أخبار

أوباما أمام مهمة صعبة لإقناع الكونغرس بخطته في أفغانستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


أوباما: إرسال 30 ألف جندي إلى أفغانستان مصلحة قومية

حلفاء أميركا سيرسلون خمسة آلاف جندي اضافي الى افغانستان

النقاط الرئيسية في خطاب أوباما حول الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان

يلتقي فريق الأمن القومي لأدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الاربعاء بأعضاء الكونغرس لتهدئة مخاوف البعض من ان إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي سيوسع نطاق الحرب في أفغانستان. وقلص إرتفاع عدد القتلى بين الجنود الأميركيين والتكاليف العسكرية من تأييد الرأي العام الأميركي للحرب الافغانية المستمرة منذ ثمانية اعوام. كما قوبل قرار أوباما بزيادة القوات باحتجاجات من جانب زعماء في حزبه الديمقراطي يميلون نحو اليسار وذلك قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس العام القادم.

واشنطن، عواصم:أعلن الأميركي باراك أوباما انه سيرسل قوات أميركية اضافية قوامها 30 ألف جندي الى أفغانستان بحلول الصيف القادم للتعجيل بمحاربة طالبان وانه في الوقت نفسه يعتزم البدء باعادة بعض القوات للوطن في غضون 18 شهرا. وقال أوباما في كلمة القاها في وقت ذروة مشاهدة التلفزيون ان الهدف من هذه الزيادة هو مكافحة حركة طالبان وتأمين المراكز السكانية الرئيسية وتدريب قوات امن افغانية كافية حتى يمكنهم تولي مسؤوليات الامن في بلادهم.

أوباما مع طلبة ويست بوينت أشهر مدرسة حربية أميركية. أ ف ب

وفي مسعى لاقناع الأميركيين المتشككين حاول أوباما حشد روح الوحدة التي سادت بعد هجمات القاعدة في 11 من سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة وحذر من ان المتشددين يتامرون لشن هجمات جديدة. وقال أوباما "لو لم أكن أرى ان أمن الولايات المتحدة وسلامة الشعب الأميركي في خطر في أفغانستان لامرت في سعادة بعودة كل جندي من جنودنا الى الوطن غدا."

وقال أوباما في كلمته في الاكاديمية العسكرية الأميركية في وست بوينت بنيويورك "اني بصفتي القائد الاعلى للجيش قررت انه لاجل مصلحتنا الوطنية الحيوية أن أرسل قوات أميركية اضافية قوامها 30 الف جندي الى أفغانستان. وبعد 18 شهرا ستبدأ قواتنا في العودة للوطن." وبعد ان قال الرئيس الأميركي ان "الامن المشترك في العالم في خطر" أعلن رئيس حلف شمال الاطلسي انه يتوقع أن يقدم الحلفاء على الاقل 5000 جندي لأفغانستان وربما بضعة الاف اخرى بعد ان أعلن أوباما عن زيادة كبيرة في القوات الأميركية.

وقال اندرس فو راسموسن في بيان بعد كلمة أوباما "يشارك 43 بلدا على الارض تحت قيادة حلف الاطلسي واني على يقين ان حلفاء وشركاء اخرين سيقدمون أيضا زيادة كبيرة في مساهماتهم." واضاف الامين العام لحلف الاطلسي قوله في بيان على شاشات التلفزيون أذيع يوم الاربعاء "اني اتوقع 5000 جندى اخرين على الاقل من بلدان أخرى في تحالفنا وربما بضعة الاف خرين."

ومن الممكن ان يساهم تعهد أوباما باعادة القوات الأميركية الى الوطن بعد 18 شهرا شريطة ان تسمح بذلك الاحوال الامنية على الارض باحتواء التمرد داخل الحزب الديمقراطي. لكن الجدول الزمني لسحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول يوليو تموز من عام 2011 قوبل على الفور بادانة من جانب الجمهوريين. ورغم انتقادهم للمراجعة الطويلة التي قام بها أوباما للاستراتيجية الأميركية في أفغانستان والتي استغرقت ثلاثة اشهر أيدوا قراره النهائي بتعزيز القوات الموجودة في جبهة القتال وقوامها الان 68 ألف جندي أميركي.

وقال النائب هاوارد مكيون وهو أرفع نائب جمهوري في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي "كل الأميركيين يريدون ان يروا قواتنا وهي تغادر أفغانستان في أقرب وقت ممكن بعد ان تنهي مهمتها بنجاح. "لكننا نريد ان يستند نشر القوات الى الاوضاع والاحوال على الارض لا الى الساعة السياسية في واشنطن." ويرى الجمهوريون ان تحديد جدول زمني للانسحاب يجريء طالبان ويقوض التأييد لحكومتي أفغانستان وباكستان اللتين تدعمهما واشنطن.

كابول رحبت باستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان

وتعتزم لجان الكونغرس عقد جلسات استماع متواصلة يومي الاربعاء والخميس لمناقشة استراتيجية أوباما الجديدة للحرب في أفغانستان بعد ان قال انها ستتكلف نحو 30 مليار دولار في هذه السنة المالية. وكقائد أعلى للجيش من سلطة أوباما اتخاذ قرار ارسال الجنود الا ان الكونغرس الأميركي هو الذي يوافق على الاموال.

وسيتحدث أولا أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي الساعة التاسعة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1400 بتوقيت جرينتش) كل من وزير الدفاع روبرت جيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة ثم بعد ذلك يمثلون امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الساعة 1.30 بعد الظهر (1830 بتوقيت جرينتش).

كما سيدلي الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الأميركية وقوات حلف الاطلسي في أفغانستان الذي طلب بزيادة في القوات قوامها 40 الفا بشهادته امام الكونغرس الاسبوع القادم. وصرح جيف موريل المتحدث الصحفي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بأن جيتس سيتحدث "عن العلاقة الرمزية بين القاعدة وطالبان والحاجة الملحة الى قلب قوة الدفع التي يملكانها في أفغانستان وباكستان."

وقال موريل "سيناقش بصراحة الاخطاء التي ارتكبناها في هذه المنطقة خلال العقود القليلة الماضية وضرورة عدم تكرارها." وأدهش الجدول الزمني المعجل الذي كشف عنه أوباما في كلمته بعض مخططي البنتاجون الذين كانوا يتوقعون فترة من 12 الى 18 شهرا لنشر القوات من أجل تعزيز القوات الأميركية المنشورة فعلا في منطقة الحرب وقوامها 68 ألف جندي.

وقال مسؤولون عسكريون انه من المتوقع أن تبدأ التحركات الرئيسية للقوات الأميركية في يناير كانون الثاني وان كل الثلاثين ألف جندي سيكون قد تم نشرهم بنهاية أغسطس/ اب. والى جانب الولايات المتحدة يوجد لبلدان اعضاء في حلف الاطلسي نحو 42 الف جندي على الارض في أفغانستان. وقال أوباما في كلمته ان هذه القوات الأميركية ومفرزة اضافية متوقعة من قوات حلف الاطلسي "ستمكننا من التعجيل بتسليم المسؤولية الى القوات الافغانية وتمكننا من بدء نقل قواتنا خارج أفغانستان بحلول يوليو تموز عام 2011 ."

وبموجب هذا الاطار الزمني سيبدأ الجنود في العودة الى الوطن قبل المحاولة المتوقعة لاوباما لاعادة انتخابه في عام 2012. ومن المتوقع ان تكون طليعة الزيادة في القوات الأميركية هي النشر السريع لتسعة الاف من مشاة البحرية في بعض من أشد اجزاء البلاد خطورة وهي معاقل طالبان في جنوب أفغانستان ومنها قندهار وهلمند.

وأعرب أوباما عن ثقته في ان حلفاء الولايات المتحدة سيرسلون ايضا تعزيزات الى أفغانستان. وقال "اصدقاؤنا قاتلوا وجرحوا وماتوا الى جانبنا في أفغانستان. والان يجب ان نتحد معا لننهي هذه الحرب نهاية ناجحة." واضاف أوباما قوله "ما هو في خطر ليس مجرد اختبار مصداقية حلف شمال الاطلسي انما هو أمن حلفائنا والامن المشترك للعالم."

غوردون براون يدعو لدعم خطة أوباما في أفغانستان

من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اليوم الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الى دعم خطط رئيسها. وقال براون "انني أدعو كل حلفائنا للوقوف خلف استراتيجية الرئيس أوباما." وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أكد يوم الاثنين أن بلاده سترسل 500 جندي اضافي الى أفغانستان لمواجهة العنف المتصاعد وتدريب القوات الافغانية ليصل بهذا عدد القوات البريطانيين هناك الى 9500 جندي.

وقال براون "ستستمر بريطانيا في القيام بدورها الكامل في اقناع الدول الاخرى بعرض قوات للمشاركة في الحملة بأفغانستان." وأضاف أن الخطوة المهمة القادمة ستكون عقد مؤتمر في لندن بشأن أفغانستان يوم 28 يناير كانون الثاني تدعى اليه كل الدول المشاركة في المهمة التي يقوها حلف شمال الاطلسي وعددها 43 دولة. وقال ان المؤتمر سيتناول نقل بعض الاقاليم الى السيطرة الافغانية ودعم " التزامات الرئيس كرزاي بشأن الاصلاحات الافغانية لبناء قوات الجيش والشرطة الافغانية" وضمان تقديم مزيد من الدعم من الشركاء الدوليين.

فراتّيني: الانسحاب من أفغانستان قبل نهاية عام2013

من جهته، حدد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتّيني "نهاية عام 2013 تاريخا أخيرا لانسحاب قواتنا من أفغانستان" في معرض تعليقه على قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال ثلاثين ألف جندي إلى أفغانستان.

وفي تصريحات له على هامش ندوة الحوار الايطالية الروسية المنعقدة في روما اليوم الأربعاء، أكد الوزير فراتّيني "المساهمة الايطالية، وأن رئيس الحكومة ووزير الدفاع سيهتمان بإبلاغ برلماننا بالأمر"، مشيرا إلى أن "ايطاليا ستبحث تفاصيل العمليات مع حلفائها بما في ذلك الانتشار التدريجي"، والذي ينطوي على "خطة لسحب وحدات أخرى من قواتنا من البلقان ولبنان"، وأردف أن "زيادة عدد قواتنا لن يحدث في الأيام المقبلة، بل يتطلب الأمر سقفا زمنيا قد يمتد إلى أشهر".

وأشار رئيس الدبلوماسية الايطالية إلى أن "الوقت لم يحن بعد لتحديد عدد القوات التي سنرسلها إلى أفغانستان"، لكن "ايطاليا تشاطر الإستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، سواء من الناحية السياسية لها أم من حيث الانسحاب التدريجي من أفغانستان حال تمكنها من ضمان أمنها لوحدها، على ألا يتطلب حدوث هذا زمنا طويلا"، وختم بالإعراب عن أمله بأن "يتبع حلفاء ايطاليا مثالها" لافتا إلى "الرد الفرنسي الذي يشوبه الغموض، وطلب ألمانيا مهلة للتفكير، والالتزام الضئيل من جانب بريطانيا".

ورأى الإتحاد الأوروبي أن إعلان الرئيس أوباما زيادة عدد قوات بلاده في أفغانستان تحت راية حلف شمال الأطلسي، يأتي في الوقت الذي تجري فيه مراجعة دولية شاملة يجريها المجتمع الدولي لعمله في هذا البلد

وأكد المجلس الوزاري الأوروبي في بيان صدر عنه اليوم حول هذا الموضوع، استعداد الإتحاد للعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الشركاء الدوليين من أجل النهوض بالتحديات التي تفرضها المسألة الأفغانية

وشدد الإتحاد الأوروبي، كما جاء في نص البيان، على ضرورة العمل ضمن مقاربة مشتركة على المسارين العسكري والمدني والتنموي في البلاد، ما يسمح للحكومة الأفغانية بإدارتها والحصول على نتائج ملموسة على الأرض

وأوضح المجلس الوزاري الأوروبي أن دول التكتل الموحد تولي أهمية خاصة لمسألة إعادة بناء هياكل الدولة في أفغانستان، حيث "يجب بذل جهود منسقة مع الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة لتقديم العون للرئيس الأفغاني حامد كرازاي، ليتمكن من تنفيذ وعوده الانتخابية".

الى ذلك،رأى وزير الدفاع البلجيكي بيتر دو كيريم، أن بلاده لا تعارض خطة أوباما ولا ترى مانعاً في العمل على زيادة مساهمتها في قوة الناتو هناك.

باكستان تحث اوباما على التعاون الوثيق بشان الاستراتيجية الجديدة في افغانستان

هذا وحثت باكستان الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم الاربعاء على العمل بشكل وثيق مع اسلام اباد لضمان الا تؤدي استراتيجيته الجديدة في افغانستان وارسال ثلاثين الف جندي اضافي، الى الاضرار بباكستان.

واثار مسؤولون باكستانيون في السابق مخاوف من ان يدفع تدفق المزيد من الجنود على افغانستان، المتمردين الى التسلل عبر الحدود الباكستانية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية "نرحب بتجديد الرئيس اوباما التاكيد على ان الشراكة بين البلدين تبنى على اساس من المصالح والاحترام والثقة المشتركة".

واضاف البيان ان "باكستان تتطلع الى العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة على فهم التاثير التام للاستراتيجية الجديدة وضمان عدم وجود تاثيرات عكسية على باكستان".

وتابع البيان انه "يجب على باكستان والولايات المتحدة تنسيق جهودهما بشكل وثيق من اجل تحقيق الاهداف المشتركة. ومن المؤكد انه توجد ضرورة للوضوح والتنسيق في كافة مجالات تطبيق الاستراتيجية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف