وضع القدس يثير جدلاً بين الإتحاد الأوروبي وإسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بسبب إصرار أوروبا على ذكر القدس كعاصمة لدولة فلسطينية إندلع جدل بينها وإسرائيل.
بروكسل: اندلع جدل بين إسرائيل والإتحاد الأوروبي بسبب إصرار الاوروبيين المتزايد على ذكر القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطينية مقبلة في اطار حل سلمي تفاوضي مع الدولة العبرية. ويعود سبب الخلاف الى اقتراح الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي ذكر القدس الشرقية "كعاصمة لدولة فلسطينية مقبلة" في نص يطرح الاسبوع المقبل على وزراء الخارجية الاوروبيين للموافقة عليه كما افادت مصادر دبلوماسية.
وكانت النسخة الاصلية للنص موضع تسريبات في صحيفة هآرتس الاسرائيلية. وبحسب مشروع الوثيقة التي حصلت فرانس برس على نسخة منها، يؤكد الاتحاد الاوروبي تاييده لقيام "دولة فلسطينية قابلة للحياة، تضم الضفة الغربية وقطاع غزة مع القدس الشرقية كعاصمة". وفي اسرائيل اعتبرت وزارة الخارجية في بيان ان الخطوة "تسيء الى قدرة الاتحاد الاوروبي على المشاركة كوسيط هام في العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين".
وفي نظر الاسرائيليين فانه بدلا من حث الفلسطينيين على العودة الى طاولة المفاوضات "فان خطوات كهذه بقيادة السويديين لا تؤدي الا الى نتيجة عكسية. ويؤكد الاتحاد الاوروبي بانتظام في مواقفه تمسكه بقيام دولة فلسطينية تتعايش سلميا مع دولة اسرائيل. وفي 2003 اعدت اللجنة الدولية الرباعية (المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) خارطة طريق اعلنت فيها تأييدها ل"حل حول وضع القدس" يستجيب ل"رؤية الدولتين" تعيشان جنبا الى جنب في سلام. لكن بدون ان تذكر بشكل واضح القدس ك"عاصمة" يتقاسمها الطرفان.
ومنذ بضعة اسابيع يبدي الاسرائيليون قلقهم من مواقف الاوروبيين المتخذة بدفع من السويد. وفي 18 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي نشرت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي بيانا حول المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية اكدت فيه على "وجوب ايجاد تسوية لحل وضع القدس بصفتها عاصمة لدولتين" فلسطينية واسرائيلية. كما ذكرت ايضا بان الاتحاد الاوروبي لم يعترف ابدا ب"ضم" اسرائيل للقدس الشرقية في 1967.
وقال دبلوماسي ان الاسرائيليين فوجئوا انذاك وعبروا عن غضبهم لهذا البيان. واوضح هذا الدبلوماسي "انها كانت المرة الاولى التي تستخدم فيها هذه اللهجة وخشي الاسرائيليون من ان يخلق ذلك سابقة". وعبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير هو ايضا في حديث لصحيفة لوفيغارو الباريسية عن تأييده لان تكون القدس "عاصمة دولة اسرائيل والدولة الفلسطينية المقبلة في آن".
لكن الصيغة التي طرحتها ستوكهولم بان تكون "القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية" يبدو انها تذهب الى ابعد من حدود 1967. وتأتي هذه المسالة في وقت تبدو فيه عملية السلام امام حائط مسدود، فيما صبت الحكومة الاسرائيلية الزيت على النار في الاشهر الاخيرة باعلانها مواصلة الاستيطان في القدس الشرقية. وذهبت هآرتس الى حد اعتبار ان النص الاوروبي يتضمن الاعتراف الاحادي الجانب من قبل الاتحاد الاوروبي بدولة فلسطينية.
لكن المفوضة العاملة لفلسطين لدى الاتحاد الاوروبي ليلى شهيد رفضت بشكل قاطع هذا التفسير مشيرة الى ان وزير الخارجية السويدي كارل بيلت اعتبر قبل اقل من اسبوعين ان مثل هذا الاعتراف "سابق لاوانه". في الانتظار تستمر المساومات من الان وحتى الثلاثاء المقبل حول النص الخلافي. ونصف الدول الاوروبية ليست موافقة على هذا الطرح والاحتمال ضئيل بان يقر النص بصيغته الحالية كما قال دبلوماسي اوروبي.