أخبار

القراصنة خطر قاتل في خليج غينيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يفوق خطر القرصنة الذي يتعرض له خليج غينيا ما تتعرض له مثيلاته قبالة الصومال

لندن: تتعرض السفن المارة عبر خليج غينيا لخطر يفوق ما تتعرض له مثيلاتها قبالة سواحل الصومال لان قراصنة غرب افريقيا مستعدون لاستخدام القوة المميتة لنهب شحنات النفط كما أنهم لا يهتمون كثيرا باحتجاز أفراد طواقم السفن للحصول على فدية.

وعلى الرغم من أن عدد الهجمات التي تشنها العصابات الصومالية قبالة الساحل الشرقي لافريقيا أكبر ويتصدر العناوين فان مياه غرب افريقيا تتعرض لخطر جسيم أيضا لان دول المنطقة تطور المزيد من حقول النفط ولان مراقبة السلطات لها ضعيفة.

وقال بيتر هينشليف وهو مدير بحري في الغرفة الدولية للملاحة "مستوى العنف الذي يشهده خليج غينيا شديد وسقط عدد من القتلى وتعرض أفراد طواقم السفن لهجمات عنيفة." وأضاف هينشليف "لا توجد كلمات تعبر عن الوضع .. انه وضع غير مقبول على الاطلاق." وتمثل الغرفة الدولية للملاحة 75 في المئة من حركة الشحن في العالم.

ويمتد خليج غينيا من ليبيريا في الشمال الى أنجولا في الجنوب وتنتج دوله خمسة ملايين برميل نفط يوميا. وجذب الخليج العصابات المسلحة والقراصنة ومرتكبي الجريمة المنظمة. وهاجم قراصنة الاسبوع الماضي ناقلة نفط قبالة ساحل بنين وقتلوا بحارا أوكرانيا وسرقوا محتويات خزانة السفينة.

وبعكس قراصنة الصومال فان عصابات البحر في غرب افريقيا تهدف للاستيلاء على الشحنات بدلا من اتخاذ رهائن للحصول على فدية. وقال محللون ان قراصنة غرب افريقيا مدربون بشكل أفضل كثيرا ويمتلكون المزيد من الاسلحة وبامكانهم الاستيلاء على ناقلات نفط والابحار بها الى أحد الموانيء العديدة على طول الساحل التي لا تحظى بأمن كاف أو التي يمكن دفع رشى للمسؤولين عنها. ويمكن بيع النفط المسروق بعد ذلك في السوق المحلية.

وقال جيه. بيتر فام وهو مستشار أمني افريقي للحكومة الاميركية وحكومات أوروبية وشركات خاصة "الديناميكية في غرب افريقيا مختلفة. الهدف الحقيقي هو البضائع التجارية .. وخاصة النفط." وأضاف "لا يوجد منطق ملح وراء ابقاء طاقم السفينة على قيد الحياة لان هدفك بالفعل هو محتويات الناقلة."

وقال الاميرال مارك ستانهوب قائد الاسطول الملكي البريطاني الذي تنتشر سفن تابعة له قبالة سواحل الصومال ان القرصنة في غرب افريقيا "أمر لا يمكننا تجاهله." وقال لصحفيين في لندن الاسبوع الماضي "انه مبعث قلق."

وقال المكتب البحري الدولي ان خليج غينيا شهد 23 هجوما من نوفمبر تشرين الثاني 2008 حتى نوفمبر 2009 بينما شهدت نفس الفترة في العام السابق 39 هجوما في المنطقة كما مرت حوادث دون الابلاغ عنها لاسباب من بينها الخوف من الانتقام.

وقال سايروس مودي وهو مدير في المكتب البحري الدولي ان عدد الحوادث التي وقعت هو ضعف العدد المعروف في 2009 على الاقل ومعظمها حول نيجيريا. وأضاف "هناك حتما حوادث تقع دون أن نبلغ بها نحن أو الوكالات المحلية.الخطر جسيم مثلما هو الحال على طول الساحل الشرقي لافريقيا."

وقال فام وهو أستاذ أيضا في جامعة جيمس ماديسون بولاية فرجينيا ان بعض شركات النفط فضلت عدم الابلاغ عن الهجمات حتى لا تكشف عن امكانية تعرض سفنها لهجمات القراصنة. ودعا هينشليف الحكومة النيجيرية للسيطر على الامر "من ناحية الشاطئ." وقال الكولونيل محمد يريما وهو متحدث عسكري انه لا توجد قوات لنيجيريا في خليج غينيا في الوقت الحالي. وأضاف "تتخذ الحكومة القرار حول ارسال قوات ونطيع نحن هذه الاوامر. يملك الجيش النيجيري القدرة على الدفاع عن المياه الاقليمية للبلاد."

وكان وزير الدفاع الكاميروني رينيه زي ميكا قال في وقت سابق من العام الحالي ان بلاده ستطلق بالتعاون مع غينيا الاستوائية والجابون وساوتومي وبرنسيب عمليات بحرية مشتركة لمكافحة الجريمة على طول الساحل.

وقال مسؤول عسكري بارز في الكاميرون ان بلاده أرسلت كتيبة من الصفوة تلقت تدريبا في اسرائيل الى المنطقة البحرية التابعة لها في خليج غينيا. وأضاف لرويترز "بفضل هذه القاعدة تصدينا بسرعة لهجوم قبالة ساحل شبه جزيرة باكاسي في الاونة الاخيرة دون أن تلحق بنا أي خسائر."

ويقول محللون ان دولا في المنطقة مثل غانا تطور حقول النفط فيها لذا ستتفاقم المشكلة بالنظر الى ضعف التعاون بين الدول والطبيعة الجغرافية المتعرجة للمرات المائية. وقال هينشليف "تعتبر القرصنة في الصومال نموذج عمل ناجحا لذا أعتقد أننا سنرى انتشارا لهذا النوع من الهجمات في مناطق لا تفرض فيها الحكومات الوطنية ما يكفي من القانون والنظام."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف