ترقب المجتمع الدولي لخطاب كرزاي اليوم في حفل تنصيبه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من المرتقب ان يقوم حميد كرزاي الذي أعلن فوزه في الإنتخابات الرئاسية بعد إنسحاب منافسه من الدورة الثانية بسبب عمليات تزوير كثيفة أثناء الدورة الاولى في 20 اب/اغسطس، بأداء اليمين الدستورية لولاية ثانية في القصر الرئاسي الذي تحول فعلاً إلى حصن في قلب المدينة.
كابول: سيجري حفل تنصيب حميد كرزاي رئيسا لأفغانستان لولاية جديدة من خمس سنوات امام ترقب المجتمع الدولي الذي يريد كسب ثقته من جديد واعدا بمكافحة الفساد الذي يلطخ عمل حكومته.
وقد وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم أمس الاربعاء الى كابول حيث وصل بعدها الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، في وقت يكثف فيه المجتمع الدولي وكلينتون في الطليعة من التحذيرات والمطالبة باجراء اصلاحات. وقالت كلينتون بعيد وصولها الى العاصمة الأفغانية كابول للمشاركة في مراسم تأدية القسم أفغانستان تواجه "لحظة حرجة". وقالت ان امام كرزاي فسحة لاظهار انه يعمل من اجل تحسين حياة الأفغان.
وقالت كلينتون في كلمة لها امام طاقم السفارة الأميركية في كابول "امام كرزاي فرصة وحكومته للتقرب من الشعب الأفغاني ويثبت بشكل لا لبس فيه انه ستكون هناك محاسبة ونتائج ملموسة لتحسين مستوى حياة الأفغان". واضافت ان الولايات المتحدة "شريكة قوية للحكومة الأفغانية وللشعب الأفغاني على السواء ".
ومن المرتقب ان يشارك في حفل التنصيب نحو ثمانمئة مدعو، بينهم ثلاثمئة اجنبي من وزراء ودبلوماسيين وضيوف مميزين. ويترقب المجتمع الدولي في شكل خاص خطاب الرئيس الأفغاني حيث ينتظر منه اعلان برنامج حقيقي لحكومته وتعهدات حازمة لمكافحة الفساد.
واعيد انتخاب كرزاي على رأس الدولة اثر اقتراع رئاسي مثير للجدل بسبب عمليات تزوير كثيفة لصالحه تخللت الدورة الاولى في 20 اب/اغسطس وانسحاب منافسه عبدالله عبدالله قبل موعد اجراء الدورة الثانية تخوفا من تكرار عمليات التزوير. لكن التشكيك بالرغبة الحقيقية لدى الرئيس الأفغاني في اصلاح ادارته ما زال سيد الموقف على الرغم من الضغوط الدولية.
وقال مسؤول اوروبي كبير "ان شهر العسل الطويل بين كرزاي والغرب انتهى على حين غرة. وينبغي الان على كرزاي ان يكف عن لعب دور رجل السلطة وان يصبح رئيسا". ويرى مسؤول أميركي انه "سيتعين على كرزاي ان يلتزم في خطاب تنصيبه تجاه الشعب الأفغاني ويعد بمكافحة الفساد وايجاد وظائف وارساء الامن وتعزيز الخدمات العامة".
واعتبر دبلوماسي أميركي اخر "ان كل شيء يتوقف على الارادة السياسية للتنفيذ. فالامر لا يتعلق بمجرد كلام معسول- وكرزاي يجيد ذلك - بل بافعال تدعمه". ومع موعد اقصى لتحقيق التحركات الاولى في صيف 2010، فيما ستبدأ الاوساط السياسية الأميركية بالتركيز على انتخابات منتصف الولاية.
وقد وعد الرئيس الأفغاني شخصيا بالقضاء على الفساد الذي كما اعترف "لطخ صورة أفغانستان والحكومة". لكن في ذلك الخطاب الذي سيلقيه في اول ظهور علني له منذ اعادة انتخابه، سيقف كرزاي الى جانب نائبي الرئيس وهما زعيما حرب سابقان من اصحاب السمعة المريبة، احدهما محمد قاسم فهيم المتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان وتهريب المخدرات.
وتعاني أفغانستان من آفة فساد مزمنة تنخرها حتى قمة الدولة. وهي تنتج اكثر من 90% من الافيون العالمي كما تواجه حركة تمرد تزداد شراسة كل عام لطالبان الذين طردوا من الحكم اواخر العام 2001. واعلنت الولايات المتحدة بوضوح انها تربط الابقاء على مساعداتها الاقتصادية واحتمال ارسال تعزيزات من عشرات الاف الجنود، بمحاربة الفساد بشكل فعال.
ونشرت منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية الثلاثاء تصنيفها لعام 2009 للبلدان الاكثر فسادا، واعتبرت ان أفغانستان تقدمت من المرتبة الخامسة الى الثانية مباشرة وراء الصومال التي تنهشها الفوضى. وينتشر اكثر من مئة الف جندي اجنبي بينهم 68 الف أميركي في أفغانستان.
وقد اغلق مطار كابول والشوارع الرئيسية بوسط كابول امام حركة السير فيما وضعت قوات الامن على اهبة الاستعداد لمواجهة اي هجوم لطالبان. وتقوم قوات الشرطة والجيش بدوريات على الطرقات وضاعفت مراكز التفتيش عند المفترقات فيما تجوب قوافل مواكبة للضيوف الاجانب المدينة بسرعة كبيرة.
وباشرت السلطات الامنية الأفغانية فرض اجراءات امنية مشددة في العاصمة استعدادا للاحتفال الذي سيقام اليوم الخميس فيما تكثف حركة طالبان هجماتها داخل كابول. واعلن ضابط من قوة الحلف الاطلسي ان المطار الذي تتولى القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) مهمة الامن فيه سيغلق طوال النهار. كما ستقفل الطرق الرئيسية في المدينة امام حركة السير بحسب الشرطة.
وقال الضابط في ايساف طالبا عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس "لن يكون هناك اي عمليات هبوط او اقلاع باستثناء المتعلق منها بالحج في المساء" التي ستنقل الحجاج الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج. واضاف ان جنود القوات الدولية الذين يشاركون في مهمة توفير امن العاصمة من خلال العديد من الدوريات، سيكونوا كالعادة على استعداد لتقديم المساعدة للقوات الأفغانية في حال اي هجوم.
وقد اوصت الشركات الامنية الخاصة العديدة التي تنشر حراسا مدججين بالسلاح امام العديد من المكاتب او المساكن، زبائنها الاجانب بالبقاء في منازلهم ان لم يكن لديهم اي التزامات مهنية، تخوفا من اي اعتداءات انتحارية جديدة او اطلاق صواريخ في ذلك اليوم. ويتوقع ان تصدر الامم المتحدة التوصيات نفسها لمن تبقى من موظفيها الاجانب بعد عملية اجلاء كثيفة اثر الهجوم الدامي الذي شنته حركة طالبان على مركز ضيافة في وسط المدينة في 28 تشرين الاول/اكتوبر.
وقال موظفون اجانب ان الامم المتحدة منعتهم من الخروج من مقار اقامتهم او مكاتبهم عشية ويوم حفل التنصيب وكذلك غداة ذلك. وقال غربي معتمد في كابول طالبا عدم كشف هويته "اراهن على انه سيتم اطلاق ثلاثة او اربعة صواريخ على القصر الرئاسي عند الساعة 6:30 صباح الخميس".
واكد ان الطلبات الموجهة الى الرئاسة لتعزيز تدابير الحماية من منظمات غير حكومية بقيت بدون جواب. وقال "انها تشعر بانها معرضة للخطر اكثر بكثير من غيرها"، مضيفا "ان كرزاي لم يفعل شيئا ليظهر للموظفين الاجانب انه يعزز امنهم، اننا تركنا لامرنا في هذه المدينة".