قمة كوبنهاغن تعقد وسط آمال كبيرة ومخاوف أمنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وضعت الشرطة الدنماركية في حالة تأهب تحسباً لبعض المجموعات الصغيرة المتطرفة التي توعدت بتحويل العاصمة الى بركان من النار وبحر من الدماء.
كوبنهاغن: تستعد الدنمارك لاستقبال القمة العالمية حول المناخ في كوبنهاغن وسط آمال كبيرة مشوبة ببعض المخاوف الامنية، في اهم حدث ينظم في المملكة الاسكندينافية من 7 الى 18 كانون الاول/ديسمبر بمشاركة نحو ثلاثين الف شخص.
ويقول بير لارسن رئيس المفتشين والمسؤول عن الامن، ان هذا المؤتمر "يتطلب تحركا لا سابق له ومساعدة في العتاد من دول الجوار". ويوضح ان الشرطة وفي مسعى منها لضمان حسن سير القمة وكذلك باقي الانشطة في العاصمة، ستجري "حوارا مع جميع المنظمات غير الحكومية" بغية التوصل معها الى "اتفاقات" تضمن تجنب العنف.
ويضيف ان هذه "الاتفاقات" ستكون مقرونة بتحذيرات شديدة اللهجة لمثيري الشغب مفادها "سنكون لينين بما فيه الكفاية ولكن ستكون هناك حدود لا يمكن لاحد تخطيها". وستوزع الشرطة على المنظمات غير الحكومية منشورات بخمس لغات هي الدنماركية والانكليزية والالمانية والفرنسية والاسبانية، تشرح القواعد المعمول بها في الدنمارك والعقوبات المطبقة في حال مخالفة هذه القواعد.
وهذه العقوبات سيشددها البرلمان الدنماركي بناء على اقتراح الحكومة، وستشمل غرامات اكبر واحكاما بالسجن وتوقيفات احترازية، كما ستمدد مدة التوقيف على ذمة التحقيق من ست ساعات الى 12 ساعة. وتخشى السلطات الدنماركية حصول اعتداءات ارهابية تستهدف عددا من القادة المشاركين في القمة، علما ان 65 رئيس دولة وحكومة اكدوا حتى الساعة مشاركتهم وفي طليعتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما.
ودعت الشرطة المواطنين الى اليقظة وطلبت منهم الابلاغ عن اي شخص مشبوه او سيارة مشبوهة، سواء في حيهم او قرب احد الفنادق المعتمدة لاستقبال الوفود او قرب مقر المؤتمر او قرب مراكز الفعاليات المرافقة للمؤتمر. الا ان انعقاد هذا المؤتمر في كوبنهاغن افرح اصحاب فنادق العاصمة الذين يؤكدون ان الحجوزات كاملة حتى في الفنادق البعيدة عن مركز المؤتمر عشرات الكيلومترات.
حتى ان بعض الوافدين سيقيمون في السويد المجاورة. وكما الفنادق كذلك الملاهي الليلية التي عززت عديدها من فتيات الليل. بالمقابل يبدو التجار في حيرة من امرهم، فاذا كان بعضهم يترقب بشغف هجمة السياح على متاجرهم فان آخرين يخشون اعمال سلب ونهب قد تتعرض لها متاجرهم اذا ما وقعت اعمال عنف على هامش التظاهرات المقررة خلال المؤتمر.
والحيرة تنسحب ايضا على السكان المنقسمين بين فئة فرحة بمساهمة بلادها في الحفاظ على مستقبل الكوكب الازرق وفئة تتحسر على التكلفة الباهظة لاستضافة القمة والتي تزيد عن مليار كورون (اكثر من 135 مليون يورو) سيذهب 600 مليون منها للشرطة. ويتساءل غونار بيدرسن وهو متقاعد كان مع زوجته في ساحة كونيينز نيتورف "هل هذا يستحق العناء فعلا ما دامت الولايات المتحدة والصين والهند، وهي الدول الاكثر تلويثا للكوكب، ترفض اقرار اتفاق ملزم في كوبنهاغن؟".
وتعقب زوجته ديزا "اخشى ان يواصل الكبار كلامهم المعتاد في الهواء. الدنمارك الصغيرة لا يمكنها لوحدها ان تنقذ الكوكب"، قبل ان تشيح بنظرها وتتابع وزوجها التفرج على معرض الصور الذي اقيم في الساحة لاكثر مئة موقع في العالم مهدد جراء الاحتباس الحراري.
وليس بعيدا عن هذا الزوج تقف مجموعة من الاطفال وفي يد كل منهم اقلام تلوين واعينهم تشخص الى معلمتهم لوني سيرنسن، التي تقول ان "كل مدارس الدنمارك ستخصص اسبوعا حول المناخ مطلع كانون الاول/ديسمبر". والى جانب المعلمة تقف تلميذتها مي (10 اعوام) التي تعلمت في الصف ان "الدببة القطبية ستنقرض اذا لم نفعل شيئا لان الثلوج، حيث يصطادون الفقمة، تذوب في غرينلاند".