أخبار

الصحف الإسرائيلية تحذّر من تعاظم تأثير الربانيين على جنود الجيش الإسرائيلي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إستأثرت الشعارات المعارضة لإخلاء البؤر الاستيطانية ومطالبة الولايات المتحدة بعدم البناء في مستوطنة غيلو، إضافة إلى قرار تمتع المستشار القضائي القادم بالصلاحيات نفسها للحالي، على اهتمام الصحف الاسرائيلية.

تل أبيب: ثلاثة مواضيع رئيسة شغلت بال الصحافة الإسرائيلية، الثلاثاء، وفي مقدمتها تكرار قيام جنود إسرائيليين متدينين، برفع شعارات سياسية تعارض إخلاء البؤر الاستيطانية، حيث اعتبرت الصحف هذا الأمر مؤشرًا لاتساع وتزايد نفوذ الربانيين اليمينيين الذي يحرضون الجنود على عدم احترام الأوامر العسكرية، والالتزام بتعليمات التوراة والربانيين أنفسهم.

الموضوع الثاني هو مطالبة الولايات المتحدة لإسرائيل بعدم البناء في مستوطنة غيلو، جنوبي القدس، لأن ذلك قد يعرقل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، مقابل الرد الإسرائيلي بأن غيلو هي حي كأي حي آخر في القدس، وأن حكم البناء فيها لا يختلف عن البناء في تل أبيب، مما ينذر بتوتر جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة.

أما الموضوع الثالث والأهم فهو قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يتمتع المستشار القضائي القادم للحكومة بنفس صلاحيات المستشار الحالي، وهو ما اعتبر فشل وصفعة لوزير القضاء، يعقوف نئمان، الذي قاد منذ دخول الحكومة مشروع قانون لتقليص صلاحيات المستشار القضائي، وعلى رأسها صلاحيات تقديم السياسيين للمحاكمة. وأشارت الصحف إلى أن التغيير والتحول الذي طرأ في هذا السياق على موقف الوزير ليبرمان الذي كان من أشد مناصري القانون خصوصًا أنَّه يخضع لتحقيقات شرطية وهناك لوائح اتهام ضده. وفي هذا السياق اعتبر المحللون أن تراجع نتنياهو عن حسم موقف لصالح تقليص صلاحيات المستشار القضائي للحكومة هو انتصار لسلطة القانون، كما اعتبر المحللون أن إرجاء الحكومة التصويت على قانون "بنك المعلومات البيولوجية" لإعداد ملفات كاملة عن كافة المواطنين تحوي معطيات شاملة عنهم بدءًا من بصمات أصابعهم ولغاية تركيبة المادة الوراثية لكل منهم، انتصار لحق الإنسان في الخصوصية وعدم تعويم معلومات تخصه أو حفظها في "بنك معلومات" معرض للاختراق والتسريب من قبل الآخرين.

قلق من تسييس الجنود ودعوة لاجتثاث "الأعشاب البرية"

يسود قلق حقيقي في أوساط المراتب العليا في الجيش على أثر انتشار ظاهرة الاحتجاج السياسي لجنود في الخدمة النظامية ضد إخلاء البؤر الاستيطانية. فبعد أقل من شهر على قيام جنود في وحدة شمشون بالإعلان بوساطة لافتة رفعوها في مراسم أداء اليمين بأن "وحدة شمشون لن تخلي مستوطنة حومش"، وقيام الجيش بطردهم من الوحدة العسكرية، سار جنود وحدة نحشون أمس على هداهم. إذ قام بعض الجنود خلال إخلاء البؤرة الاستيطانية حفات بن دفيد جنوبي الخليل، باعتلاء أحد الأسطح ورفع لافتة مع شعار " وحدة نحشون أيضا لا تخلي المستوطنات". وقد أثار هذا الأمر عاصفة كبيرة في الجيش، وقام قائد الوحدة العقيد أورن أبمان بمحاكمة اثنين من الجنود وفرض عقوبة الحبس عليهم لمدة 30 يومًا، وعزلهم عن كل منصب قيادي في الجيش وخفض رتبهم العسكرية. فيما قال الجنود الأربعة الآخرون إن ضلوعهم في القضية كان جزئيا ولم يشاركوا في التخطيط، وستتم اليوم محاكمتهم أما قائد السرية.

وقال ضابط مقرب من قيادة الوحدة "كفير" التي تتبع لها سرية نحشون، إن قائد الوحدة العقيد أبمان قرر إنزال عقوبة شديدة بالجنود لأنه اعتبر سلوكهم خطرًا، فيما كشفت مصادر أن الجنديين يتبعان لإحدى المدارس الدينية اليهودية "يشيفوت" التي يخدم "تلاميذها " وفق تسوية خاصة في الجيش الإسرائيلي.

في المقابل قالت الصحيفة إن ضابطًا رفيع المستوى هاجم بشدة الربانيين اليهود في مستوطنتي ألون موريه وهار براخا. وقال الضابط المذكور إن هؤلاء الجنود يصلون إلى الجيش وهم يحملون قناعات بوجود سلطة أعلى من الجيش، وبالتالي يرفضون التراجع عن ممارساتهم أو الاعتذار عنها بل يصرون على هذه المواقف، وهذا أمر سيء للجيش وللمجتمع الإسرائيلي. بتقديرنا فإن هذه الظاهرة ستستمر وستتفاقم طالما يقوم الربانيون من ألون موريه وهار براخا بعمل غسيل دماغ للجنود. إن هذا يؤثر على جميع الجنود المتدينين، ويجب ألا يحدث هذا، فنحن أمام مجموعة صغيرة من المتطرفين الذين يحاولون التأثير على الجميع".

وقال ضابط آخر إن على الجيش أن يتعامل بشدة مع هؤلاء الجنود الذين يتظاهرون وأن يتصرف معهم بحزم، لأن من شأن هذا الوضع أن يقود إلى تفكك الجيش ويجب وضع حد له الآن. فمن غير المعقول أو المقبول أن نسمح بتسييس الجيش، ويجب اجتثاث هذه الأعشاب البرية، لن عدم معالجة هذا الموضوع سيؤدي إلى تفاقم الظاهرة. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن يكون هؤلاء الجنود قد استوحوا نشاطهم هذا من المراسم التي أجريت الأسبوع الماضي من قبل عناصر اليمين حيث تم منح جنود وحدة شمشون، الذين أطلقوا هذه الظاهرة، شهادات تقدير واعتبارهم أبطال إسرائيل، ومنحهم جائزة مالية بقيمة 20 ألف شيقل، وذلك بعد أن حكم عليهم الجيش بالحبس لمدة عشرين يوما. ونظم الاحتفال التنظيم المسمى "طاقم إنقاذ الشعب والبلاد"

عوفر شيلح : هذه هي البداية فقط

تحت العنوان أعلاه كتب المحلل الاستراتيجي والعسكري، عوفر شيلح مقالا اعتبر فيه أن ما حدث هو مجرد بداية، وأن على الجيش أن يدرك أنه أمام ظاهرة لن تختفي أو تزول. وهي ظاهرة لم تولد من فراغ طبعا فالجيش يأكل اليوم الحصرم الذي زرعه في عمليات استمرت لسنين طويلة، يتحل هو مسؤولية جزئية عنها. فتحت رعايته تتم وبالجملة عمليات انتهاك القانون ومخالفته من خلال إقامة عشرات البؤر الاستيطانية ومن خلال غض الطرف عن تحركات سياسية داخل الجيش نفسه. وقد أدرك ضباط الجيش في الماضي أنه من افضل لهم أن يتدبروا أمورهم مع المستوطنين، مع أن بعض هؤلاء لا يعترف بشرعية الجيش ولا بسلطته. وليس بمقدور الجيش أن ينفض عن نفسه أي مسؤولية لقيام جنود بالزي الرسمي النظامي بإعلان مواقف سياسية وتسييس الجيش، فقد سبق لضباط في الجيش أن قاموا بالأمر نفسه.

وذهب شيلح إلى القول إن قيادة الجيش لا يمكن لها أن تسلم بهذه الظاهرة، ولا أن تمارس دورًا مزدوجًا، لأن ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى قيام وحدات عسكرية بأكملها بقول كلمتها وإعلان موقفها السياسي من التطورات المختلفة قد تصل حد شل عمل وحدات كاملة في الجيش من الداخل، وعلى رئيس الأركان أن يتذكر ما سبق وأن حدث في الماضي بعد حرب لبنان الأولى مع مجموعة جنود الاحتياط. على الجيش أن يدرك أن استمرار تجنيد أبناء المدارس الدينية من العسكر الديني القومي لن يمر دون أن يجر معه تأثيرات سياسية داخل الجيش، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن جميع الربانيين، العسكريين وغير العسكريين الذين تجولوا خلال حرب "الرصاص المصبوب" بين الجنود وحدثوهم عن الحروب المقدسة وعن محاربة العدو والعمالقة، لن يقفوا في "وعظهم" هذا ضد حماس، لأنه إذا اعتقد غير ذلك فسيتلقى صفعة كبير.

الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بعدم البناء في غيلو

طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بوقف البناء في "حي "غيلو في القدس. وقال ديوان رئيس الحكومة نتنياهو ردا على المطلب الأميركي إن غيلو هي جزء من القدس ولا فرق بين البناء في لقدس والبناء في تل أبيب. وكان هذا المطلب الأميركي قد طرح خلال اللقاء الذي جمع أمس بين المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل وبين المحامي يتسحاق مولخو، ممثل رئيس الحكومة نتنياهو في الاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين.

وبحسب يديعوت أحرونوت فإن ميتشل أبلغ مولوخو أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات تفيد بإن بلدية القدس تخطط لبناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة غيلو. وطالب ميتشل نتنياهو بوقف البناء لأن ذلك سيصعب جدًا وقد يحبط كليًا استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال ميتشل :إن البناء على أراضي احتلت عام 67 سيقضي على فرص إعادة الفلسطينيين للمفاوضات".

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها طاقم ميتشل هذا المطلب، علما بأن الموضوع كان طرح في محادثات سابقة لكن إسرائيل ردت بالرفض. ورد ديوان أولمرت "بدهشة" على الطلب الأميركي معتبرا أن الإجراءات التي يدور الحديث عنها هي إجراءات عادية في لجان التخطيط والبناء للقدس وأن غيلو هي جزء من القدس مثل باقي الأحياء الأخرى، كرحافيا ورمات أشكول وغيرها ولا فرق بين البناء في هذه الحياء وببين البناء في تل أبيب أو حيفا، كما أن إصددار تصاريح بناء في هذه المدن لا يلزم مصادقة رئيس الحكومة. وجاء من ديوان نتنياهو أن "البناء في غيلو يحظى بإجماع قومي واسع في إسرائيل، وهو مستمر منذ عشرات السنين ولا جديد في الإجراءات المذكورة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عجبكم؟
خوليو -

جاءكم يهوه، إله توراتي دموي بل أشد دموية من غيره، والسؤال موجه للإسلاميين، هل ستستمروا بتحويل القضية الفلسطينية العادلة لقضية معابد دينية؟ ستخسرون، لأن هناك آلهة أكثر بطشاً ولا رحمة عندها إلا على أتباعها، تنبهوا يا أبناء وطني ولنطالب بفلسطين الديمقراطية العلمانية المدنية ضمن مشروع مشابه لكل دول المنطقة، سنخرج من الصراع بين أتباع الألهة بهزيمة ماحقة ،هناك إله شديد البطش يدعى رب الجند،مسلح بأسلحة لايملكها إلهاً آخر،يُقبل نحونا على مايبدوا، لايأخذ بعين الاعتبار حياة الآخرين، دعونا نبني مشروعاً بفكر علماني نشارك فيه جميعاً ولانسمح للآلهة أن تتدخل فيه، لنعيش جميعاً بسلام .هل وصلت الفكرة؟

عجبكم؟
خوليو -

جاءكم يهوه، إله توراتي دموي بل أشد دموية من غيره، والسؤال موجه للإسلاميين، هل ستستمروا بتحويل القضية الفلسطينية العادلة لقضية معابد دينية؟ ستخسرون، لأن هناك آلهة أكثر بطشاً ولا رحمة عندها إلا على أتباعها، تنبهوا يا أبناء وطني ولنطالب بفلسطين الديمقراطية العلمانية المدنية ضمن مشروع مشابه لكل دول المنطقة، سنخرج من الصراع بين أتباع الألهة بهزيمة ماحقة ،هناك إله شديد البطش يدعى رب الجند،مسلح بأسلحة لايملكها إلهاً آخر،يُقبل نحونا على مايبدوا، لايأخذ بعين الاعتبار حياة الآخرين، دعونا نبني مشروعاً بفكر علماني نشارك فيه جميعاً ولانسمح للآلهة أن تتدخل فيه، لنعيش جميعاً بسلام .هل وصلت الفكرة؟