أخبار

الولايات المتحدة تبدي ارتياحا لخطاب كرزاي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعتبر رد الفعل الأميركي على الخطاب عاديا فواشنطن سعيدة بولاية الرئيس الثانية بكل الأحوال.

كابول، واشنطن، لندن: اشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس بالرئيس الافغاني حميد كرزاي وقالت ان الخطاب الذي القاه اثناء تنصيبه ينبىء ب"نقطة انطلاق جديدة" للبلد المضطرب. وفي تصريح للصحافيين بعد حضورها حفل تنصيب كرزاي في كابول لولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات، اشادت كلينتون بالتزام كرزاي القضاء على الفساد الحكومي.

وقالت ان "الكلمة التي القاها الرئيس كرزاي اثناء تنصيبه توفر نقطة انطلاق جديدة مهمة نعتزم البناء عليها". واضافت "لقد كانت الكلمة قوية بشكل خاص في شان الخطوات التي يعتزم اتخاذها بشان الفساد". وتابعت ان "العديد من الاميركيين الشجعان يخدمون هنا لاننا نؤمن بان في امكاننا ان نحرز تقدما". واكدت "نعرف جيدا الصعوبات التي تنطوي عليها هذه المهمة. والطريق الذي امامنا مليء بالتحديات والخيارات الصعبة والانتكاسات حتمية، ويجب ان نكون واقعيين حول ما يمكن ان نحققه".

وفي ما بدا ردا على انتقادات وجهها كرزاي وغيره من كبار المسؤولين الافغان عبر قولهم ان على الدول المانحة ان تكون مسؤولة في توزيعها الاموال، قالت كلينتون ان الولايات المتحدة تعمل على رصد اموال مساعدات التنمية. واوضحت "تماما كما ندعو الى مساءلة الاخرين، سنخضع انفسنا للمساءلة كذلك". وقالت "نعمل من اجل ضمان رصد اموال التنمية ومعرفة الغرض الذي تستخدم فيه وما اذا كانت قد استخدمت لذلك الغرض، كما نعمل على ضمان مطابقة اجراءات الاعتقال التابعة لنا مع امننا ومبادئنا، ونفعل كل ما بوسعنا لخفض الاصابات بين المدنيين الى ادنى درجة". وتعتبر كلينتون ابرز مسؤول غربي يشارك في حفل تنصيب كرزاي الذي حضره 800 ضيف من بينهم 300 اجنبي.

وقد حازت كلمة كرزاي على الاشادة في شكل عام رغم الانتقادات الدولية التي وجهت له منذ اتضاح حجم التزوير في الانتخابات الرئاسية ومستوى الفساد بين المسؤولين في افغانستان. فقد تعهد كرزاي في كلمته القضاء على الفساد وعلى انتاج وتهريب المخدرات، والعمل من اجل انهاء تمرد طالبان، وكذلك العمل على تقوية قوات الامن بحيث تستطيع تسلم المسؤولية الامنية من القوات الدولية خلال خمس سنوات. وينتشر اكثر من 100 الف جندي من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في افغانستان لمقاتلة طالبان التي اصبحت اكثر قوة خلال الاشهر الماضية اذ ناهز عدد القتلى من الجنود الاجانب 500 قتيل هذا العام فقط. ويعكف الرئيس الاميركي باراك اوباما حاليا على دراسة طلبات قادته الميدانيين في افغانستان بارسال نحو 40 الف جندي اضافي الى البلد المضطرب وقال انه سيعلن قراره خلال اسابيع.

وردا على سؤال حول وجود عدد من زعماء الحرب والمتهمين بتجارة المخدرات وانتهاك حقوق الانسان في حكومات كرزاي السابقة، قالت كلينتون انه تم ابلاغ كرزاي بالقلق الاميركي في هذا الشان. وقالت "ما نرغب به في الولاية الثانية للرئيس كرزاي هو حكومة فاعلة تحترم حقوق الشعب الافغاني وتقدم الخدمات اليه وتعالج مخاوف الناس بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة". واضافت "نتوقع ان تلتزم الحكومة التي سيشكلها كرزاي الاتجاه الذي حدده في كلمته خلال التنصيب". ويتوقع ان يعلن كرزاي تشكيلته الحكومية خلال نحو اسبوعين.

بريطانيا

من جانبه اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان رئيس الوزراء غودرن براون اشاد الخميس بتنصيب الرئيس الافغاني حميد كرزاي لولاية ثانية ويريده ان "يتوصل الى نتائج في مصلحة جميع الافغان". واكد المتحدث ان خطاب الرئيس الافغاني "يفتح باب الامل امام الافغان" باصراره على مكافحة الفساد وضرورة تحسين الحكم في البلاد. واضاف "نعتقد ان كرزاي قطع اليوم وعدا واضحا بالتوصل الى نتائج في مجالات شدد عليها (غوردن براون) واعتبرها ذات اولوية بالنسبة الى الحكومة الجديدة". وتابع ان "للمجتمع الدولي توقعات واضحة جدا من ولاية كرزاي الثانية ونريد ان نرى كرزاي يحقق نتائج لجميع الافغان وسنعمل معه لنتاكد من انه سيفعل ذلك".

وتم الخميس تنصيب حميد كرزاي رئيسا لافغانستان لولاية ثانية من خمس سنوات في حفل اقيم في العاصمة كابول في حضور شخصيات بارزة. وفي تصريح لقناة سكاي نيوز من كابول اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان خطاب كرزاي "مهم". واضاف "انه مختلف عن كل ما قاله سابقا في تفاصيله"، لكن "الاكيد ان ما يهمنا هو ان يتحول الى افعال". واكد ان "المرحلة المقبلة التي ينتظرها الجميع تتمثل في معرفة من سيعينه (كرزاي) في حكومته ومن سيعينه على الصعيد الاقليمي وهذا امر حاسم". كذلك رحب ميليبند بالهدف الذي حدده كرزاي الخميس وهو ان تتمكن افغانستان من تولي مسؤولية امنها في غضون خمس سنوات. وقال ميليبند "اظن انه امر مهم جدا. لقد قال انه في غضون ثلاث سنوات ينبغي تسليم الامن في انحاء كبيرة من البلاد الى السلطات الافغانية" و"في غضون خمس سنوات يريد ان يفعل ذلك في كل انحاء البلاد".

فساد

على صعيد آخر اكدت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤول اميركي ان وزير المناجم الافغاني قبل رشوة من 30 مليون دولار مقابل منح رخصة لشركة صينية لتنفيذ مشروع تطوير ضخم. وتزامن الكشف عن هذه المعلومات مساء الاربعاء مع تشكيل الحكومة الافغانية قوة ضاربة لمكافحة الفساد، فيما نصب حميد كرزاي رئيسا لولاية ثانية الخميس. وتضغط الولايات المتحدة على الرئيس الافغاني للقضاء على الفساد ومحاباة الاقارب. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي مطلع على ملفات الاستخبارات العسكرية لم تكشف عن اسمه، انه اكد "باحتمال كبير" ان مبلغ 30 مليون دولار سلم الى الوزير محمد ابراهيم عادل.

وتابع المصدر ان المال سلم الى الوزير في دبي في كانون الاول/ديسمبر 2007 عند فوز شركة "تشاينا ميتالورجك غروب كورب" الصينية بعقد بقيمة 2,9 مليار دولار للتنقيب في منجم النحاس في ايناك، وهو احد اكبرها في العالم، ويقع في ولاية لوغار (شرق افغانستان). وصرح عادل في العام الفائت ان منجم ايناك يحوي اكثر من 11 مليون طن من النحاس تقدر ب88 مليار دولار، وان الحكومة الافغانية تتوقع عائدات بقيمة 400 مليون دولار سنويا عبر حقوق التنقيب والضرائب. وفي حال تاكيد هذه الاتهامات بالفساد، ستتلقى الحكومة الافغانية صفعة نظرا الى سعيها الى الحفاظ على مصداقيتها امام شعب يعاني من الفقر المدقع.

وتشكل المناجم احد القطاعات المزدهرة النادرة في البلاد التي يمزقها النزاع بين الحكومة وتمرد طالبان. وما زالت حقول هائلة من النحاس والحديد والذهب والنفط والغاز والفحم اضافة الى الاحجار الكريمة وعلى الاخص الزمرد والياقوت، غير مستغلة الى حد كبير، بحسب عادل. واعرب مسؤولون افغان واميركيون عن استيائهم بعد منح العقد للشركة الصينية في منافسة اعتبرت غير منصفة للشركات الغربية. واكدت واشنطن بوست المخاوف من حالات فساد اخرى، علما ان وزير المناجم يدرس حاليا عروضا اخرى حول منجم للحديد في اطار مشروع اطلق عليه "حاجي غاك" تشكل الشركة الصينية منافسا اساسيا فيه. وقال المسؤول الاميركي "هذا الرجل فعلها من قبل، وها نحن في الوضع نفسه".

وفي مقابلة مع واشنطن بوست، نفى عادل تلقي رشاوى في سنواته الثلاث على رأس الوزارة مشددا على ان التعويضات التي قدمتها الشركة الصينية الى حكومة كابول، من بينها مكافأة من 808 ملايين دولار، تتجاوز بكثير عروض المنافسين الاخرين. وقال عادل "انا مسؤول عن عائدات شعبي ومصلحته"، مشددا على انه "لطالما احترم القانون لصالح الشعب" الافغاني. وحذر مسؤولون اميركيون وافغان من مساهمة الفساد وانعدام الكفاءة في فتور اندفاع المستثمرين المحتملين.

كوشنير يعتبر ان خطاب كرزاي يفتح الطريق امام "مرحلة انتقالية"

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الخميس ان الوعود التي قطعها الرئيس الافغاني حميد كرزاي تفتح الطريق امام "مرحلة انتقالية" ولكنه اعرب عن "شكوكه" حيال نجاحها. وكان الرئيس الافغاني الذي طلبت منه الاسرة الدولية استئصال الفساد المستشري في افغانستان، قد وعد في خطاب تنصيبه بان تتولى السلطات الافغانية الامن في البلاد ضمن مهلة خمس سنوات وبوضع حد لظاهرة "الافلات من العقاب" في افغانستان. وقال كوشنير في القاعدة الفرنسية المتقدمة في تورا باقليم ساروبي، على بعد 50 كلم شرق كابول "ندخل الان في مرحلة انتقالية ستؤدي الى حكم ذاتي كامل في جميع المجالات العسكرية والزراعية والصحية والتربوية (...) كي نتمكن من تسليم المشاريع للافغان من دون ان نقوم بها نحن".

واضاف كوشنير الذي شارك في حفل تنصيب كرزاي في كابول "هذه المرحلة الانتقالية، لا يمكنني ان اضمن فاعليتها، على العكس، لدي شكوك، ولكن يجب الترحيب بها بامل وعزم". وتابع "هذا عقد مع الشعب الافغاني اكثر منه مع الاسرة الدولية. بنود العقد جيدة ولكن هل سيتم تنفيذه؟ لا اعلم، آمل (ان يكون الجواب) نعم ولكن الامثلة السابقة لم تكن مشجعة". وتفقد كوشنير العسكريين الفرنسيين في ساروبي العاملين في اطار القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي.

بان كي مون:افغانستان "على مفترق طرق حرج"

وفي سيلق متصل، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس ان افغانستان تقف "على مفترق طرق حرج"، مقدما التهنئة للرئيس الافغاني حميد كرزاي بعد تنصيبه لولاية رئاسية ثانية. وجاء في بيان لمكتب كي مون ان "الامين العام يرسل تمنياته الى الرئيس والشعب الافغاني في هذا المنعطف الحرج من تاريخهم، ويجدد تاكيد تصميم الامم المتحدة على دعم تقدم افغانستان نحو السلام والاستقرار والتنمية". واعلنت الامم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر سحب اكثر من نصف موظفيها الاجانب من افغانستان عقب هجوم شنه مسلحو طالبان على بيت للضيافة تستخدمه الامم المتحدة في كابول قتل خلاله خمسة من موظفي المنظمة.

ورحب الامين العام في بيانه بتعهد كرزاي في خطاب التنصيب القضاء على الفساد، وقال ان الامم المتحدة ستواصل العمل معه لكي تصبح افغانستان اكثر استقرارا. وجاء في البيان ان الامين العام "يرحب بالتزام الرئيس كرزاي خدمة كل الافغان، ومكافحة الفساد وتعزيز الحكم الجيد، وتوفير الامن والخدمات للبلاد، كما قال في خطاب التنصيب". واضاف "في مسعى لتحقيق هذه الاهداف بالشكل الصحيح، فان الامم المتحدة تتطلع الى العمل مع الرئيس كرزاي وحكومته والشعب الافغاني وشركاء افغانستان الدوليين".

وزير الدفاع الالماني يدعو الى مزيد من الافعال في افغانستان

من جهة اخرى،شدد وزير الدفاع الالماني كارل-ثيودور زو غوتنبرغ الذي يزور واشنطن الخميس على ان الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي تتوقع "اكثر من الكلام" في افغانستان وتريد "افعالا"، وذلك بعد الوعود التي قطعها الرئيس الافغاني حميد كرزاي مع بدء ولايته الجديدة. وفي خطاب لمناسبة تنصيبه، وعد الرئيس كرزاي الذي اعيد انتخابه والذي يضغط عليه المجتمع الدولي لاستئصال الفساد الذي يعشش في افغانستان حتى اعلى هرم الدولة، "بوقف ثقافة الافلات من العقاب"، وحدد مهلة من خمسة اعوام لتتولى كابول مسؤوليات الامن في البلاد.

وقال الوزير الالماني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاميركي روبرت غيتس في واشنطن "اليوم هو يوم مهم في افغانستان، سنرى ما ستكون عليه النتيجة"، لكننا "في حاجة الى اكثر من الكلام. نريد افعالا من جانب الحكومة الافغانية". والقوة الالمانية البالغ عديدها 4500 جندي، هي الثالثة من حيث الاهمية في القوة الدولية التي يبلغ عديدها نحو 100 الف عنصر، بينهم 65 الفا تحت قيادة الحلف الاطلسي، لكن حلفاء المانيا يرغبون في تعزيز هذه القوة. واضاف الوزير الالماني "قلت لوزير (الدفاع روبرت غيتس) ان الالتزام الالماني في افغانستان حازم"، مكررا في الوقت نفسه ان برلين لا تعتزم اعادة النظر في عدد الجنود المنتشرين قبل عقد مؤتمر دولي حول افغانستان متوقع في بداية 2010.

وقال "نتوقع بفارغ الصبر خطاب الرئيس (باراك اوباما) حول الافكار الاستراتيجية الجديدة لصديقنا الاميركي"، مضيفا "نحن في حاجة ايضا الى التزام واضح من جانب الحكومة الافغانية". وذكر بان الحكومة الالمانية تريد التمديد سنة لمهمة قوتها في افغانستان والتي لا تتمتع باي شعبية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف