إيران أطلقت سراح البحارة البريطانيين المعتقلين لديها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت وكالة إيرانية صباح اليومأن طهران أفرجت "قبل بضع ساعات" عن البحارة البريطانيين الخمسة بعدما إعترضت البحرية الإيرانية مركبهم الشراعي في الخليج. وسعت بريطانيا أمس الثلاثاء للتقليل من أهمية إعتقال إيران خمسة بريطانيين معتبرة أن المسألة "محض قنصلية". وكانت إيران قد حذّرت من أنّها أحالت الملف إلى القضاء وأفاد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن مصير البريطانيين الخمسة "ستحدده السلطة القضائية" وان ثبت وجود سوء نية فسيتخذ "إجراء حازم بحقهم".
لندن، طهران: أعلنت وكالة فارس صباح الاربعاء نقلاً عن مكتب العلاقات العامة التابع للحرس الثوري الإيراني ان إيران أفرجت "قبل بضع ساعات" عن البحارة البريطانيين الخمسة الذين اعتقلتهم في 25 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما اعترضت البحرية الإيرانية مركبهم الشراعي في الخليج.
وجاء في البيان الذي اوردته الوكالة "تم الافراج قبل ساعات عن البريطانيين الخمسة الذين دخلوا بصورة غير شرعية في مركبهم المياه الاقليمية للجمهورية الاسلامية الايرانية وتم اعتقالهم" في مياه الخليج.
وتابع المصدر انه "بعد جمع شهادات افراد طاقم الزورق الذين قالوا انهم دخلوا المياه الايرانية بالخطأ، وبعد التحقيق، تبيَّن بوضوح ان الدخول بصفة غير قانونية كان نتيجة خطأ". وختم بيان الحرس الثوري الذي كان يعتقل البريطانيين الخمسة انه تم "اطلاق سراحهم بعد تقديم الضمانات المطلوبة".
وصرح مسؤول رياضي بحريني ان سفينة قطر بحرينية في طريقها لتسلم البحارة لنقلهم الى دبي. وقال امين سر الاتحاد البحريني للرياضات البحرية نعمان الحسن لوكالة فرانس برس ان "سفينة القطر البحرينية غادرت لتسلم البحارة الخمسة وقطرهم مسافة 17 ميل بحري خارج المياه الاقليمية الايرانية الى المياه الدولية". واضاف "سيكون هناك ممثل عن الفريق الرياضي البحريني لاستلام البحارة الخمسة والتوجه تاليا الى دبي".
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية اليوم انها حصلت على تأكيد من طهران حول الافراج عن البريطانيين. واكدت وزارة الخارجية البريطانية في بيان ان "وزارة الخارجية الايرانية اكدت انه تم اطلاق سراح البحارة الخمسة". واضافت "نعتقد انه يتم حاليا قطرهم الى المياه الدولية".
وفي وقت سابق قالت الخارجية البريطانية انها تقوم بتحريات للتحقق من الأنباء عن الإفراج عن البحارة. وكان البحارة الخمسة متوجهين من البحرين الى دبي في مركب شراعي طوله 18 مترًا يعود لملك البحرين، للمشاركة في سباق حين اعترضتهم البحرية الايرانية. ولم يعلن عن اعتقالهم الا بعد خمسة ايام في 30 تشرين الثاني/نوفمبر وقد كشفت الامر السلطات البريطانية التي فضلت لزوم الهدوء بشأن هذه القضية ووصفتها في مرحلة اولى بانها "محض قنصلية".
وأكّدت حكومة البحرين ان المركب "مملكة البحرين" الذي كان سيشارك في سباق للمراكب الشراعية بين دبي ومسقط في سلطنة عمان، دخل المياه الاقليمية "بالخطأ" وانها باشرت المساعي مع طهران من اجل اطلاق سراح طاقمه.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لاذاعة "بي بي سي-4" أمسان"لا مواجهة او نزاع على الاطلاق" بهذا الشأن مضيفا ان "الملف محض قنصلي ونتوقع ان تتم معالجته على هذا الاساس". واعلنت الخارجية البريطانية ان إيران تحتجز خمسة بريطانيين بعدما اعترضتهم بحريتها في 25 تشرين الثاني/نوفمبر على متن زورقهم الشراعي فيما كانوا متوجهين من البحرين الى دبي.
غير ان النبرة كانت مختلفة تمامًا في طهران حيث افاد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ان القوات البحرية اعتقلت خمسة بريطانيين كانوا على متن زورق شراعي في الخليج، تأكيدا لما اعلنته لندن مساء الاثنين. لكن اصفنديار رحيم مشائي اوضح ان مصير البريطانيين الخمسة "ستحدده السلطة القضائية" وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة فارس للانباء "ان ثبت وجود سوء نية لدى هؤلاء الاشخاص، فسيتخذ اجراء حازم بحقهم".
ولم تعلن وزارة الخارجية البريطانية عن اعتقال البحارة الخمسة سوى مساء الاثنين بعد خمسة ايام على الحادثة. والبريطانيون الخمسة معتقلون في إيران منذ ان اعترضت البحرية الإيرانية مركبهم الشراعي في 25 تشرين الثاني/نوفمبر اثناء قيامهم برحلة بين البحرين ودبي.
وقال ميليباند انهم "مدنيون" وليسوا عسكريين من البحرية الملكية، كما في حادث سابق مماثل وقع في اذار/مارس 2007 حين اعتقلت القوات الإيرانية 15 عنصرا من البحرية الملكية. وتوقع الوزير تسوية "سريعة" لهذه المسألة، مشيرًا الى ان المفاوضات مع إيران بهذا الصدد كانت "جيدة للغاية".
وقال "على حد علمنا انهم يعاملون بشكل جيد وهذا ما نأمله من بلد مثل إيران"، موضحًا ان مركبهم ضل طريقه "على ما يبدو" في المياه الإيرانية. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية ان المركب الشراعي الذي يدعى "مملكة البحرية" كان متوجها من بحرين الى دبي حيث كان من المقرر ان يشارك في سباق دبي مسقط في سلطنة عمان.
وذكرت وسائل الاعلام البريطانية ان البريطانيين المعتقلين كانوا اعضاء طاقم المركب لكنهم لم يكونوا الفريق الذي كان سيشارك في السباق، موضحة ان الزورق انجرف الى المياه الإيرانية بعدما تعطل محركه. وقالت مصادر مطلعة في لندن ان المعتقلين هم اوليفر سميث واوليفر يانغ وسان آشر ولوك بورت وديفيد بلومر.
ودعت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام الى اطلاق سراحهم. وقالت للصحافيين في سيول حيث تقوم بزيارة "اعتقد ان الحكومة الإيرانية اعتقلتهم بدون اي تحذير مسبق. ينبغي اطلاق سراحهم بأسرع ما يكون". واضافت عبادي ان البحارة قد يكونوا دخلوا المياه الاقليمية الإيرانية بالخطأ وتابعت انه "في هذه الحالة، يترتب على الشرطة البحرية مواكبتهم الى المياه الدولية".
وقال تشالز بوتر انه تكلم مع ابنه لوك (21 عامًا) عبر هاتف نقال بعد الحادث وان معنوياته كانت مرتفعة. واوضح والد البحار "ما فهمناه انه كان هناك حقل نفط على خرائطهم، ما يشير الى منطقة محظورة، فاختاروا الالتفاف عليه من احد جوانبه" مضيفًا ان المركب قد يكون ضل طريقه عندها واقترب من جزيرة إيرانية.
واستبعد ريتشارد دالتون السفير البريطاني السابق في إيران ان تلقى هذه المسألة تسوية سريعة. وقال للبي بي سي "لن يتم حلها في بضعة ايام" ولو أنه لفت الى وجود "احتمالات اقل بكثير" بان تستخدم إيران المعتقلين "ورقة سياسية" لانهم مدنيون. وجرى اعتقال البريطانيين في ظل تجدد التوتر بين لندن وطهران وفي وقت تعتبر بريطانيا من الدول الاكثر انتقادًا للبرنامج النووي الإيراني. وتبقى ظروف اعتراض السفينة الشراعية غامضة.
وقال مارك تيرنر مدير الجمعية البريطانية لسباقات المراكب الشراعية لصحيفة تايمز ان الإيرانيين اعترضوا المركب مرتين على ما يبدو، وفي المرة الاولى صادروا اجهزة الكمبيوتر الخاصة بقيادته، لكنهم تركوا البحارة احرارا. وحاول الطاقم عندها الاتصال بشركة في دبي لقطر المركب، غير ان القوات الإيرانية صعدت مجددا على متن المركب واوقفت البريطانيين هذه المرة.
والزورق من طراز "فولفو 60" وهو تابع لفريق بيندار البريطاني وملك شركة "ابحار البحرين" للملك حمد بن عيسى آل خليفة. وتندرج زيارة فريق "بيندار" الى البحرين في اطار مشروع "ابحار البحرين" لتطوير اكاديمية متطورة ومتخصصة في مجال الابحار والرياضات البحرية والعمل على استقطاب الاحداث والمنافسات الرياضية المائية والسباقات البحرية الدولية الى البحرين بشكل منتظم، فضلاً عن البرامج التدريبية والتعليمية.