يتوجه إلى السعودية بأجندة تصبغها لغة المصالح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في زيارة هي الثالثة هذا العام إلى منطقة الخيج يقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد غد الثلاثاء بزيارة للسعودية حيث يسعى لإبرام صفقات تجارية مُحمَّلاً بعروض لبيع تكنولوجيا الطاقة النووية وطائرات. وتنشر صحيفة "التلغراف" تقريرًا حول هذه الزيارة وتقول إن تواجد فرنسا المتزايد في المنطقة يهدد الدور الذي طالماقامت بهبريطانيا. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن فرنسا هي الأوفر حظًّافيالسباق الذي تخوضه بلدان عدّة لتزويد دولة الإمارات العربية المتحدة بأول محطاتها الخاصة بانتاج الطاقة النووية.
القاهرة: حول واقع وأهداف الزيارة المنتظر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، للمملكة العربية السعودية بعد غد الثلاثاء، تنشر صحيفة "التلغراف" البريطانية على صدر موقعها الإلكتروني تقريرًا مستفيضًا تؤكد من خلاله على أن ساركوزي سيبدأ زيارته الثالثة هذا العام لمنطقة الخليج الغنية بالنفط والسيولة النقدية في الوقت الذي يسعى فيه لإبرام صفقات تجارية وتعاقدات ستحقق له الاستفادة من خيبة الأمل الواسعة من الولايات المتحدة وبريطانيا في الشرق الأوسط. وفي مستهل الحديث، تقول الصحيفة إن ساركوزي سيصل إلى المملكة وهو مُحمَّل بعروض لبيع تكنولوجيا الطاقة النووية وطائرات، على خلفية المبادرات الدبلوماسية التي سيكون من شأنها إنعاش حظوظ فرنسا وسمعتها في المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أن فرنسا هي الأوفر حظًا بالفعل في السباق الذي تخوضه عدة بلدان لتزويد دولة الإمارات العربية المتحدة بأول محطاتها الخاصة بانتاج الطاقة النووية. وكما هو من غير المحتمل على ما يبدو، تقف كذلك المملكة العربية السعودية، التي تعد أكبر مُصدِّر للنفط في العالم، على حافة التنويع في قطاع الطاقة النووية. وهنا، تلفت الصحيفة الانتباه إلى أن ساركوزي يجري الآن مفاوضات على المراحل النهائية من اتفاق يرمي إلى تطوير الاستخدامات النووية المدنية مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز.
وتنقل الصحيفةفي الإطار ذاته عن محللين سياسيين محليين قولهم إن تواجد فرنسا المتزايد في المنطقة يهدد بالتعدي على الدور الذي طالما لعبته بريطانيا، والذي تعرض للتشويه نتيجة مشاركتها في حرب العراق وكذلك الأزمات السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء، غوردون براون. وتنقل الصحيفة في هذا السياق عن مصطفى العاني، المستشار البارز بمركز الخليج للأبحاث، قوله: "لا يوجد صوت مستقل للملكة المتحدة من الناحيتين الإستراتيجية والسياسية. ولا يوجد لبراون تواجد هنا تقريباً".
كما تقول الصحيفة إن زيارة ساركوزي إلى المملكة بعد غد تأتي في أعقاب الجولة التي قام بها في فبراير / شباط الماضي إلى عمان والبحرين والكويت، حيث مارس ضغوطاً لبيع طائرات مقاتلة من طراز رافائيل وفرقاطات ومنظومة دفاع جوي فرنسية الصنع، وكذلك عقب زيارته إلى أبو ظبي في مايو / أيار الماضي، حيث قام هناك بافتتاح قاعدة بحرية فرنسية، هي أول قاعدة أجنبية للبلاد منذ تخليها عن مستعمراتها قبل أربعة عقود. وقد أكد الرئيس المتقاعد للقوات المسلحة الإماراتية في غضون ذلك على أنه يُجرى الآن مناقشة التفاصيل النهائية المتعلقة بمسألة استبدال طائرات البلاد المقاتلة من طراز ميراج المصابة بالشيخوخة، وعددها 63 طائرة، بمقاتلات أخرى من طراز رافائيل، سوف تظهر في معرض دبي الدولي هذا الأسبوع.
وتكشف الصحيفة في الوقت ذاته عن أن ساركوزي سيقوم على الأرجح أيضاً بمناقشة مبيعات المعدات العسكرية إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، لكن سيتم التركيز بشكل أكبر على جانب التعاون النووي. وحول واقع السباق التنافسي القائم في المنطقة، تقول الصحيفة إن بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة، لازالت تتفوق على فرنسا في معظم المستويات. وتنقل في هذا الشأن عن دبلوماسي فرنسي سابق يقوم بدراسة المنطقة، قوله: "تقوم بالتحضير لاجتماعات مع الإنكليز والعرب، وعلى الفور تشعر بقوة العلاقات الشخصية". لكن الصحيفة عاودت لتؤكد على أن التحولات في النفوذ تتحقق ببطء، وتشير إلى أن ساركوزي وضع نفسه بذكاء في موقف المتشدد تجاه إيران والمُحاور في محادثات سلام الشرق الأوسط، وهو ما قد يزيد من حظوظه على الأرجح لدى الملك عبد الله، الذي يتطلع على أي حال إلى توسيع نطاق دعمه الدولي بعيدا ً من الاعتماد على أميركا.