إيران: أهداف "الأعداء" في الخليج في مرمى قواتنا البحرية

هدّد مسؤول عسكري إيراني بضرب ما أسماهم بالاعداء في الخليج في حال تعرضت بلاده لهجوم، هذا في وقت أنهى حرس الثورة والقوات المسلحة اليوم الاثنين المرحلة الأولى من المناورة العسكرية التي تعد الأوسع في تاريخ إيران، التي أكدت كذلك اليوم الاثنين على لسان وزير دفاعها أحمدي وحيدي أنها ما زالت تتابع تعهدات الروس حول تسليم منظومات "س 300" الصاروخية المضادة للجو. وانهت القوات الجوية الايرانية اليوم الاول من المناورات الدفاعية التي بدأتها أمس وتستخدم خلالها انظمة مضادة للطائرات والصواريخ المعادية والحرب الالكترونية والتدرب على مواجهة القصف الكيمياوي والجرثومي والذري الذي قد تتعرض له البلاد.

طهران: أعلن قائد قاعدة خرمشهر البحرية الإيرانية عبد الحميد كفايت أن أهداف من وصفهم بالأعداء في الخليج تقع في مرمي القوات البحرية الإيرانية. وحذر من أن تلك الأهداف ستواجه ردًّا عنيفًا من جانب القوات البحرية الإيرانية إذا أرادت اتخاذ أي "عمل شيطاني"، على حد تعبيره. وأفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن كفايت شدد على استعداد سلاح البحر للجيش وقوات الحرس الثوري للتصدي لأي تحرك يقوم به "العدو" في سواحل الخليج.

وانهت القوات المسلحة الايرانية اليوم المرحلة الاولى من مناوراتها الجوية الدفاعية بنجاح بعد اختبار انظمة الرد السريع والرادارات المتحركة والثابتة.
وقال المتحدث باسم هذه المناورات اللواء علي مقيسة في تصريح للصحافيين ان "المرحلة الاولى من المناورات شهدت تنفيذ عمليات نشر انظمة الرد السريع واستخدام الرادارات الثابتة والمتحركة لتحديد اهداف العدو المفترض".

واشار الى ان هذه المناورات المشتركة التي تجريها قوات الحرس الثوري والجيش الايراني وقوات التعبئة (البسيج) حققت نجاحًا كبيرًا للمضادات الجوية والصاروخية المستخدمة في هذه المناورات التي ستستمر على مدى خمسة ايام تحت اسم (المدافعين عن سماء الولاية 2).

واكد هذا العسكري الرفيع جاهزية القوات المسلحة الايرانية للتصدي لاي اعتداء جوي تتعرض له البلاد مصرحا ان "مؤسسة الصناعات الدفاعية قادرة على سد حاجة البلاد من الاجهزة والانظمة الدفاعية".

ونقل التلفزيون الايراني عن البريجادير جنرال أحمد ميقاني قوله ان قوات الحرس الثوري والقوات المسلحة بدأت مناورات مشتركة تستمر خمسة أيام في اجزاء مختلفة من الجمهورية الاسلامية.

ونقل التلفزيون عن ميقاني قوله "انها اكبر مناورات اذ تجرى على مساحة 600 الف كيلومتر مربع. الى ذلك، هدد مستشار قائد الثورة الاسلامية لدى الحرس الثوري الايراني مجتبى ذو النور بضرب تل أبيب اذا ما تعرضت البلاد لاي اعتداء، وقال: إن الصواريخ الايرانية ستضرب قلب الكيان الاسرائيلي اذا هاجم ايران.

كما أعلن وزير الدفاع الإيراني احمدي وحيدي أن طهران مازالت تتابع تعهدات الروس حول تسليم إيران منظومات "س-300" الصاروخية المضادة للجو. وأشار وحيدي في تصريح للصحفيين على هامش ملتقى نظام "جي. آي. اس" للمعلومات الجغرافية يوم أمس الأحد، الى أن نظام الدفاعات الجوية لوزارة الدفاع سيتم اختباره الاثنين في المناورات التي بدأت الأحد في غرب البلاد والتي تعد الأضخم خلال العام الجاري.

ويذكر أن رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي قد انتقد موقف روسيا تجاه مسألة تزويد إيران بمنظومات صواريخ "س-300" المضادة للجو. وأشار بروجردي في حديث للصحافيين على هامش الجلسة العلنية لمجلس الشورى في الثامن من هذا الشهر، الى وجود تعاون واسع بين إيران وروسيا. وأضاف أنه في حال عدم جدوى المحادثات في هذه القضية فإن ما وصفه بـ"تملص الروس من الوفاء بعهودهم" سيكون بمثابة نقطة سلبية في العلاقات بين البلدين، وفقًا لوكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف قد أكد أن روسيا لا تقوم حاليًا بتزويد إيران بمنظومات صواريخ "س- 300" المضادة للجو. وقال ايفانوف في رد على سؤال للصحفيين في مدينة فريازينو بمقاطعة موسكو في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الماضي: "لا توجد مثل هذه الصادرات في الوقت الحاضر".

وكان مصدر في الحكومة الروسية قد أعلن في الحادي والعشرين من الشهر نفسه، أن احتمال تخلي روسيا عن تنفيذ عقد تزويد إيران بمنظومات "س ـ 300" الصاروخية المضادة للجو، لن يتمخض عن عواقب مالية جسيمة بالنسبة لموسكو، لأن دفع قيمة العقد لم يجر بعد.

وقال: "على الرغم من توقيع العقد منذ بضع سنوات، لم يؤكد الجانب الروسي حتى الوقت الحاضر سريانه. وبالتالي فإن الجانب الإيراني لم يسدد أي مبلغ في إطار هذا العقد". وقال المتحدث إن "عقد تزويد إيران بمنظومات "س ـ 300" جمد إلى إشعار آخر لعدد من الأسباب إثر توقيعه عمليا".

وينص العقد الموقع، حسب معلومات غير رسمية، على تزويد إيران بـ5 منظومات "س ـ 300 ب م و 1"، تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 800 مليون دولار. وصممت وأنتجت المنظومة الصاروخية المضادة للجو "س ـ 300 ب م و1" السيارة المتعددة القنوات شركة "ألماز ـ أنتي" لأسلحة الدفاع الجوي.

وبوسع هذه المنظومة تدمير الطائرات الحربية الحديثة والمرتقبة، والصواريخ المجنحة الاستراتيجية وغيرها من الأهداف التي تصل سرعتها إلى 2800 م/ ثانية. كما أن هذه المنظومة مصممة لحماية المنشآت من ضربات كافة أصناف وسائل الهجوم الجوي في مجمل مجال استخدامها العملي.ِِ

ومن المهم الإشارة إلى أنه انتهت اليوم الاثنين المرحلة الأولى من "مناورات المدافعين عن سماء الولاية -2" المشتركة بين قوات الجيش وحرس الثورة في إيران. وتضمن تلك المناورات شن عمليات من قبل وحدات الرد السريع واختبار شبكات الرادار الإيرانية.

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم هذه المناورات علي مقيسة قوله: "تم خلال المرحلة الأولى من "مناورات المدافعين عن سماء الولاية-2" المشتركة تنفيذ عمليات نشر وحدات الرد السريع في قوات الدفاع الجوي في القوات المسلحة في مناطق العمليات المفترضة المحددة من قبل.

ومن اجل تقوية شبكات الرادار جرى استخدام الرادارات الثابتة والجوالة والرادارات التكتيكية "كاستا" و"نبو" بالإضافة الى الرادارات المصنعة محليا لكشف الأهداف المعادية المفترضة وتزويد وحدات الدفاع الجوي بالمعلومات".

وأوضحت الوكالة أن المرحلة الأولى من المناورات قد انتهت وستبدأ تباعا المرحلة الثانية منها. وأكدت أن مراحل المناورات تتضمن تطبيق تمارين مشاركة لطائرات الاستطلاع في ساحة العمليات والتقاط الصور من ساحة العمليات ومشاركة طائرات التشويش في منطقة المناورات والقيام بعمليات التشويش ضد الأنظمة الالكترونية تزامنا مع عملية جمع المعلومات من ساحة العمليات بالإضافة الى مشاركة جميع وسائل الدفاع الجوي في التصدي للعدو المفترض .

وتتضمن المناورات أيضًا تمارين التصدي لهجوم جوي وصاروخي من قبل العدو المفترض على المناطق الحساسة وانطلاق الدفاعات الجوية للبلد المدافع وتنفيذ عمليات باستخدام مختلف أنواع الذخيرة.

وكانت القوات المسلحة الإيرانية بدأت مناورات واسعة النطاق للتدريب على عمليات الدفاع الجوي يوم الأحد بهدف إظهار قدرات الردع لديها في مواجهة ضغط الغرب بشأن برنامجها النووي. ويأتي استعراض ايران لعضلاتها العسكرية في وقت يزداد فيه التوتر بينها وبين القوى الست الكبرى التي تخشى ان يكون برنامج طهران النووي يهدف الى انتاج اسلحة نووية. وتنفي طهران ذلك وتقول ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء.

ويذكر أن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد يصل اليوم الاثنين إلى البرازيل في مستهل جولة تشمل فنزويلا وبوليفيا ،في محاولة لتوطيد علاقات إيران مع دول أميركا اللاتينية . وقال موقع الرئاسة الإيرانية على الانترنت إن نجاد سيزور أيضًا خلال جولته التي تستمر خمسة أيام كلا من السنغال وجامبيا في غرب أفريقيا.