أخبار

معاهدة لشبونة بين تفاؤل القيادات وحذر الاعلاميين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


ينشغل الاتحاد الاوروبي حاليا في تطبيق معاهدة لشبونة بعد ان دخلت حيز التنفيذ في الاول من الشهر الجاري الا ان هناك جدلا قائما في الاوساط الاوروبية حول ما اذا كانت المعاهدة ستحدث تغييرا حقيقيا.

بروكسل: ان المبدأ الجديد الذي تقوم عليه معاهدة لشبونة والتي هي عبارة عن مجموعة من القوانين تهدف لتطوير الاتحاد الاوروبي هو وضع البنية الجديدة للسياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي تزامنا مع تحديد رئاسة دائمة للمجلس الاوروبي ووزير الشؤون الخارجية. وفي السياق ذاته بدأ العمل في اطلاق (خدمة التحرك الاوروبي الخارجي) وهي عبارة عن خدمة خارجية يقدمها الاتحاد الاوروبي وتهدف لتعزيز مكانته في القضايا الدولية حيث عبر قادة الاتحاد الاوروبي عن تفاؤلهم في ان معاهدة لشبونة ستعطي أوروبا القوة والتأكيد على دورها في المجتمع الدولي.

وقال رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بيوزيك ان المرحلة الجديدة ستبدأ بثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في ان "تصبح سياستنا الاقتصادية اكثر كفاءة وتلعب اوروبا دورا اكثر حيوية واهمية في العالم واخيرا ان تكون أوروبا قيادية في قضايا الحقوق المدنية وسياسة المساواة". وفي ظل تفاؤل القيادات الاوروبية تتخذ وسائل الاعلام والمحللون الاوروبيون موقفا اكثر حذرا من الافاق المستقبلية لتعزيز السياسات الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي.

وفي هذا الشأن اكد المحلل السياسي في مركز دراسات السياسة الاوروبية مايكل اميرسون ان "التطورات في محتوى السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ستتخذ دافعا جديدا الا ان الطبيعة السياسية لهذا التطور ستبقى مجهولة". واضاف انه "نظريا فان الاتحاد الاوروبي يهدف ليصبح محركا في السياسات الخارجية وفقا للقيم ويسعى لتأكيد آليات القوانين الدولية والتعددية والسياسات الخارجية المبنية على القاعدة" مستدركا ان "السياق السياسي هو عبارة عن عالم تداخلت فيه قوى رئيسية جديدة تملك افكارا وايدولوجيات سياسية مختلفة ومتنوعة".

وتأتي بعض الانتقادات حول اختيار شخصيات "غير معروفة" لتولي مناصب قيادية في الاتحاد الاوروبي معتبرة انها "تعكس عدم رغبة الاتحاد الاوروبي في ان يكون قوة دولية" في اشارة الى رئيس الاتحاد الاوروبي الجديد هيرمان فان رومبوي ووزيرة الشؤون الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون. وعلق الخبير السياسي البولندي الكسندر سمولار على ذلك قائلا ان "اوروبا تطمح لأن تكون قارة مزدهرة ومستقرة ومحلية الا انها انقلبت على نفسها من خلال اهتمامها الضعيف في القضايا الدولية الاخرى".

من جهته اقترح كاتب المقالات في صحيفة (فاينينشال تايمز) البريطانية وولفغانغ مانشاو انه "يتعين على الاتحاد الاوروبي البدء في ترتيب صفوفه الداخلية وتحقيق اجماع في الرأي حول مختلف القضايا". واوضح ان "الاتحاد الاوروبي اثبت دائما عدم قدرته على توحيد الصفوف والخروج بموقف محدد سواء كان في الملف الروسي او قضايا الطاقة او العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة ناهيك عن التوصل الى اتفاقيات حول علاقته السياسية مع الصين او الشرق الاوسط".

وتابع قائلا انه "مع دخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ سيتمكن الاتحاد الاوروبي ويتوجب عليه ان يأخذ المشاكل والتحديات الرئيسية مثل ملف الطاقة والعلاقات الدولية والمشاكل البيئية ونشر الديمقراطية في العالم الى ابعد الحدود". وفي السياق ذاته اشارت صحيفة (ال بايس) الاسبانية الى ان "هناك نموذجا اوروبيا جديدا اليوم مع وجود معاهدة لشبونة والتي تعد خطوة نحو التقدم في جدول الأعمال الاتحادي الأوروبي بعد ثماني سنوات من الشد والجذب".

وشددت الصحيفة الاسبانية على انه "رغم عيوب المعاهدة الا ان النموذج الاوروبي اصبح مثالا عالميا تحتذي به افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية والتي تسعى لمحاكاة تكامل النمط الاوروبي". وقال رئيس البرلمان الاوروبي ان "الاتحاد الاوروبي على وشك ان يدخل في مرحلة جديدة ستعطي أوروبا في النهاية امكانيات جديدة كليا لتشكيل مستقبلها السياسي". ولكن الزمن وحده سيقرر ما اذا كانت معاهدة لشبونة ستنجح وتحقق الاهداف المرجوة منها فالتحديات التي يواجهها الاتحاد الاوروبي متشعبة وهي بالتالي تتطلب عملا جادا وحيوية وارادة جيدة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف