أخبار

الاتحاد الأوروبي يتعرض لانتقادات بسبب التعيينات التي اقرها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يتعرضالاتحاد الأوروبي لموجة من الانتقادات الشديدة بعد التعيينات الأخيرة التي أجراها، حيث اختار رئيس وزراء بلجيكا رئيساًجديداًللاتحاد،كما عينت كاثرين اشتون خلفاًلخافيير سولانا لكن بصلاحيات أوسع.لندن: انتقدت وسائل الاعلام البريطانية بحدة اليوم التعيينات الجديدة التي اقرها الاتحاد الاوروبي باختيار اول رئيس ووزير لخارجية الاتحاد حيث وصف بعض وسائل الاعلام من تم تعيينهما بأنهما "من ذوي الوزن الخفيف وقد يعانيان على الساحة الدولية". وهاجمت الصحف البريطانية عملية اختيار الاتحاد الاوروبي للقائدين الجديدين في العاصمة البلجيكية بروكسل في وقت متأخر من الليلة الماضية واصفة ذلك بأنها "صفعة في وجه المبادئ الأساسية للديمقراطية البريطانية".وتهكمت صحيفة (دايلي ميل) الصادرة اليوم على عملية الاختيار حيث وصفتها في عنوان على صفحتها الاولى ب"غرزة الاتحاد الأوروبي العظمى". مضيفة ان الاتحاد اختار عضوة في حزب العمال "لم يسمع بها أحد" في تعليقها على تعيين البارونة كاثرين اشتون وزيرة لخارجية الاتحاد.واضافت الصحيفة انه تم تعيين رئيس وزراء بلجيكا هيرمان فان رومبي رئيسا للاتحاد الاوروبي ووصفته بأنه "متعصب فيدرالي بلجيكي يريد أن تفرض بروكسل الضرائب علينا" مستدركة بالقول ان "الانباء السارة هي ان الرئيس ليس توني بلير". واشارت الى ان زعماء الاتحاد الاوروبي اختاروا رئيس الوزراء البلجيكي هيرمان فان رومبوي الذي وصفته بأنه "غير معروف" كرئيس لأوروبا لتعطي دورا أكبر للقارة في العالم.
وبينت ان اشتون العضوة في حزب العمال الحاكم أصبحت الممثل الاعلى لشؤون السياسة الخارجية والامنية بعد ان تخلت بريطانيا عن الحملة لانتخاب رئيس الوزراء السابق توني بلير لذلك حصل فان رومبوي على موافقة بالاجماع في قمة بروكسل.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قد قال في دعم لترشيح بلير لهذا المنصب الشهر الماضي ان أوروبا في حاجة الى رئيس قادر على "ايقاف حركة المرور".ولكن صحيفة (فاينانشال تايمز) علقت بالقول ان رومبوي وأشتون "من شأنهما أن يعانيا في وقف حركة المرور في بلديهما" وان التعيينات تلقي بظلال من الشك حول ما اذا كان الاتحاد الاوروبي سيكون قادرا على منافسة واشنطن وبكين. واضافت الصحيفة "ان اختيار مجهولين نسبيا يفزع اولئك الذين يريدون اعطاء اوروبا المزيد من النفوذ على الساحة العالمية".
وعلى الصعيد نفسه كانت الصحف الشعبية البريطانية أكثر انتقادا للتعيينات الجديدة في الاتحاد الاوروبي مشيرة الى حقيقة "أن هذين الاثنين قد تم اختيارهما من قبل القادة على العشاء بدلا من انتخابهما من قبل الناخبين الأوروبيين". من جانبها اعتبرت صحيفة (ذي تايمز) ان "الخاسر الأكبر" كان توني بلير الذي فشل في الحصول على منصب رئيس الاتحاد الأوروبي على الرغم من دعم رئيس الوزراء البريطاني الحالي غوردون براون له.
في هذه الاثناء،قالت وكالة فرانس برس في تقرير لها اليوم الجمعة إنه بتعيينه ثنائي متواضع جدا لتمثيله، تنازل الاتحاد الاوروبي عن طموحه في دبلوماسية اوروبية تقف الند للند امام القوى العظمى في العالم وترك قيادة شؤونه للدول الكبرى فيه. وقرر رؤساء حكومات ودول الاتحاد الاوروبي السبعة والعشرون تعيين رئيس الوزراء البلجيكي هيرمان فان رومبوي الذي لا يعرفه احد في اوروبا، ليكون اول رئيس للمجلس الاوروبي والبريطانية كاثرين اشتون المجهولة حتى في بلادها في منصب الممثلة الاعلى للشؤون الخارجية.ولم تكن الردود على مستوى تطلعات معدي معاهدة لشبونة ابتداء بالرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان الذي كان يدعو الى اختيار "جورج واشنطن اوروبي". وكتبت صحيفة فايننشال تايمز عاكسة راي معظم الصحف الاوروبية، ان النتيجة "شيء مثير لدهشة الذين كانوا يرغبون في اضفاء المزيد من الاهمية على دور اوروبا على الصعيد العالمي".واعتبر زعيم تيار المدافعين الاوروبيين عن البيئة دانيال كون بنديت ان "اوروبا سقطت الى الحضيض (...) عندما عينت رئيسا ضعيفا للمفوضية الاوروبية (جوزيه مانويل باروسو) والان يعين رؤساء الدول رئيس مجلس بلا طعم وممثلة عليا لا اهمية لها". واضاف "انهم يواصلون عملهم في اضعاف المؤسسات الاوروبية".ويرى العديد من الدبلوماسيين ان الامر محسوم اذ لم تكن كبرى الدول في الاتحاد الاوروبي تريد في الحقيقة التخلي عن الامساك بزمام الشؤون الاوروبية. ولم تحن ساعة قيام مشروع فدرالي في اوروبا بعد ان قضى عليه رفض دستور 2005، بل العودة الى ادارة الدول القومية في الاتحاد الاوروبي لا سيما اكبر الدول التي تتمتع بدبلوماسية محنكة.وقال زعيم الوسط الفرنسي فرانسوا بايرو الجمعة منتقدا، ان رئيس الوزراء البلجيكي "اختير كي لا يحرج احدا" ولانهم يريدون ان يكون "منفذا باهتا". واعتبر موظف اوروبي رفيع ان "تعيينه وكذلك تعيين شخصية تفتقر لتجربة دبلوماسية في الشؤون الخارجية يليق بنيكولا ساركوزي وانغيلا ميركل وغوردن براون الذين سيتمكنون من الاستمرار في الهيمنة على اوروبا".وتساءل عن اهمية تعيين بريطانية في منصب يفترض ان يدفع بمبادرات جديدة في السياسة الاوروبية في الامن والدفاع المشترك نظرا لتحفظات المملكة المتحدة التقليدية في هذه المسالة. واحتج مصدر دبلوماسي ايطالي بالقول ان "البريطانيين كانو يريدون ابطال مفعول منصب (الممثل الاعلى للسياسة الخارجية) ونجحوا في ذلك" بينما رشحت روما وزير خارجيتها السابق ماسيمو داليما.وبقيامه بالتعيينات التي تنص عليها معاهدة لشبونة بامكان الاتحاد الاوروبي ان يشعر بالارتياح لانه طوى صفحة عشر سنوات من التقلبات الاليمة لاصلاح مؤسساته وتكييفها مع انضمام الدول الجديدة. لكن قادته لم يجيبوا البتة على السؤال الاساسي الذي طرحه منذ السبعينيات هنري كيسنغر عندما قال "ما هو رقم هاتف اوروبا؟".وبات للاتحاد الاوروبي رئيس مفوضية ورئيس مجلس وممثلة عليا ورئاسة تتداول عليها البلدان كل ستة اشهر وستستمر في بعض المجالات. وردا على السؤال المطروح مساء الخميس: مع من يتحدث اوباما؟ اجاب المعينان الجديدان هيرمان فان رومبوي وكاثرين اشتون بصمت طويل محرج قبل ان يرد رئيس الوزراء البلجيكي "انتظر بفارغ الصبر اول اتصال هاتفي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف