مرحلة جديدة من التعاون بين الحلف الاطلسي وروسيا

تدشن روسيا ودول حلف شمال الاطلسي الجمعة خلال اول اجتماع وزاري رسمي للجانبين منذ الخلاف الذي نجم عن الازمة الجورجية صيف 2008، مرحلة جديدة من التعاون بمعزل عن خلافاتهما.

بروكسل: بهدف اطلاق ما سماه دبلوماسي من الحلف الاطلسي "بداية جديدة"، سيقر الحلف وروسيا ثلاث وثائق. الوثيقة الاولى تتصل باصلاح البنى داخل مجلس الحلف الاطلسي وموسكو والذي يعتبر الجانبان انه امر لا بد منه منذ الاخفاق الذي احدثته الحرب الروسية الجورجية الخاطفة. فقرار تعليق العلاقات او ابقائها في ادنى مستوى الذي اتخذته دول الحلف الاطلسي ردا على دخول القوات الروسية الاراضي الجورجية، اظهر في شكل واضح الدور المحدود لمجلس الحلف وروسيا، وهو هيئة حوار بين الجانبين ولدت بعد نهاية الحرب الباردة.

ولم يكف الدبلوماسيون الروس خصوصا عن انتقاد ضعف هذا المجلس بعدما استعادت العلاقات وتيرتها الطبيعية في شكل تدريجي مع نهاية 2008، وتحديدا في لقاء خاص عقد في بروكسل بين الامين العام للحلف الاطلسي والسفير الروسي لدى الحلف. وقال دبلوماسي في الحلف ان "اصلاح المجلس سيجعل بنيته اكثر تكيفا" وسيتيح له "الخوض في مجالات تعاون جديدة". واضاف "رغم ان هذا الامر لا يعالج طبعا كل خلافاتنا القديمة" مع موسكو حول قضايا مثل توسيع الحلف الاطلسي، "فان هذا الامر سيسمح بتعزيز مجلس الحلف وروسيا وبجعله اداة اكثر فاعلية".

كذلك، سيصادق الشركاء ال29 على برنامج عمل للعام 2010، علما انه لم يتم وضع اي برنامج للعام 2009 بسبب الازمة الجورجية. وسيشمل البرنامج مسائل مثل الارهاب وتهريب المخدرات وافغانستان. واملا باحتواء اي توتر محتمل مستقبلا، سينصرف الحلف الاطلسي وروسيا الى القيام ب"تحليل مشترك للتهديدات والتحديات" التي تواجهها موسكو والدول الغربية.

واوضح دبلوماسي ان "الوزراء سيكلفون الجمعة خبراءهم ان يرفعوا لهم تقريرا في هذا الصدد في غضون عام، اي في كانون الاول/ديسمبر 2010". لكن "الروس لم يحصلوا على المجموعة المحددة التي ارادوها حول افغانستان بل (على) مجموعة فرعية تتبع لمجموعة عمل اكبر في شان التعاون العسكري والعملاني"، وفق المصدر نفسه.

وعن المطلب الروسي الاخر المتمثل في امكان بحث القضايا الامنية من فانكوفر الى فلاديفوستوك في اطار مجلس الحلف وروسيا، قال الدبلوماسي "طبعا، يمكننا ان نتناقش في هذا الاطار". لكنه اوضح ان وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي سيقولون في بيانهم ان "الحلف يستطيع التفاوض حول الامن الاوروبي في اطار مجلس الحلف الاطلسي وروسيا، ولكن في ما يختص باقتراحات (الرئيس الروسي ديمتري) مدفيديف، فانها تندرج في مناقشات منظمة الامن والتعاون في اوروبا".

وحجة الغربيين في هذا الصدد بسيطة: فالدول العديدة الاعضاء في منظمة الامن والتعاون والتي لا تشغل عضوية الحلف الاطلسي لا يمكن استبعادها من مباحثات تعنيها. وتقدمت روسيا هذا الاسبوع الى اجتماع وزاري لمنظمة الامن والتعاون في اثينا بمشروع معاهدة حول الامن الاوروبي، كان مدفيديف تحدث عنها للمرة الاولى في حزيران/يونيو 2008. واعتبر دبلوماسي اخر في الحلف الاطلسي ان "هذا النص الذي يقع في ثماني صفحات لا يشكل قاعدة مقبولة للتشاور"، لافتا الى انه "يعكس وجهة نظر من حقبة الحرب الباردة