أخبار

السفياني يستغرب عدم إعتقال تسيبي ليفني في المغرب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين والعراق

خلفت زيارة تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة ورئيسة حزب "كاديما"، إلى المغرب، حيث شاركت في منتدى "ميدايز" الذي نظمه معهد "أماديوس"، أخيرا في مدينة طنجة ردود فعل مؤيدة وأخرى معارضة. وفي حوار مع إيلاف أكد منسق مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين والعراق أن المغرب ملتزم باتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على إعتقال ومحاكمة كل الذين يرتكبون جرائم.

الدار البيضاء: طالبت هيئات مدنية وسياسية باعتقال وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة ورئيسة حزب "كاديما" تسيبي ليفني بمجرد دخولها إلى المغرب، فيما نفذ عشرات الأشخاص، بينهم إسلاميون، تظاهرة بالمدينة احتجاجا على وجود وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة في المنتدى الدولي.

وقال خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين والعراق، "هل نفذ العلماء في العالم، ولم تبقى إلا تسيبي ليفني، لكي تعلمنا". وحول مسار الدعوى ضد إبراهيم الفاسي الفهري، نجل وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، على خلفية استدعائه تسيبي ليفني، بصفته رئيسا لمعهد "أماديوس"، أكد خالد السفياني، في حوار مع "إيلاف"، "حتى الآن ما زلنا ندرس الموضوع من الناحية القانونية، وطبعا لن نتوقف".

وأشار منسق مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين والعراق إلى أن المملكة تلزمها اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص في الفصل 146 على أن الدول الموقعة تتعهد باعتقال ومحاكمة، ومتابعة، وإدانة كل الذين يرتكبون جرائم تدخل في صلب هذه الاتفاقية.

*أين وصلت تحركاتكم ضد الزيارة الأخيرة التي قامت بها تسيبي ليفني إلى المغرب؟

نحن نتابع الموضوع أمام القضاء، والتطبيع مع الكيان الصهيوني بصفة عامة، وما زلنا ندرس كل الإمكانيات حتى في مواجهة الذين يهينون الشعب المغربي، بدعوة واستقبال هؤلاء مجرمي الحرب.

*هل فعلا تعتزمون مقاضاة نجل وزير الخارجية المغربي، على خلفية استدعائه، بصفته رئيسا لمعهد "أماديوس"، تسيبي ليفني؟

حتى الآن ما زلنا نتدارس الموضوع من الناحية القانونية. وطبعا لن نتوقف، سواء في مواجهته أو مواجهة كل المطبعين.

*ما رأيكم في من يقول بأن هذه الزيارة ذات طابع علمي، ولا علاقة لها بالسياسة، وبالتالي ما قمتم به ليس سوى مجرد مزايدات؟

مزايدات على من؟ ومن أجل ماذا؟. ليفني لا تستطيع أن تزور العديد من العواصم الأوروبية خوفا من الاعتقال. بصفتها الشخصية، التي لا تنفصل على صفتها كإحدى القياديين الثلاث، الذين قرروا تدمير غزة، وضربها بالفوسفور الأبيض، وبكل أنواع أسلحة الدمار الشامل.

تظاهرة في المغرب ضد زيارة ليفني

وعلى هذا الأساس فهي لا تستطيع أن تزور العديد من الدول الأوروبية خوفا من الاعتقال، في المقابل يأتون بها إلى المغرب في تحد سافر، ومن دون أي مبرر على الإطلاق. ومن يقول بأن الزيارة ذات طابع علمي. ماذا تعرف في العلم، حتى تكون الزيارة ذات هذا الطابع. وهل نفذ العلماء في العالم؟ هذه مبررات لم تعد تنطلي على أحد. فالجميع أصبح يعي جيدا أن هناك من يعمل في المغرب على خدمة المشروع الصهيوني، وأن الغاية الأساسية هي فك الخناق على القيادات الصهيونية عندما يشتد الخناق عليها بسبب جرائمها والموقف الدولي منها.

فعندما يصبح البعض من القيادات الصهيونية غير قادر على التحرك بحرية حتى في دول الغرب، يعمل على استضافته في المغرب من أجل فك هذا الحصار والطوق. لأن هذا هو النشاط الثاني لمعهد "أماديوس"، الذي نظم منتدى "أيام الشرق الاوسط" الدولي لعام 2009 في طنجة، الذي حضرته تسيبي ليفني، إذ أن المنتدى الأول استدعى خلاله عمير بيرتس، بعد أن اشتد عليه الخناق بسبب العدوان على لبنان.

ولقد نشر في العديد من وسائل الإعلام أن هذا المنتدى كان سينظم في إشبيلية، وأن الحكومة الإسبانية أكدت أنها لا تستطيع ضمان عدم اعتقال الصهاينة الذين سيحضرون في هذا المنتدى، إذا كانوا ارتكبوا جرائم، ما دفع إلى تنظيمه في المغرب. تصوروا كيف أن بلدا أوروبيا يرفض استقبال ليفني، ولا يضمن ما إذا كان القضاء يمكن أن يعتقلها من أجل جرائمها، ونحن نستقبلها بالأحضان. لا أعرف ما معنى أن يقول البعض بأن هذه مزايدة. مزايدة على من؟ ومن أجل ماذا؟. فالمزايدة تكون عندما لا يكون الفعل الجرمي مشهودا.

ولذلك هناك الآن معركة مفتوحة بين عملاء الموساد والمخابرات الأميركية، وبين أحرار هذا الوطن، الذين يرفضون رفضا مطلقا مثل هذه الإهانات. والشعب المغربي عبر بملايين المواطنين والمواطنات، من مختلف الأعمار والأجناس، في مناسبات متعددة، بأنه فلسطيني في العمق، وأن القدس جزء منه وهو جزء منها، وأن أي تطبيع هو خيانة وطنية، وقومية، ودينية، وإنسانية. هذا تعبير الشعب المغربي بمكوناته كافة. فمن يتزايد على من؟.

*ألا ترون بأن النداءات التي تطلقونها لا علاقة لها بالواقع، ومنها المطالبة باعتقال وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة في المغرب؟

لماذا لا يمكن أن يعتقل تسيبي ليفني؟. لننسى ما كنا نراه خلال أسابيع العدوان على غزة، لنترك كل هذا جانب. ونذهب إلى التقارير التي أنجزت، ومنها إنجاز أول مرة تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة يؤكد أنها مجرمة حرب ويجب أن تحاكم، وأن تعتقل. وهناك أكثر من سبب لاعتقالها في المغرب، هل هو بلد مستباح يمكن أن يدخله المجرمون، ولا يستطيع أن يحرك ساكنا. لماذا لا تعتقل إذا كانت جرائمها ثابتة بمقتضى تقارير دولية.

والمملكة تلزمها اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص في الفصل 146 على أن الدول الموقعة تتعهد باعتقال ومحاكمة، ومتابعة، وإدانة كل الذين يرتكبون جرائم تدخل في صلب هذه الاتفاقية. وتقرير غولدستون، الذي صادق المغرب على تبنيه من طرف هيئة الأمم المتحدة، يحيل على اتفاقية جنيف الرابعة، ويعتبر أن هؤلاء ارتكبوا جرائم منصوص عليها في الاتفاقية المذكورة. إذن، أصبح كل بلد موقع على اتفاقية جنيف الرابعة ملزم باعتقال هؤلاء ويحاكمهم أمام قضائه. والمغرب عندما صوت لفائدة تبني تقرير غولدستون، فإنه أصبح ملزما بمقتضيات هذه الاتفاقية.

*ما هي أوجه المساندة التي تقدمونها للشعبين الفلسطيني والعراقي؟

نقدم ما نستطيع. يعني كل ما في وسعنا نقدمه، سواء داخل الوطن أو خارجه. فنحن لا ندعي الكمال، ولا يمكن أن ندعي بأننا راضين عن ما نقوم به. لأننا نعتبر أن التضحيات أبنائنا في فلسطين ولبنان والعراق، لا يمكن أن نقارنها بالقليل القليل الذي نقوم به من أجلهم، علما بأن أبنائنا في فلسطين والعراق يدافعون عنا أيضا ويموتون من أجلنا. لأن مشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد أو ما أسمته كوندليزا رايس بالفوضى الخلاقة يستهدفنا كذلك.

نحن بدأنا نرى بوادر في المغرب وعلى المسؤولين أن ينتبهوا إلى ذلك. ففي المملكة لم يكن عندنا شيء اسمه الصراع العقدي، أو شيء اسمه مغربي درجة أولى وثانية، وشيء اسمه عربي، وأمازيغي، وسوسي، وريفي. كانوا المغاربة جسد واحد ووطن واحد. لكن الآن، وبدعم من المخابرات الإسرائيلية والأميركية، هناك دفع من أجل العمل على توليد هذا المنطق في أفق خلق صراع داخلي أيضا في المغرب.

الخطر يتهددنا أيضا، وأبنائنا في فسلطين والعراق يناضلون. لذلك ما نقوم به لا يمكن أن يرضينا. لكننا نعتقد أننا نقوم فيما بوسعنا، وما في إمكاننا، سواء على المستوى الوطني، أو العربي، أو الإسلامي، أو الدولي.

والجميع يشهد بأن المغاربة يقدمون الكثير، وبأنهم في طليعة المناضلين من أجل قضايا الأمة، رغم البعد الجغرافي عن فلسطين والعراق. لكن الجميع يعرف بان الشعب المغربي انتفض الانتفاضة الكبرى أكبر من أي قطر آخر من أجل فلسطين والعراق ولبنان. وما زال يعطي، سواء على مستوى التعبير، أو الدعم المادي، أو على جميع المستويات. إلا أن كل ذلك لا يمكن أن يكون سوى جزء يسير مما يجب أن يقدم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف