أخبار

تعديلات محتملة على التحالف العسكري الأميركي الياباني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ليس معنى مثل هذا التعديل ان تتخلى واشنطن عن قواعدها ومصالحها في اليابان.

واشنطن: قال محللون إن بالرغم من التوترات الأخير بين الولايات المتحدة واليابان بشأن مستقبل القوات الأميركية فى اليابان، إلا ان واشنطن قد توافق على إدخال قدر ما من التغيير على تحالفها العسكرى مع طوكيو.

ولكن المحللين قالوا إنه فى الوقت الذى يمكن ان تتغير فيه ديناميات التحالف، فانه سيظل كما هو ومن غير المرجح أن تحزم القوات الأميركية أمتعتها وترحل عن الدولة الجزيرة.

وخلال زيارة الرئيس الأميركى باراك أوباما لليابان فى نهاية الأسبوع الماضى، اتفق الجانبان على مراجعة تحالفهما العسكرى، وهو ما قد يختتم قبل اجتماع قادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادى لمنطقة آسيا الباسيفك فى نوفمبر المقبل.

يأتى هذا الاتفاق في اعقاب خلاف حدث بين البلدين حول طبيعة التحالف حيث دعا رئيس وزراء اليابان المنتخب حديثا يوكيو هاتوياما إلى "شراكة تقوم على قدم المساواة" فى علاقة تسيطر عليها واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وظهر هذا التأكيد جليا فى خلاف حول نقل محطة فوتينما الجوية التابعة لقوات المارينز الأميركية التى اقترح رئيس الوزراء الياباني نقلها من الجزيرة تماما وهو ما ضايق المسؤولين الأميركيين.

على مدار أعوام اشتكى اليابانيون الذين يقيمون بالقرب من القواعد الأميركية من أن تلك المنشآت تسبب ضوضاء مزعجة وتلوث وكذا جرائم. وبالفعل، مازالت حادثة 1995 الشهيرة التى قام فيها ثلاثة جنود أميركيين بخطف واغتصاب فتاة يابانية تبلغ من العمر 12 عاما حاضرة فى أذهان السكان المحليين.

ولكن الجانبين خففا من حدة الخلاف بينهما بدرجة كبيرة من أجل اجتماع نهاية الأسبوع وأكدا على أهمية علاقاتهما.

وقال ماثيو جيرتكين المحلل المتخصص فى شؤون شرق آسيا فى شركة ستراتفور للاستخبارات العالمية إن جزءا من زيارة أوباما كان يهدف إلى ارسال رسالة لطوكيو مفادها أن واشنطن مستعدة لمراجعة التحالف الأمنى.

وذكر انه بالرغم من الخلافات الأخيرة، إلا انه من غير المرجح أن تقوض واشنطن التعهد الذى اصدر اثناء حملة الحزب الديمقراطى اليابانى باجراء هذه المراجعة.

وقال إن الولايات المتحدة تتفهم الحاجة إلى تطوير هذه العلاقات والتفكير مليا فى الأوضاع الجيوسياسية الحالية مثل اهتمام اليابان بالاضطلاع بدور أكبر فى المنطقة.

وألمح الحزب الديمقراطى اليابانى بعد زيارة أوباما إلى انه بالرغم من عدم تحديد موعد نهائى لهذه المراجعة، إلا ان العملية ستنتهى بحلول نهاية العام الحالى.

وقال جيرتكن "إن اليابانيين يشعرون بالحاجة الملحة لاجراء المراجعة ويرغبون فى الوفاء بتعهداتهم المحلية ولكنهم لا يريدون تعميق الخلاف مع الأميركيين".

وذكر "اعتقد أن الجانبين سيتوصلان فى نهاية الامر الى اتفاق يقبله الطرفان ولكن مع اجراء بعض التعديلات".

وقال ريتشارد بوش مدير مركز الدراسات السياسية لشمال شرق آسيا بمعهد بروكينجز ومقره واشنطن العاصمة "إن المسؤولين الأميركيين يتفهمون أن افضل طريقة ليست فرض الموضوع وانما التفاعل معه بشكل متزايد". وأضاف "ان الولايات المتحدة تمتلك قدرا معقولا من الخبرة مع مجئ أحزاب سياسية جديدة إلى السلطة فى ظل أنظمة ديمقراطية".

وقال بوش إن واشنطن لا يجب أن تضغط بشدة على طوكيو.

ولكن القول أسهل من الفعل حيث اثار وزير الدفاع الأميركى روبرت جيتس الدهشة خلال زيارته الأخيرة لطوكيو عندما مارس ضغوطا شديدة على الحكومة اليابانية الجديدة "للتحرك" بسرعة فى تنفيذ اتفاقية سابقة لبناء قاعدة جوية أميركية جديدة فى اوكيناوا.

ولكن مازال معظم اليابانيين ينظرون إلى وجود القوات الأميركية على اراضيهم على انه امر ضرورى على عكس العديد من المواطنين فى كوريا الجنوبية المجاورة على سبيل المثال.

وقال بوش "إن الرأى العام فى اليابان يؤيد بوجه عام التحالف وهناك تفهم لكيفية تحرك الولايات المتحدة فى القضايا الجيوسياسية".

ووقعت معظم المظاهرات ضد وجود القوات الأميركية فى اليابان فى جزيرة اوكيناوا التى يتمركز فيها غالبية القوات الأميركية فى اليابان والبالغ عددها 47 ألف جندى. فى حين لا يهتم سكان المدن البعيدة عن الجزيرة مثل طوكيو واوساكا بهذا الموضوع بدرجة كبيرة.

ومن ناحية اخرى، أشار جيرتكن إلى انه بالرغم من أن اجتماعات نهاية الأسبوع كانت إيجابية، إلا انه مازالت هناك بعض العقبات.

وقال "ستكون هناك بعض العثرات خلال قيام الجانبين بتنظيم قنوات الاتصال" ولكن النتيجة من المرجح أن تكون مماثلة لما حدث منذ أعوام فى كوريا الجنوبية.

عندما جاء الرئيس السابق روه مو - هيون إلى السلطة فى عام 2003، تحركت كوريا الجنوبية لتعزيز نفسها عسكريا فى مواجهة وجود القوات الأميركية الذى كان لا يلقى اى ترحيب.

وبينما بقيت القوات الأميركية، غيرت سول اتجاه جيشها منذ ذلك الحين وبدأت صناعتها الدفاعية.

وقال جيرتكن إن اليابان قد تشهد تغيرات مماثلة، بالرغم من أنه من غير المرجح أن تتخلى واشنطن عن قواعدها تماما.

وذكر "ان الجانبين يلتزمات تماما بالمظلة الأميركية، وظاهريا من الممكن أن تبدو الولايات المتحدة متشككة (تجاه التغيير) ولكنها فى النهاية ترغب فى سماع ما يريد قوله الحلفاء".

ولكن بعض المحللين أعربوا عن اعتقادهم بأن هناك أكثر من تعديل بدأ يجرى فى العلاقات الحالية.

فقد أعرب دوج باندو الباحث الزميل فى معهد ((سي ايه تي او)) ومقره واشنطن العاصمة عن اعتقاده بأن التحالف الدفاعى الأميركى - اليابانى لم يعد ضروريا بعد الآن لأن الحرب الباردة انتهت واصبحت اليابان، ثانى أكبر اقتصاد في العالم، قادرة على الدفاع عن نفسها دون مساعدة القوات الأميركية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف