أكاديمي فرنسي: استفتاء سويسرا حول المآذن حملة ضد الثقافات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تورينو: قال الأكاديمي الفرنسي وأحد اهم المختصين الغربيين في الشؤون الإسلامية أوليفر روي إن "الحملة ضد المآذن لم تكن ضد الدين الاسلامي لأن المساجد غير ممنوعة"، بل إنها أساسا "حملة ضد المهاجرين والثقافات الأجنبية"، فـ"بالنسبة لأولئك الذين صوتوا ضد المآذن، الدين والثقافة سواء"، وذلك في معرض تعليقه على نتيجة الاستفتاء الذي جرى في سويسرا الأحد الماضي تمخض عن فوز الداعين لحظر بناء المآذن في البلاد.
وأضاف الأكاديمي الفرنسي أن "المشكلة هي التأثير الديني على الجو العام"، وأردف "مثال آخر هي قضية الصليب، فالموضوع الذي أثارته الحكومة الايطالية ضد محكمة ستراسبورغ كان الزعم بأن الأمر يتعلق بقضية ثقافية"، لكن "هذا الموقف لا يمكن أن يلقى دعما من قبل الكنيسة الكاثوليكية والتي تعتبر الصليب رمزا دينيا". وتابع "العلمانيون والمسيحيون يعتبرون الثقافة والدين وجهين لعملة واحدة، ولهذا لا يعترض اليسار على المهاجرين، لكنه يرغب بأن يتخلى المسلمون عن دينهم للتمكن من الاندماج"، لذا "فاليسار يرغب بأن تبقى كل الأديان في نطاق الخصوصية"، وهذا هو "العامل المشترك في قضيتي المآذن والصليب".
وتطرق روي إلى موضوع الاسلاموفوبيا قائلا إنها "تقوم على نوعين من الميول، والأول هو الهوية المسيحية لأوروبا، وتكمن الفكرة في أن لأوروبا جذورا مسيحية لكن لا يجب أن ترتبط بالإيمان"، أما الثاني حسب تقديره فهو "ميل اليسار العلماني الذي يعارض الاسلام ليس لأنه دين المهاجرين بل مجرد لأنه دين"، وخلص الى القول "حتى الآن اقتصر الجدل في أوروبا على هذين التوجهين"، لكن "التداخل بينهما يجازف بأن يجعل من الاسلاموفوبيا حركة" على المستوى الأوروبي .
يذكر أن الفاتيكان أعرب عن "القلق" في أول رد فعل على الاستفتاء في سويسرا، وقال رئيس المجلس البابوي للمهاجرين المونسنيور انتونيو ماريا فيليو، أنه متفق مع "الخط الذي تبناه الأساقفة السويسريون" الذين أعربوا بدورهم عن" القلق العميق" لما وصفوه بأنه" ضربة قاسية للحرية الدينية وللاندماج بشكل عام". وأكد المونسنيور فيليو مجدداً "نحن المسيحيون لا يمكن أن نقبل منطق الاستبعاد، إذا كان أحد يريد أن يكون كاثوليكيا فيجب أن يكون منفتحاً على الآخرين".