أخبار

إستمرار عرقلة مفاوضات السلام من قبل الجانبين... وإنتقادات دولية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية موافقتها على بناء 900 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة جيلو، وهي واحدة بين اكثر من عشر مستوطنات يهودية في القدس الشرقية التي تسكنها غالبية من
خيارات محدودة أمام الفلسطينيين بعد أن خذلهم أوباما الفلسطينيين، مشيرتا الى ان المشروع لا يزال خاضعا للمراجعة. في الوقت الذي اعتبرت فيه السلطة الفلسطينية ان هذا الامر يضر بالمفاوضات و"يدمر خيار الدولتين". وتاتي هذه الخطوة في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على اسرائيل لوقف نشاطاتها الاستيطانية في اطار مساعيها لاحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وينتقد المجتمع الدولي اسرائيل بانتظام على بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة التي استولت عليها اسرائيل عام 1967 والتي يرغب الفلسطينيون في اقامة دولتهم الفلسطينية المستقبلية عليها.

القدس، عواصم: وافقت اسرائيل اليوم الثلاثاء على بناء مئات الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية التي ضمتها عام 1967، في خطوة دانتها السلطة الفلسطينية. وذكر الاعلام الاسرائيلي الاثنين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو رفض طلبا اميركيا بتجميد بناء عشرات المنازل في حي جيلو الاستيطاني في القدس الشرقية. ولم يتضح ما اذا كان الرفض يتعلق بالوحدات التي جرت الموافقة عليها الثلاثاء.

ومن المرجح ان تزيد هذه الخطوة عرقلة الجهود الاميركية المتعثرة لاعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة المفاوضات، وسط خلافات عميقة بشان قضية المستوطنات الشائكة.

وفي رد فعل على القرار الاسرائيلي قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "ندين بشدة هذا القرار الاسرائيلي الاستيطاني والذي يؤكد ان موقفنا من ضرورة وقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي وخاصة في القدس يشكل المدخل الوحيد لاي عملية سلام حقيقية وجدية". واعتبر "ان هذا القرار الاستيطاني الجديد يوضح بشكل لا لبس فيه ان الحكومة الاسرائيلية تريد من خلال مواصلة الاستيطان في القدس وعموم الاراضي الفلسطينية ان تستبق نتائج اي مفاوضات من خلال فرض حقائق على الارض"

عوامل جديرة بالمتابعة على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وشدد على "ان هذه ممارسات احادية الجانب ممنوعة في الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لانها تستبق اي نتائج لاي مفاوضات قادمة". ودعا "الادارة الاميركية واطراف اللجنة الرباعية الدولية للتدخل الفوري والزام اسرائيل بالغاء هذا القرار ووقف كل النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي وخاصة في القدس".

ويطالب الفلسطينيون بوقف كافة النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل استئناف محادثات السلام، فيما لم تعرض اسرائيل حتى الان سوى تخفيف مؤقت ومحدود لعمليات البناء.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء ان الازمة الحالية لم تترك امامه خيارا سوى السعي الى الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية حتى بعد ان اعربت اوروبا وواشنطن عن عدم دعمهما لذلك. وكان مسؤولون فلسطينيون اعلنوا في وقت سابق من هذا الاسبوع انهم يعتزمون الطلب من مجلس الامن الدولي الاعتراف بدولة فلسطينية في خطوة قال محللون انها تهدف الى الضغط على اسرائيل وسط تعثر جهود السلام الاميركية.

وقال الناطق باسم السلطة نبيل ابو ردينه، "إن حكومة (بنيامين) نتنياهو بهذا القرار تغلق كل الأبواب أمام استئناف عملية السلام وتدمر كل الجهود"، وأضاف "أن هذه سياسة مرفوضة وهي رسالة من إسرائيل موجهة إلى الجانب الأميركي"، حسب بيان لرئاسة السلطة. (تفاصيل)


خريطة لمدينة القدس تظهر المستوطنات الاسرائيلية فيها

وانضم الاتحاد الاوروبي، اكبر مانح للفلسطينيين، الى الولايات المتحدة في عدم تاييده للخطوة الفلسطينية وحث بدلا من ذلك الى العودة الى محادثات السلام مع اسرائيل. وصرح وزير الخارجية السويدي الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي كارل بيلت "لا اظن اننا وصلنا الى ذلك. بودي ان نكون قادرين على الاعتراف بدولة فلسطينية لكن يجب اولا ان تكون تلك الدولة قائمة وبالتالي اعتقد انه امر سابق لاوانه".

وقالت الولايات المتحدة انها تعارض اتخاذ اية خطوات احادية. والاثنين قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية يان كيلي في تصريح صحافي "ندعم قيام دولة فلسطينية تكون نتاج مفاوضات بين الطرفين".

واضاف "ندعم قيام الدولة الفلسطينية (...) وافضل وسيلة للحصول عليها هي التفاوض بين الطرفين". (تفاصيل)

من ناحيته حث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاسرائيليين على قبول دولة فلسطينية الى جانبهم، مذكرا اياهم بانهم ليسوا الوحيدين الذين يعيشون في المنطقة. وقال كوشنير في مقابلة نشرتها صحيفة "القدس" الفلسطينية الثلاثاء بمناسبة زيارته للمنطقة "لقد اعترف رئيس الوزراء (نتانياهو) في خطابه في بار ايلان بضرورة اقامة دولة فلسطينية. هذه خطوة ايجابية حييناها. ونقول لاسرائيل: هذا في مصلحتكم، انتم لستم وحدكم هنا، راهنوا على السلام مع شركائكم في السلطة الفلسطينية".

أعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء في عمان انه "من غير الممكن الاستمرار" بعملية السلام من دون رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. وقال كوشنير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عقب لقائه الرئيس الفلسطيني في عمان "نريد ان نؤكد أن الرئيس عباس لا غنى عنه ولا يمكن الاستمرار بعملية السلام من دونه".

واضاف "موقف فرنسا واضح ومعروف وليس هناك ما هو اكثر الحاحا من استئناف المحادثات السياسية من اجل دفع عجلة السلام الى الامام". ومن المقرر ان يلتقي كوشنير عباس الثلاثاء في عمان كما سيلتقي القادة الاسرائيليين في القدس غدا الاربعاء. (تفاصيل)

وكان نتانياهو حذر الاحد القيادة الفلسطينية من ان "اية خطوة احادية ستنسف مجموعة الاتفاقات السابقة وتؤدي الى خطوات من جانب واحد من قبل اسرائيل"، مجددا دعوته السلطة الفلسطينية الى استئناف المفاوضات التي توقفت منذ حوالى السنة "من دون شروط مسبقة".

وفي بيان لها قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان الاعلان عن دولة فلسطينية يجب ان يكون "ثمرة لنجاح الشعب الفلسطيني ومقاومته في دحر الاحتلال او اعلانا على طريق التحرير الكامل (...) وعودة اللاجئين وليس مجرد خيار يلوح به فريق اوسلو لملء الفراغ السياسي نتيجة لفشل التسوية السياسية".

وطالب رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الجمعة بتجميد مشروع التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين وتبني خيار المقاومة، ودعا الى "الاعلان عن تجميد مشروع التسوية الراهن وتعليقه فترة من الزمن وتحميل اسرائيل والادارة الاميركية و(اللجنة) الرباعية الدولية مسؤولية ذلك". ومن شان المصادقة على بناء الوحدات السكنية الجديدة اليوم الثلاثاء جعل استئناف المحادثات اكثر صعوبة نظرا لحساسية مسالة المستوطنات اليهودية خاصة في القدس الشرقية.

وتقع مستوطنة جيلو في القدس الشرقية التي تسكنها غالبية من الفلسطينيين واستولت عليها اسرائيل اضافة الى الضفة الغربية من نهر الاردن في حرب الايام الستة في عام 1967 ثم ضمتها اليها في خطوة لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي.

وتصر اسرائيل على اعتبار مدينة القدس بشطريها عاصمتها "الابدية الموحدة" ولا تعتبر اي بناء في الجزء الشرقي منها استيطانا. بينما يرغب الفلسطينيون في ان تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية. ويعيش نحو 180 الف اسرائيلي في القدس الشرقية الى جانب نحو 270 الف فلسطيني.

من جهتها، دانت بريطانيا الثلاثاء قرار اسرائيل بناء مئات المساكن الاستيطانية في القدس الشرقية، مؤكدة ان ذلك يجعل من التوصل الى اتفاق سلام اكثر صعوبة. وقالت متحدثة باسم ديفيد مليباند ان وزير الخارجية البريطاني "كان واضحا تماما بان التوصل الى اتفاق له مصداقية يشتمل على كون القدس عاصمة مشتركة"، وذلك بعد ان وافقت وزارة الداخلية الاسرائيلية على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة جيلو.

وقالت المتحدثة ان "توسيع المستوطنات على اراض محتلة في القدس الشرقية يجعل من التوصل الى اتفاق اكثر صعوبة. ولذلك فان هذا القرار خاطئ ونحن نعارضه".


بيريز يدعو عباس للسيطرة على شعبه قبل الاستعانة بمجلس الامن

الى ذلك، دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الثلاثاء في بوينس ايرس، السلطات الفلسطينية الى "اثبات انها تسيطر على شعبها" قبل السعي للحصول من مجلس الامن الدولي على اعتراف بدولة مستقلة. وقال بيريز الذي تحدث بالانكليزية امام المجلس الارجنتيني للعلاقات الدولية، وهو مركز دراسات ولقاءات، "عليها ان تثبت انها تسيطر على شعبها نفسه".

واضاف الرئيس الاسرائيلي في اليوم الاخير لزيارته الى الارجنتين "لا يكفي القول: سنسعى للحصول على قرار (من الامم المتحدة)". وتساءل "هل ستترك حماس (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس يقوم بذلك؟" مضيفا "انهم هم الذين يقسمون البلاد، وليس نحن" في اشارة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس). (تفاصيل)

عباس يبدأ الاربعاء جولة على عدد من دول اميركا اللاتينية

ويبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء جولة على عدد من دول اميركا اللاتينية لطلب دعمهم لتوجه السلطة الفلسطينية الى مجلس الامن للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة فرانس برس ان الرئيس الفلسطيني "سيبدأ غدا جولة تشمل عددا من دول اميركا اللاتينية يستهلها بالبرازيل ومن ثم الارجنتين وبعدها تشيلي".

واوضح ان عباس سيلتقي خلال الجولة "رؤساء هذه الدول والمسؤولين والبرلمانيين والجاليات الفلسطينية فيها". واضاف حماد "سنطلب دعم هذه الدول لتوجهنا الى مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحديد حدودها على الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من حزيران/يونيو عام 1967".

واوضح ان "السلطة ستقوم بتحرك دولي لتنشيط العلاقات الفلسطينية على طريق التوجه لمجلس الامن". وقال حماد ايضا "ان في هذه الدول جاليات فلسطينية تقدر بمئات الاف الفلسطينيين وسنتواصل معهم خاصة في هذه الظروف السياسية التي تحتاج الى جهد كل فلسطيني".

كي مونيعرب عن اسفه

اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "اسفه" لموافقة السلطات الاسرائيلية على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية وذكر بان هذه المستوطنات هي "غير شرعية"، حسب ما اعلنت المنظمة الدولية الثلاثاء.وجاء في بيان لمكتبه الاعلامي ان بان "يأسف للقرار الذي اتخذته حكومة اسرائيل امس بتوسيع مستوطنة جيلو المقامة على اراضي فلسطينية احتلتها اسرائيل خلال حرب 1967".

واضاف ان "الامين العام يكرر موقفه القائل بان المستوطنات هي غير شرعية ويدعو اسرائيل الى احترام التزاماتها حيال خارطة الطريق ووقف اي نشاط استيطاني بما في ذلك النشاطات المتعلقة بالنمو الطبيعي".(التفاصيل)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف