زعماء العالم يؤيدون تأجيل التوصل لاتفاقية بشأن المناخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أجمع زعماء عالميون على تأجيل اتفاقية المناخ الملزمة لعام 2010 او حتى الى ما بعده وذلك بموجب اتفاق تسوية لقمة كوبنهاغن التي ستعقد الشهر القادم، ويأتي التأجيل وسط خلاف حول الاتفاق بشأن المناخ.
سنغافورة: أيد الرئيس الاميركي باراك أوباما وزعماء اخرون يوم الاحد تأجيل التوصل الى اتفاق ملزم قانونا بشأن المناخ لحين عام 2010 او حتى الى ما بعده وذلك بموجب اتفاق تسوية لقمة كوبنهاغن التي ستعقد الشهر القادم.
وقال رئيس الوزراء الدنمركي لارس لوكه راسموسن للزعماء "نظرا لعنصر الوقت وفي ضوء وضع كل دولة على حدة علينا في الاسابيع المقبلة أن نركز على ما هو ممكن وألا ندع ما هو غير ممكن ان يشتتنا."
وأضاف راسموسن "اتفاقية كوبنهاجن يجب أن تكفل في النهاية استمرار المفاوضات القانونية وأن تحدد مهلة لاتمامها." وكان راسموسن الذي ستستضيف بلاده محادثات كوبنهاجن سافر الى سنغافورة لطرح اقتراحه خلال مأدبة افطار في قمة اسيا والمحيط الهادي.
وقال راسموسن ان المحادثات التي ستجرى من 7 الى 18 ديسمبر كانون الاول يجب ان توافق على عناصر أساسية مثل خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بالنسبة للدول الصناعية وانشاء صناديق لمساعدة الدول النامية. وقد تحدد قمة كوبنهاجن ايضا موعدا لصياغة ذلك في نص قانوني.
واضاف راسموسن "لا نهدف للسماح لاحد بالافلات من ذلك."
وقال مسؤولون دنمركيون ان كوبنهاجن تريد من جميع الدول المتقدمة ومنها الولايات المتحدة ان تتعهد بأرقام فيما يتعلق بخفض الانبعاثات خلال قمة كوبنهاجن. ولم يوافق مجلس الشيوخ حتى الان على تشريع بشأن الحد من الكربون.
وسيعقد الاجتماع الموسع القادم للامم المتحدة بشأن المناخ في بون منتصف عام 2010.
وصرح مايكل فرومان وهو مفاوض أميركي كبير للصحفيين بعد اجتماع حضره زعماء الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا والمكسيك واستراليا واندونيسيا "رأى الزعماء أن من غير المنطقي توقع اجراء مفاوضات للتوصل الى اتفاق دولي شامل ملزم قانونا من الان وحتى انعقاد مؤتمر كوبنهاجن بعد 22 يوما."
وقال وزير خارجية تشيلي ماريانو فيرنانديز "نعتقد ان الحصول على شيء جيد خير من عدم الحصول على اي شيء على الاطلاق."
وينظر لمحادثات كوبنهاجن على أنها الفرصة الاخيرة للدول للاتفاق على معاهدة تحل محل بروتوكول كيوتو واتخاذ اجراءات مؤلمة ضرورية لمكافحة الارتفاع في درجات الحرارة والذي قد يتسبب في ارتفاع منسوب البحار بدرجة اكبر وحدوث فيضانات وجفاف.
والغرض من الاجتماع الذي تنظمه الامم المتحدة هو وضع أهداف طموح لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وكذلك جمع التبرعات لمساعدة الدول الفقيرة على التصدي لظاهرة ارتفاع حرارة الارض.
لكن المفاوضات تعثرت مع اتهام الدول النامية للدول الغنية بعدم الزام نفسها باهداف كبيرة كافية بحلول عام 2020 للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود للصحفيين بعد الاجتماع مع راسموسن "كان الزعماء واضحين في وجهة نظرهم بان العملية التي يقودها مسؤولون حاليا تواجه شتى انواع الصعوبات ولذلك فان الوقت قد حان لتدخل الزعماء السياسيين."
ولم يتضح ما اذا كانت الصين - وهي اكبر الدول من حيث التسبب في انبعاث الكربون في العالم - قد ايدت في سنغافورة ام لا الاقتراح المؤلف من مرحلتين.
وبدلا من ذلك ركز الرئيس الصيني هو جين تاو تصريحاته خلال مأدبة الافطار على ضرورة انشاء الية تمويل للدول الغنية لتقديم الدعم المالي للدول النامية لمكافحة التغير المناخي. وردد هذه التصريحات الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون الذي قال انه اذا تم التوصل الى اتفاق بشأن الية للتمويل العالمي في كوبنهاجن فسيكون من "الاسهل كثيرا انجاز اجراءات واضحة وعملية."
وفي بيان مشترك حث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الدول الصناعية الغنية على خفض الانبعاثات بنسبة 80 في المئة على الاقل عن مستويات 1990 بحلول 2050 واعطاء الدول الفقيرة مساعدات جوهرية لمعالجة الانبعاثات.
وأكدت المفوضية الاوروبية مجددا يوم الاحد انها تريد اتفاقا عمليا مع التزام سياسي حقيقي يتضمن ارقاما بشأن التمويل.
وقال ايد ميليباند وزير الطاقة والمناخ البريطاني لهيئة الاذاعة البريطانية ان القضية صعبة لكنه "متفائل تماما".
واضاف "انها تتعلق بانقاذ العالم..اذا استطعنا الحصول على مجموعة توصيات واضحة تماما من زعماء العالم في كوبنهاجن بشأن الكيفية التي سيخفضون بها انبعاثاتهم - ليس اوروبا فحسب وليس الولايات المتحدة فحسب بل ايضاالهند والصين ودول اخرى - فحينئذ ستكون تلك خطوة كبيرة جدا للامام."
ورغم ان الحديث في سنغافورة انطوى على ضرورة اتخاذ اجراء عاجل بشأن التغير المناخي الا ان البيان الذي صدر بعد قمة التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي التي تضم 21 دولة اغفل الاشارة التي وردت في مسودة سابقة بشأن خفض انبعاثات الغازات الي النصف بحلول عام 2050.
وعبر الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية عن استيائه.
وقالت المتحدثة باسم الصندوق دياني ماكفادزيان في بيان "خلال (اجتماع) ابك كان هناك الكثير من الحديث عن التأجيل وعن الاشياء التي لن يمكن انجازها في كوبنهاجن."
واضافت "لا تبدو هذه استراتيجية ذكية لكسب المعركة ضد التغير المناخي."
واستطردت "تحتاج الحكومات في (قمة) كوبنهاجن ان تجد اطار عمل ملزما قانونا مع تعديل لبروتوكول كيوتو ووضع بروتوكول جديد في كوبنهاجن. الالتزام القانوني هو الشيء الوحيد الذي سيسفر عن نتائج اذا كنا نريد ان نرى اجراء حقيقيا لانقاذ الكوكب."
وقال راسموسن ان النهج لن يعني اتفاقا "جزئيا" في كوبنهاجن وأصر على انه سيكون ملزما.
لكن محللين قالوا ان تحديد موعد جديد قد يفشل اذا تبددت الارادة السياسية لواشنطن في الاتفاق على الاهداف المتعلقة بالانبعاثات والحوافز الاقتصادية التي تقدم في مقابل خفض الانبعاثات وهذه ستكون مخاطرة على نحو خاص اذا تعثر الانتعاش الاقتصادي الاميركي.
وهناك مخاطرة ايضا من تزايد الاحباط من الدول النامية التي تتهم الدول الغنية بعدم القيام بما فيه الكفاية لمكافحة التغير المناخي او مساعدة الدول الافقر على التكيف مع اثاره.