أخبار

نجاد يدعم الاتفاق النووي الذي وضعته الأمم المتحدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أيد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الاتفاق الخاص بالوقود النووي الذي وضعت الامم المتحدة مسودته كوسيلة لتعزيز شرعيته بعد مرور خمسة اشهر على فوزه بولاية ثانية.

إيران تريد إجراء عملية تبديل اليورانيوم على أراضيها

5 أحكام بالإعدام حتى الان بقضايا المظاهرات في إيران

طهران: على الرغم من صورته المتشددة يبدو أن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يؤيد الاتفاق الخاص بالوقود النووي الذي وضعت الامم المتحدة مسودته كوسيلة لتعزيز نفوذه وشرعيته بعد مرور خمسة اشهر على فوزه بولاية ثانية في انتخابات ثارت حولها نزاعات. لكنه يواجه معارضة قوية من منافسين بين النخبة من الساسة ورجال الدين الذين لا يريدون أن يعزى الفضل للزعيم الايراني في تحقيق انفراجة مع الغرب.

وقال مسؤول ايراني بارز طلب عدم نشر اسمه "الرئيس يريد اتمام الاتفاق. لقد ضاعف الجهود لنزع فتيل الخلاف النووي مع الغرب... انه يعتقد أن الاتفاق يتماشى مع مصالح ايران."

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اقترحت أن ترسل ايران معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج ليعالج وتتم اعادته ليستخدم في مفاعل بحثي يستغل في أغراض طبية بطهران مما سيساعد على تهدئة المخاوف الدولية من أن الجمهورية الاسلامية تسعى الى تصنيع أسلحة نووية وهو الاتهام الذي تنفيه.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما والزعماء الاوروبيون قد قالوا ان صبرهم على ايران اخذ في النفاد. ولم تعط ايران ردا رسميا على المقترح الذي يدعمه الغرب والذي قبلته من حيث المبدأ في الاول من اكتوبر تشرين الاول. وتقول طهران انها تريد ادخال تعديلات عليه واجراء مزيد من المحادثات.

وقد تواجه ايران عقوبات دولية اكثر صرامة او حتى عملا عسكريا اسرائيليا اذا لم تستطع استعادة الثقة في أهدافها النووية التي تقول انها مقتصرة على توليد الطاقة. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة في تقرير صدر يوم الاثنين ان كشف ايران المتأخر عن موقع جديد لتخصيب اليورانيوم ربما يعني أنها تخفي مزيدا من الانشطة النووية.

احمدي نجاد الذي تضررت مصداقيته بسبب الاضطرابات التي استمرت أسابيع بعد انتخابات 12 يونيو حزيران التي قال خصومه انه جرى التلاعب بها يأمل فيما يبدو أن يحول دفة الدبلوماسية النووية لصالحه حتى اذا كان هذا يعني تخفيف حدة موقفه الذي ينزع الى القتال حتى الان. وقال هاشم صداقاتي المحلل السياسي الايراني "احمدي نجاد في النهاية حذر. هو يسعى لتخفيف حدة الازمة مع الغرب لتقوية موقفه في ايران والخارج."

والرهانات كبيرة بالنسبة لرئيس يتعرض لانتقادات لاذعة ليس من المحافظين بالبرلمان فحسب بل ايضا من منافسيه المعتدلين في الانتخابات الذين انتقدوه لاستعداء العالم لكنهم يتهمونه الان ببيع المصالح النووية لايران. ووصف علي لاريجاني رئيس البرلمان وكبير المفاوضين السابق في المحادثات النووية الايرانية وأحد المحافظين البارزين التسوية النووية المقترحة بأنها اهانة وهو شعور يلقى جاذبية من قبل أنصار المؤسسة الدينية ولا يمكن مناقضته بسهولة.

ويقول محجوب الزويري المحلل المتخصص في الشؤون الايرانية بمركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة الاردن "لاريجاني وغيره ممن يطلق عليهم المحافظون يقولون (لم يجب علينا ان نتخلى عن اليورانيوم الخاص بنا..) ما هي التجربة الجيدة التي مررنا بها مع روسيا وفرنسا لنعطيهما اليورانيوم الخاص بنا؟" ولا يزال الرأي العام داعما للاريجاني على نطاق واسع تحثه وسائل الاعلام المحلية التي تركز على ما تعتبره ايران معاملة مجحفة من الغرب لبرنامجها النووي.

غير أن محللين يقولون انه قد تظهر أصوات معارضة اذا تم فرض مزيد من العقوبات على ايران او لاحت الضربات العسكرية في الافق. وقال صداقاتي "احمدي نجاد يعلم أن استعداء القوى العالمية بينما تمر ايران بأزمة داخلية وربما تواجه عقوبات جديدة لن يخدم مصالح البلاد."

والرئيس كأي مسؤول كبير اخر يدعم بشدة حق ايران في بناء صناعة نووية. لكن عدم رغبته في الوصول الى حل وسط فيما مضى أدت الى فرض مجلس الامن الدولي ثلاث مجموعات من العقوبات على البلاد.

وقال دبلوماسي غربي بارز في الخليج ان احمدي نجاد حريص على "استرضاء" الغرب باتمام اتفاق نووي لكنه يواجه "خطوطا حمراء على صعيد الخطاب" مما يصعب عليه التغلب على المعارضة من الخصوم في الداخل الذين يشعرون بالغيرة.

ولم يتضح بعد حجم الدعم الذي يتمتع به تأكيد احمدي نجاد الجديد على " التعاون وليس المواجهة" من الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي لكن معظم المحللين يقولون انه ما كان التغيير ليحدث دون أن يحصل على الضوء الاخضر من خامنئي.

وخرج خامنئي عن المألوف عندما دعم احمدي نجاد دعما صريحا في خضم الاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت الانتخابات وأغرقت ايران في أسوأ اضطرابات تشهدها منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979. وربما يكون الزعيم الاعلى قد أضعف نفسه بتأييده الشديد للرئيس. ويقول تيم ريبلي خبير شؤون الشرق الاوسط بمجلة جينز الدفاعية الاسبوعية "هو الان مثقل بالشخص الذي يحميه."

وتساءل عما اذا كان احمدي نجاد قد قرر بالفعل ابرام اتفاق مع الغرب لكسب أرضية في صراع داخلي على السلطة. وقال ريبلي ان البعض ينظر الى الرئيس على أنه رجل له اراء جامحة مستعد لاثارة حرب نووية مع اسرائيل بينما يعتبره اخرون قوميا متحمسا يرى في امتلاك قنبلة نووية وسيلة لتحويل ايران الى احدى القوى العالمية. ومضى يقول "هناك ايضا رؤية تقول ان عليه استخدام المسألة النووية كوسيلة لتستمر الازمة والشعور بأن بقية العالم يقف ضد ايران الى الابد حتى يستطيع أن يجسد خصومه كخونة وأدوات للامبرياليين الاميركيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف