عشائر العراق تستعيد نفوذها في ظل تداعيات الحرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تلعب العشائر حاليا دورا بارزا في العملية السياسية في العراق، وبدأت تستعيد دورها بشكل كبير في ظل تداعيات الحرب الاميركية على العراق.
بغداد: اظهرت تداعيات الحرب الأميركية على العراق كالانتخابات والتحديات الامنية استعادة العشائر لنفوذها مجددا اثر مرحلة ضمور بدأت في ظل العثمانيين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر واستمرت حتى تسعينيات القرن الماضي.
وتلعب العشائر حاليا دورا بارزا في العملية السياسية بحيث تلجا اليها غالبية القوى والاحزاب لنيل تاييدها في الانتخابات التشريعية المقبلة.
تسكن العراق حوالى 150 قبيلة تتوزع على نحو الفي عشيرة لكل منها شيخها لكنها تختلف من حيث الحجم والنفوذ والتاثير والانتشار الجغرافي.
وتضم اكبر القبائل اكثر من مليون نسمة فيما لا يتجاوز عدد افراد اصغرها الالاف.
وينتمي حوالى 75% من السكان البالغ عددهم 32 مليون نسمة الى القبائل. وكان النظام السابق يعترف بشكل رسمي بما مجموعه 7380 من شيوخ العشائر والقبائل.
كانت القبائل تعيش سابقا من تربية الماشية والتجارة والغزوات وضرائب تفرضها في مناطقها.
وعدد من القبائل الكبيرة العدد موزعة على سوريا والاردن والسعودية وبعض دول الخليج.
كما ان بعضها يضم سنة وشيعة مثل شمر وتميم والعبيد والجبور والدليم.
وتنقسم القبيلة على الشكل التالي: الوحدة الاصغر هي "البيت" ثم "الفخذ" ومن بعده "الحمولة" ثم العشيرة التي قد تصل اعدادها الى عشرين تشكل معا القبيلة.
وابرز قبائل العراق شمر وربيعة والجبور والدليم والخزاعل وتميم والزبيد والعبيد والسواعد والبو محمد وبني لام والسعدون.
وقد شكلت عشائر البدو الرحل غالبية سكان العراق ابان الاحتلال العثماني. ولعبت القبائل التي تمتعت باستقلالية دورا سياسيا اساسيا في ظل غياب السلطة المركزية القوية.
لكن السلطنة العثمانية بدات في اواسط القرن التاسع عشر فرض المزيد من سلطاتها على القبائل عبر التحضر (السكن بدلا من الترحال) والاصلاح الزراعي ما اسفر عن اضعاف سلطة الشيوخ والتفكك الطويل المدى للنظام العشائري التقليدي.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، قرر البريطانيون جمع الولايات العثمانية الثلاث بغداد والبصرة والموصل لتشكيل العراق.
وقد اعادت بريطانيا جزءا من السلطات لشيوخ العشائر لكنها احتفظت بصلاحيات اخرى مثل السيطرة على الاراضي ومصادر المياه والقضاء وحفظ النظام.
وبعد الاستقلال، بدا دور القبائل يتآكل تحت الحكم الملكي ثم الجمهوري. وبعد وصول البعث الى السلطة، تراجع دور القبائل كثيرا الى درجة حظر استخدام اسمائها.
ومع الدخول في عملية التحديث، اصاب الوهن والضعف التركيبة العشائرية لكن الرئيس السابق صدام حسين اعاد اليها بعض الاعتبار ابان التسعينيات نظرا للحاجة الى فرض النظام والامن بعد الحظر الدولي.