واشنطن ترى علاقاتها الهندية أهم من مخاوف باكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تعيش باكستان قلقاً متواصلاً بسبب الثقل السياسي الذي باتت تحظى به الهند مؤخراً في واشنطن، مما يهدد وضع اسلام أباد كأقدم حليف للولايات المتحدة في جنوب آسيا.
واشنطن: تراقب باكستان بقلق استقبال الرئيس الاميركي باراك أوباما رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي يزور واشنطن الاسبوع المقبل.
وربما ترى باكستان مع استعداد أوباما وسينغ لابرام شراكة جديدة بين دوليتهما الديمقراطيتين العملاقتين أن الثقل السياسي والاقتصادي الذي تحظى به الهند مؤخرا في واشنطن يهدد وضعها كأقدم حليف للولايات المتحدة في جنوب آسيا.
وقال وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز في ندوة يوم الاربعاء "علاقات قليلة سيكون لها دور أكبر في مسار الاحداث الانسانية في القرن الحادي والعشرين من الشراكة بين الهند والولايات المتحدة. "صعود الهند أمر حيوي لسعي الولايات المتحدة الى عالم يسوده السلام والرخاء."
ومن المرجح أن تستقبل الاشادات الاميركية الوفيرة بالهند باستياء كبير في إسلام أباد التي رأت أن صراعها الطويل مع نيو دلهي اكتسب بعدا جديدا بسبب الحرب التي تقودها الولايات المتحدة فى أفغانستان وحيث يخشى كل طرف أن يحظى الاخر باليد العليا.
ويتفق محللون سياسيون على أهمية باكستان في الحملة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التطرف الاسلامي وذلك رغم تذبذبها بشكل متزايد. ولكنهم يقولون أيضا ان المصالح طويلة المدى مع الهند قد تتفوق بالنسبة لواشنطن على التحالف المضطرب الحالي مع قادة باكستان المدنيين والعسكريين.
وقال ايفان فيجنباوم وهو مسؤول كبير سابق بوزارة الخارجية الاميركية يعمل حاليا في مجلس العلاقات الخارجية "لا يتحدث أحد عن مقعد لباكستان في مجلس الامن ولا يتحدث أحد عن تأثير لباكستان على مسار الاحداث الاقتصادية والمالية في أنحاء العالم. اختيارات الهند هي الاهم."
وأضاف في مؤتمر "حان الوقت بالنسبة للولايات المتحدة نظريا وعمليا أن تنظر للهند ليس فقط كمجرد قوة جنوب اسيوية." ويصر المسؤولون الاميركيون على التزام الحياد في العلن تجاه وضع العلاقات مع الهند وباكستان واصفين العلاقات مع كلتا الدولتين بأنها صحية ومهمة ولا ترتبط كل منهما بالاخرى.
وقال بيرنز "من مصلحتنا جميعا أن يسود السلام والاستقرار بين الهند وباكستان. جميعنا يعلم المخاطر." ولكن هناك مخاوف داخلية واضحة. فقد واجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أثناء زيارة الى باكستان مؤخرا بهدف اصلاح العلاقات اتهامات كثيرة بأن واشنطن "مالت" تجاه الهند بالفعل مما يعكس عقودا من انعدام الثقة.
ونشبت بين الهند وباكتسان ثلاث حروب منذ استقلالهما عام 1947 اثنان منهما على اقليم كشمير ذي الاغلبية المسلمة الذي يطالب كل منهما به. وتتهم الهند باكستان بدعم تمرد مستمر منذ عقدين في الشطر الذي تحكمه الهند من كشمير أسفر عن مقتل 47 ألف شخص على الاقل وهو اتهام تنفيه إسلام أباد.
وزادت حدة الشكوك بعد أن شن متشددون هجوما في مومباي العام الماضي قتل فيه 166 شخصا وألقيت المسؤولية عنه في الهند على قوات تعمل في الظل في المؤسسة العسكرية والمخابرات الباكستانيتين.
وذكر راجا موهان استاذ شؤون جنوب آسيا في جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة ان مخاوف الهند من وقوع هجوم جديد على غرار هجوم مومباي يبرز شعورا واسع النطاق في نيودلهي بأن واشنطن تتساهل بشدة مع باكستان - وهو ما يرجع جزئيا لرغبة واشنطن في استرضاء الجيش الباكستاني.
وأضاف "هناك رفض داخلي يتشكل دون حتى أن يكون على باكستان أن تؤكد ذلك. هذا الرفض في واشنطن نفسها." ولكن محللون اخرون يقولون ان اتهامات باكستان للهند بأنها تسلح المتمردين البلوخ وتستخدم قنصلياتها في أفغانستان للقيام بأنشطة معادية لباكستان لم تلق هي الاخرى اهتماما كافيا.
وقالت كريستين فير خبيرة شؤون الهند في جامعة جورج تاون "عندما تقول الولايات المتحدة ان ليس لديها معلومات عن ذلك فانها فعليا لم تكن تنظر. الهند هي صديقتنا الجديدة ولا نريد أن نعرف ماذا تفعل."
ورغم الهواجس الباكستانية فان المسؤولين الاميركيين رحبوا بمشاركة الهند في افغانستان حيث ضخت بالفعل مساعدات انمائية تقدر بنحو 1.2 مليار دولار. وقال مسؤول أميركي كبير رفض نشر اسمه "لديهم أناس على الارض يبنون طرقا وقاموا بعمل رائع...نعتقد أنهم يلعبون دورا مفيدا جدا في أفغانستان."
وذكرت تيريسيتا شافر رئيسة البرنامج الخاص بجنوب اسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان زيارة سينغ قد تساعد الولايات المتحدة في ايجاد طريقة لفتح مناقشة ثلاثية حول العلاقات بين الهند وباكستان دون اثارة مخاوف وشكوك جديدة. وقالت "نحتاج للتوصل الى طريقة لفعل ذلك... جزء من الادوات التي نحتاجها لذلك هو الاعتياد على التحدث مع الهند عن أجزاء مختلفة من العالم - حتى يصبح ذلك أمرا طبيعيا."