محاربة طالبان من خلال صناديق الاقراض الاسلامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ترك اكثر من 30 رجلا العمل مع حركة طالبان بسبب تهديد الأخيرة لهم بالقتل جراء اقراض مبالغ صغيرة لمزارعين لديهم أغنام أو لنساء لتطريز أقمشة مقابل حفنة من الدولارات
لشكركاه (أفغانستان): غادر شاه محمد مير بلدته لاشهر بعد أن تلقى تسع مكالمات تهدده بالقتل واطلاق الرصاص من بندقية كلاشنيكوف خارج بيته ليعود بعد ذلك بسيارة جديدة ورقم هاتف جديد. والجريمة التي اقترفها مير هي اقراض مبالغ صغيرة لمزارعين لديهم أغنام قليلة لا يتجاوز عددها الخمسة أو لنساء يقمن بتطريز أقمشة تقليدية مقابل حفنة من الدولارات كل شهر.
ومير مدير شركة هلمند الاسلامية للاستثمار والتمويل وهي صندوق اقراض اسلامي تموله بريطانيا في اطار مجهود مدني أوسع نطاقا لابعاد السكان في اقليم هلمند عن طالبان من خلال توفير وظائف لهم.
وللشركة التي يحرس مسلحون مقرها الرئيسي في لشكركاه ثلاثة أفرع في اقليم هلمند الذي يعد من أخطر الاقاليم الافغانية حيث تكافح الالاف من القوات الاجنبية للحد من المد المتصاعد للتمرد المسلح. وبلغ اجمالي القروض التي قدمها الصندوق منذ أواخر 2007 مليون دولار استفاد منها 1441 من المزارعين وباعة الزهور والحائكين والباعة.
وقال مير الذي أطلق لحية طويلة ويرتدي عمامة رمادية "انني اتنافس مع طالبان وحسب." ومضى يقول "أفغانستان بلدنا ومستعدون للعمل من أجلها. طالبان روعوني كي أترك وظيفتي لكنني لست خائفا.. انني شاب والشاب لا يخاف أبدا."
والقروض عينية تماشيا مع أحكام الشريعة الاسلامية وتسدد مضافا اليها اثنين في المئة "كرسوم ادارية" بدلا من أسعار الفائدة التي يحرمها الاسلام. وهذه القروض التي يقل القرض منها عادة عن ألفي دولار تعني أنه يمكن للمزارعين -الذين كانوا سيزرعون الخشخاش الذي تقدم حركة طالبان مستلزماته ويسدد ثمنه عند الحصاد- زراعة القمح ومحاصيل أخرى باستقلالية وبيع محصولهم.
وقال مير ان أكثر من 30 رجلا تركوا العمل مع حركة طالبان نتيجة لذلك. وكان مير يقف في حديقة جميلة صممها أحد المستفيدين من البرنامج بترت ساقاه وذراعه اليسرى في انفجار أثناء الغزو الروسي لافغانستان في ثمانينات القرن الماضي.
وتشير دراسة أشرفت عليها بريطانيا أعدت في وقت سابق من هذا العام الى أن زراعة الافيون غير المشروعة تشكل حوالي نصف الناتج المحلي الاجمالي لافغانستان فيما يمثل القطاع غير المشروع حوالي 80 في المئة من اقتصاد البلاد التي تقدر نسبة البطالة بها بما يقدر بنحو 65 في المئة.
ويعتقد البعض أن المعركة لكسب القلوب والعقول يجب أن توضع بالفعل في اطار المعركة من أجل البطون. وقال رالف لوبيز أحد مؤسسي جماعة ضغط تسعى من أجل توفير وظائف في أفغانستان "نقول ان البطالة والجوع هما الاساس التحتي للتمرد المسلح ولكنهما في الواقع المشكلة الواضحة التي يتعذر حلها."
وتؤمن جماعة الضغط هذه بأن وضع برامج تهدف الى تقديم أموال للناس مقابل قيامهم بعمل يمكن أن يضع حدا للقتال. واستطرد "من الواضح أن برنامجا للتوظيف واسع النطاق سيبطيء التمرد المسلح أو يعكس مساره."
وتتطلع القوات العسكرية الاجنبية الى تحسين اقتصاد أفغانستان في محاولة لاغراء الناس للابتعاد عن تجارة المخدرات وحركة طالبان التي تقول القوات الاجنبية انها تدفع عشرة دولارات يوميا مقابل جلب الاسلحة أو زراعة المتفجرات.
وقال كيم كيم يي من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية التي تمول أكبر برنامج لتقديم النقود مقابل العمل تبلغ ميزانيته 250 مليون دولار لتوظيف 100 ألف شخص خلال العام القادم في أقاليم مثل هلمند وقندهار "الناس تريد أن تعمل في أعمال مشروعة." وسيعمل الافغان في تطهير المجاري المائية من الاعشاب وبناء أكشاك البيع في الاسواق وأعمال صيانة مقابل خمسة دولارات في اليوم وهو ما يعادل الاجر الذي تدفعه الحكومة الاقليمية في اليوم.
وتدعم بريطانيا أيضا برنامجا للتوظيف حجمه 36 مليون دولار على مدى أربع سنوات في أرجاء البلاد لتوفير 20 ألف وظيفة وزيادة دخل 200 ألف شخص بنسبة عشرة في المئة كما تدعم جهودا على المدى الابعد لتعزيز التصنيع الزراعي والزراعة التي يعتمد عليها ما يصل الى 80 في المئة من السكان.