بيشاور محور المعركة مع المتشددين في باكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيشاور:يمضي الوزير الباكستاني أمير حيدر خان هوتي أغلب وقته في تسليم مظاريف تحتوي على شيكات بنكية. وبعض المصابين الذين ما زالوا يعانون من جروح بسبب شظايا متطايرة يأتون للحصول عليها.
البعض الآخر كان يجهش بالبكاء ويحتضنه بعد تلاوة أسماء أبنائهم القتلى بينما كان ينتظر عشرات آخرون دورهم.
وأصبح من المعتاد في بيشاور أن يحصل المتضررون من التفجيرات على تعويض من السلطات. وبيشاور هي أكثر المدن تضررا في الحملة التي يشنها المتشددون على الحكومة.
وقال هوتي وزير شؤون الاقليم الحدودي الشمالي الغربي لرويترز "نواجه أوج التمرد. من الطبيعي أن أخصص معظم الوقت لمثل تلك الأنشطة... اذا خسرنا الحرب لا سمح الله فان هذا البلد سينهار."
وتمثل بيشاور والمناطق المحيطة بها قرب الحدود مع أفغانستان محور المعركة مع المتشددين الذين تسببوا في الآونة الأخيرة في رفع حالة التأهب الأمني عندما نفذوا تفجيرا انتحاريا وهجوما بالأسلحة النارية قرب مقار عسكرية باكستانية على بعد 30 دقيقة من العاصمة.
وربما يعني العجز عن احتواء العنف في بيشاور المزيد من العمليات المماثلة لان هذا سيسهل على المتشددين الوصول الى المدن الكبرى والمناطق الاستراتيجية مما سيؤدي لشيوع الفوضى والخوف في البلاد.
وتدرك السلطات هذا الأمر جيدا فيما يبدو ويتضح ذلك من حالة الحصار الأمني المفروضة على بيشاور. ويفتش أفراد من الجيش والشرطة السيارات بحثا عن أسلحة وقنابل في نقاط التفتيش. ويوجد وراءهم جنود يحملون بنادق الية يترقبون ظهور أي انتحاري.
ووضعت أجولة رمال أمام مصالح حيوية. وتم تلقين التلاميذ تدريبات معينة يتعين اتباعها في حالة وقوع تفجير.
لكن أحكام الاجراءات الأمنية ربما يحقق نجاحا على المدى القصير فقط في بيشاور وهي مدينة فقيرة على بعد 170 كيلومترا الى الشمال الغربي من اسلام أباد والتي كانت تأوي يوما زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وعادة ما يستغل المتشددون الفقر والبطالة ويحرضون شبانا يسهل التأثير عليهم للقيام بعمليات. وتمثل قدرة الدولة على اكتساب ثقة هؤلاء الشبان نصف المعركة.
وقال هوتي "الأمر لا يتعلق بالعمليات العسكرية فحسب. فلابد أن تعقب العمليات العسكرية مساعدات وإعادة إعمار وإصلاح."
ومضى يقول "نريد ملء الفراغ الذي تمكنت تلك العناصر ( المتشددة) من شغله. مسائل ادارية ومسائل سياسية. القطاع الاجتماعي. الفقر. أي شيء يخطر ببالك. انه نظام الحكم الرشيد."
وعزز طالبان باكستانيان في منطقة تجارية هذا الرأي. وقالا ان مقاتلي طالبان دفعوا مبالغ "لا بأس بها" في قريتهما لشبان آخرين للانضمام الى صفوفها وحمل السلاح. وفي البداية كانت بيشاور مدينة واعدة الى أن وقعت التفجيرات التي أسفرت عن سقوط المزيد والمزيد من القتلى حتى أن العدد بلغ المئات منذ أكتوبر تشرين الاول.
وهما يمضيان وقتهما من خلال التوجه الى متجر يبيع بنادق صيد ويتجاذبان أطراف الحديث مع صاحبه. وأدى الاثر الاقتصادي للعنف الى خفض مبيعاته لتصل الى بندقية واحدة فقط في الشهر.
وقال أزهر فاروق وهو أحد الطالبين "أخشى أن أموت."
وخلال الثمانينات أصبحت بيشاور مرتعا للجواسيس والمتشددين عندما مولت الولايات المتحدة والسعودية سرا حرب عصابات لاخراج القوات السوفيتية من أفغانستان. كما دعمت باكستان هذه الجهود. وهذا الموقف يمثل مفارقة مريرة.
في هذه الايام يجلس لياقت علي خان قائد شرطة بيشاور في مكتبه وهو يشرح كيف أن طالبان والقاعدة والعناصر الاجرامية تنسق العمليات فيما بينها في شبكة غامضة تحاول ارهاب المدينة.
وخان شخصية تثق في قدراتها ويقول انه ليس لديه شك في أن الشرطة ستكون الطرف المنتصر وربما خلال أشهر محدودة. لكن وصفه لموارد قوة الشرطة والاساليب التي يتبعها العدو يبرز حجم المهمة.
تحتاج قوة الشرطة الى أجهزة متقدمة للغاية للكشف عن القنابل والاسلحة. وهي تمتلك عددا محدودا فقط لتحسين أمن مدينة يسكنها 1.5 مليون نسمة.
ومضى خان يقول ان المتشددين من ناحية أخرى يقومون بغسيل مخ لفتيان أعمارهم لا تزيد عن 14 عاما أو يهددون بتفجير منازلهم وأسرهم لاجبارهم على تنفيذ العمليات الانتحارية.
وبالنسبة للوقت الراهن عليه أن يعتمد على ضباط شرطة مثل خايستا خان الذي كانت صورته معلقة على جدار خارج مكتب قائد الشرطة. قتل هذا الضابط يوم السبت بعد أن هاجم انتحاريا أمام محكمة في بيشاور قتل تسعة أشخاص. وربما يكون هذا التصرف قد ساعد في منع جعل عدد الضحايا أكثر من ذلك بكثير.
وقال خان لرويترز "انتحاري يأتي وشرطي يتوجه اليه ويحتضنه فيتلقى أثر التفجير بنفسه ويحمي المواطنين. أعتقد أن هذا يحتاج الى وجود حافز وإخلاص تجاه الواجب وشجاعة. لا يمكن توفر تلك الصفات الا في شرطة بيشاور."