أخبار

جولة أوباما الآسيوية لم تحقق نجاحا كبيرا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عاد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى بلاده دون أن يحمل معه أي نجاح سياسي كبير بعد أن أمضى أكثر من أسبوع في آسيا في محاولة لإعادة صياغة علاقة الولايات المتحدة مع منطقة تتميز بالفاعلية المستمرة.

سيول: شكا منتقدو أوباما في واشنطن من أن الرئيس الاميركي كان مجاملا أكثر مما ينبغي للزعماء الاجانب أثناء جولته التي شملت أربع دول واستمرت ثمانية أيام. وانتقدوا بشكل خاص أداءه في الصين واليابان حيث انحنى للامبراطور الياباني مما أثار استهجانا في الولايات المتحدة.

ويقول المنتقدون ان أوباما فشل في تحقيق نتائج ملموسة في التجارة والقضايا الاقتصادية وحقوق الانسان وتساءلوا عما حدث لظاهرة الهوس بأوباما التي ميزت الحفاوة التي استقبل بها الرئيس في جولات سابقة في أوروبا.

وقال ديفيد أكسلرود أحد كبار مستشاري أوباما "لم نسافر الى النصف الاخر من الكرة الارضية لكي تتصدر الزيارة عناوين الاخبار... أتينا الى هنا (اسيا) لنضع أسس احراز تقدم. وحققنا ذلك."

غير أن أوباما وافق على ما يبدو على جهود الصين لان تتحكم في زيارته. وتعامل المراقبون مع عدم وجود تنازلات علنية من قبل بكين كمؤشر على افتقار أوباما الذي يواجه دينا قوميا كبيرا وحربين في العراق وأفغانستان لقوة تفاوضية مع أكبر دولة تحوز سندات الخزانة الاميركية.

وقال ويليام غالستون وهو باحث كبير متخصص في دراسات الادارة في معهد بروكينجز في واشنطن "أصف التغطية الصحفية في الولايات المتحدة بأنها تقف في مكان ما بين الشك والسلبية."

وأضاف "هناك توافق (في الصحافة) على أن البيت الابيض بدأ جولته دون أن يكون لديه خطة واضحة للعب الى حد ذهابه بقائمة من المشاغل لم تجر الاستجابة سوى لعدد قليل منها."

وترك أوباما أيضا وراءه تحديات ملحة في الولايات المتحدة - مشاكل اقتصادية ومعارضة جمهورية شديدة لخططه للرعاية الصحية وقرارا صعبا بشأن عدد القوات الاميركية الاضافية التي سترسل للحرب في أفغانستان.

وفيما يشعر الاميركيون بقلق بشأن وظائفهم والحرب في أفغانستان خلص استطلاع للرأي اجرته جامعة كوينيبياك الى تراجع نسبة التأييد لاداء اوباما لمهمته لاقل من 50 في المئة لاول مرة منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني. وقدرت استطلاعات أخرى للرأي نسبة التأييد بحوالي 55 في المئة.

وقفزت البطالة في الولايات المتحدة الى أكثر من عشرة في المئة قبل جولة أوباما الاسيوية فيما أعلنت الحكومة الاميركية أثناء وجوده في الخارج عن تراجع مفاجيء في بناء المنازل في أكتوبر تشرين الاول الماضي في علامة على أن الاقتصاد الاميركي يكافح من أجل الخروج من الركود.

وأثناء زيارة أوباما لكوريا الجنوبية أعلن السناتور هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ عن خطة طال انتظارها للرعاية الصحية مما يمهد المسرح لمعركة يطول أمدها مع الجمهوريين حول مسألة تتصدر أولويات أوباما الداخلية.

وقال تيري مادونا أستاذ العلوم السياسية في كلية فرانكين ومارشال بولاية بنسلفانيا "اعتقد أن الناس يتساءلون عن سبب حدوث ذلك بينما (أوباما) خارج البلاد."

وقال مساعدون ان الادارة كانت تتبنى نظرة أبعد للجولة التي شملت اليابان وسنغافورة لحضور قمتين اقليميتين وشنغهاي وبكين وكوريا الجنوبية وانها كانت تحقق تقدما غير معلن.

وأضاف أكسلرود "نضع أسس احراز تقدم سواء كان ذلك يتعلق بالتغير المناخي أو ببعض القضايا الامنية أو الاقتصادية."

ومضى يقول "المناقشات التي أجراها في جولته أعطت دفعة لاهدافنا. هذه ليست مسألة تحقيق فوري للرضا. أدرك أن واشنطن تميل الى تحقيق الرضا الفوري."

وضغط أوباما على الصين في قضايا مهمة للولايات المتحدة مثل وجهة النظر الاميركية بضرورة أن تسمح الصين بارتفاع قيمة العملة الصينية (اليوان). وتقول واشنطن ان تقييم اليوان بأقل من قيمته يضر بالمصنعين الاميركيين ويؤدي الى اختلالات في الاقتصاد العالمي.

وتجاهل الرئيس الصيني هو جين تاو الموضوع في تصريحاته لوسائل الاعلام وأسهب بدلا من ذلك في مسألة الحماية التجارية التي تقول الصين انها تهدد حرية الوصول الى الاسواق الاميركية على نحو مجحف.

وقال ايلان الون مدير مركز الصين في كلية رولينز بولاية فلوريدا "لم يمارس أوباما ضغطا كافيا على الصينيين لفتح أسواقهم للسلع الاميركية واتخاذ اجراءات صارمة ضد انتهاكات حقوق الملكية الفكرية والتصدي للنزعة الحمائية المحلية."

ولكنه أشار الى أن أوباما فعل الصواب باحترامه الثقافة الصينية. وقال الون مستخدما المرادف الصيني لكلمة علاقات "بناء العلاقات يتطلب وقتا طويلا ويمكن أن يحدث فقط بمرور الوقت مع بناء الثقة."

وقال غالستون من معهد بروكينجز ان الزمن قد يثبت أن الادارة على صواب. وأشار الى أن رئيسا أميركيا شابا اخر هو جون كنيدي الذي يجري أحيانا مقارنة أوباما به واجه كوارث في السياسة الخارجية مثل العملية الفاشلة لغزو كوبا ولقاء في فيينا انتهي بكارثة مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف والذي أدى الى بناء سور برلين في العام الاول من رئاسته.

وقال غالستون عن جولة أوباما الاسيوية "لم تكن هذه جولة خارجية ناجحة... انها غير موفقة لكنها ليست كارثة."

وأضاف "ما يجب أن يحدث الان هو أن يعودوا وأن يقول الرئيس.. أمضينا العام الاول في تغيير النبرة وذلك مهم ولكنه لا يكفي."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
dff
جروب -

عاد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى بلاده دون أن يحمل معه أي نجاح سياسي كبير بعد أن أمضى أكثر من أسبوع في آسيا في محاولة لإعادة صياغة علاقة الولايات المتحدة مع منطقة تتميز بالفاعلية المستمرة. سيول: شكا منتقدو أوباما في واشنطن من أن الرئيس الاميركي كان مجاملا أكثر مما ينبغي للزعماء الاجانب أثناء جولته التي شملت أربع دول واستمرت ثمانية أيام. وانتقدوا بشكل خاص أداءه في الصين واليابان حيث انحنى للامبراطور الياباني مما أثار استهجانا في الولايات المتحدة. ويقول المنتقدون ان أوباما فشل في تحقيق نتائج ملموسة في التجارة والقضايا الاقتصادية وحقوق الانسان وتساءلوا عما حدث لظاهرة الهوس بأوباما التي ميزت الحفاوة التي استقبل بها الرئيس في جولات سابقة في أوروبا. وقال ديفيد أكسلرود أحد كبار مستشاري أوباما لم نسافر الى النصف الاخر من الكرة الارضية لكي تتصدر الزيارة عناوين الاخبار... أتينا الى هنا (اسيا) لنضع أسس احراز تقدم. وحققنا ذلك غير أن أوباما وافق على ما يبدو على جهود الصين لان تتحكم في زيارته. وتعامل المراقبون مع عدم وجود تنازلات علنية من قبل بكين كمؤشر على افتقار أوباما الذي يواجه دينا قوميا كبيرا وحربين في العراق وأفغانستان لقوة تفاوضية مع أكبر دولة تحوز سندات الخزانة الاميركية. وقال ويليام غالستون وهو باحث كبير متخصص في دراسات الادارة في معهد بروكينجز في واشنطن أصف التغطية الصحفية في الولايات المتحدة بأنها تقف في مكان ما بين الشك والسلبية وأضاف هناك توافق (في الصحافة) على أن البيت الابيض بدأ جولته دون أن يكون لديه خطة واضحة للعب الى حد ذهابه بقائمة من المشاغل لم تجر الاستجابة سوى لعدد قليل منها ; وترك أوباما أيضا وراءه تحديات ملحة في الولايات المتحدة - مشاكل اقتصادية ومعارضة جمهورية شديدة لخططه للرعاية الصحية وقرارا صعبا بشأن عدد القوات الاميركية الاضافية التي سترسل للحرب في أفغانستان. وفيما يشعر الاميركيون بقلق بشأن وظائفهم والحرب في أفغانستان خلص استطلاع للرأي اجرته جامعة كوينيبياك الى تراجع نسبة التأييد لاداء اوباما لمهمته لاقل من 50 في المئة لاول مرة منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني. وقدرت استطلاعات أخرى للرأي نسبة التأييد بحوالي 55 في المئة. وقفزت البطالة في الولايات المتحدة الى أكثر من عشرة في المئة قبل جولة أوباما الاسيوية فيما أعلنت الحكومة الامي