أخبار

انقرة ترسل اشارات انفتاح متزايدة حيال اقلياتها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ترسل انقرة اسبوعيا اشارات انفتاح على اقلياتها، في سياسة ينتهجها النظام الاسلامي وينقسم في تحليلها الخبراء وكان الجيش التركي حذر قبل ثلاث سنوات من خطر الاسلمة.

اسطنبول: من المبادرة حيال الاقلية التركية الى اليد الممدودة باتجاه ارمينيا مرورا بتوجيه التحية الى العلويين، ترسل انقرة اسبوعيا اشارات "انفتاح" على اقلياتها، في سياسة ينتهجها النظام الاسلامي-المحافظ وينقسم في تحليلها الخبراء. وتجلت الاشارة الاخيرة ضمن هذه السلسلة الطويلة في وضع لافتات مرور باللغتين التركية والكردية في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه اقلية كردية.

ومع ان هذه الخطوة تمت بمبادرة من بلدية ديار بكر التي يسيطر عليها حزب المجتمع الديموقراطي القريب من الاكراد، الا ان هذا الامر ما كان ليحصل لولا موافقة الحكومة.

والامر عينه ينطبق على قرار الحكومة التركية السماح في نهاية تشرين الاول/اكتوبر لمجموعة من متمردي حزب العمال الكردستاني بالعودة الى ديارهم من قواعدهم في شمال العراق، من دون ان يتعرضوا لاية ملاحقة قضائية. والقى زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، امام حزبه في 3 تشرين الاول/اكتوبر كلمة اعتبرت مذاك خطابا تأسيسيا.

واورد اردوغان يومها في كلمته اسماء 13 شخصية ساهمت بحسب رأيه في بناء تركيا. وكانت المفاجأة في ان عددا من هؤلاء الشخصيات ظلوا لمدة طويلة من الزمن يعتبرون اعداء الدولة ولا سيما بنظر القادة العسكريين خلال القرن الفائت، وبعضهم توفي في المنفى.

ومن هذه الشخصيات المطرب اليساري المتطرف جم كاراجا والشاعر الشيوعي ناظم حكمت. كذلك ضمت هذه اللائحة شاعرين كرديين هما احمد كايا واحمد خاني والمؤلف الموسيقي الارمني تاتيوس افندي وثلاثة علويين بينهم الشاعر الاسطوري بير سلطان عبدال والحاج محمد بكتاش ولي اللذان يعتبران من اهم وجوه هذه الطائفة المسلمة، في بلد ينتمي غالبة سكانه الى المذهب السني.

ويقول المحلل السياسي احمد علي بيراند انه "قبل وقت قصير كانت كل هذه الامور من المحرمات". ويضيف ان الجيش التركي، الذي اشتهر بانقلاباته العسكرية المتكررة، حذر قبل اقل من ثلاث سنوات (29 نيسان/ابريل 2007) الطبقة السياسية برمتها من خطر الاسلمة مهددا بالتدخل لحماية الجمهورية التي ارسى دعائمها اتاتورك. اما اليوم فها هو اردوغان يتقدم على جبهات عدة.

فعلى الرغم من حرمة الموضوع الارمني والمتمثلة في رفض انقرة وصف المجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق الارمن بالابادة، وقعت الحكومة التركية في 10 تشرين الاول/اكتوبر اتفاقا مع الحكومة الارمنية لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.

كما اعلنت حكومة اردوغان "انفتاحا ديموقراطيا" على 12 مليون كردي في تركيا (من اصل 71 مليون نسمة) شمل في مرحلة اولى السماح باستخدام اللغة الكردية وحظر اعمال التعذيب. كذلك تعد الحكومة لطاولات حوار مستديرة مع العلويين لبحث مطالب هذه الطائفة، على ان يليها لاحقا حوار مماثل مع اقلية الغجر.

وكما اردوغان كذلك الرئيس عبد الله غول، الذي زار في 5 تشرين الثاني/نوفمبر محافظة تونجيلي (شرق) التي تقطنها غالبية علوية، في اول زيارة من نوعها لرئيس تركي منذ 1990.

الا ان كل هذه المبادرات كان نصيبها الانتقاد من جانب المعارضة، التي تقول ان الوحدة الوطنية باتت على المحك. بالمقابل وعلى العكس، فان آخرين لا يرون في هذه المبادرات سوى مجرد كلام يهدف الى مغازلة الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام اليه. ولكن المحلل السياسي هيو بوب لا يوافق على هذا الرأي.

ويقول "هذا خطأ لان اختيار زعماء حزب العدالة والتنمية هذا العام للمضي قدما، في الوقت الذي تعارض فيه دول رئيسية في الاتحاد الاوروبي بطريقة ساخرة ومحبطة ومضللة جهود تركيا تجاه اوروبا، يبرهن ان حزب العدالة والتنمية وتركيا يبذلان جهودا صادقة لتعزيز القيم والحريات والحقوق الاساسية". اما بيراند فيرى العكس تماما، ويؤكد ان هذه المبادرات الطائفية الصبغة تسمح للحكومة بالدفاع عن مشروعها الاساسي الا وهو حرية التعبير الدينية.

ويقول "بذكرها اسماء شديدة الاختلاف، وباعترافها بحقوق الطوائف الاخرى (العلويون مثلا) تضع الحكومة نفسها في موقع قوة للدفاع عن مطالبها الخاصة، كرفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات على سبيل المثال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف