أخبار

عاصفة انقسامات تضرب المحافظين وتضع نجاد في ورطة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في تقرير لها تحت عنوان "صدع يشق صفوف المحافظين في ايران"، تكشف اليوم مجلة فورين بوليسي الأميركية النقاب عن أن سلسلة من الانشقاقات السياسية وقعت أخيرا ً في تيار المحافظين الإيراني بالتزامن مع استطلاع حديث للرأي، تبين من خلالهما أن الرئيس أحمدي نجاد بدأ يفقد الدعم بين المحافظين الذين كانوا يشكلون سنده يوماً ما. وتمضي المجلة لتؤكد في هذا السياق على أن الدائرة المحيطة بنجاد بدأت تتصلب وتتقلص. بل والأكثر من ذلك - طبقا ً للمجلة - هو أن حلفائه السابقين بدؤوا ينقلبون عليه.

تكشف المجلة النقاب عن أن النظام الإيراني يبدو عازما ً الآن على انتهاج سياسة دكتاتورية في الداخل وعزلة في الخارج، أيا ً كان الثمن. وتشير المجلة في ذات السياق إلى أن رفض ايران للمفاوضات الغربية الخاصة بالتفاوض على اتفاق حول برنامجها النووي والاهانة المضافة لخططها المعلن عنها أخيرا ً بخصوص توسيع نطاق برنامجها لتخصيب اليورانيوم بمقدار عشرة أضعاف، كلها كانت دلائل واضحة على أن القادة المحافظين الأكثر هدوءا ً في طهران وقم فقدوا حظوتهم لصالح متشددي أحمدي نجاد. فعلى سبيل المثال، بدأ يتنامى شعور على نحو متزايد لدى كثير من المتدينين الإيرانيين وبعض رجال الدين المحافظين بأن النظام الثيوقراطي أصبح غير إسلامي.

وتلفت المجلة هنا إلى أن المظاهرات التي نشبت في السابع من شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري في عدد من المدن الإيرانية لم تشتمل فقط على طلاب غربيين وإنما على إيرانيين محافظين أيضاً. وفي حين حاولت الجمهورية الإسلامية أن تحبط تلك التجمعات بفرضها قيود على الإنترنت وسعيها لتحجيم الوصول إليه، إلا أن ذلك لم يمنع الإيرانيين من التظاهر في الشوارع. وهو ما رأت المجلة أنه من بين الأدلة التي تبين أن الإيرانيين المحافظين أضحوا معارضين بصورة متزايدة للدولة، حتى وإن لم يكن عادة ً ما يأتي ردهم من خلال المشاركة في أعمال الفوضى الاجتماعية.

إلى هنا، تلفت المجلة إلى استطلاع الرأي الذي أجرى مؤخرا ً في إيران، وأظهر أن المحافظات التي سبق وأن أعلنت عن تأييدها الواسع لنجاد، قد بدأ يعبر سكانها الآن عن تمنياتهم لو أنهم لم يمنحوا أصواتهم له. وتنوه المجلة إلى أن هذا الاستطلاع أجرى على ما يزيد عن 11 ألف شخص من 11 قرية ريفية صغيرة في محافظتي فارس وأصفهان، خلال أربعة فترات بدءا ً من صيف عام 2008 ( قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني عشر من شهر يونيو/ حزيران الماضي ) وحتى خريف 2009.

وقد تبين من خلال اقتراعين أجريا قبل الانتخابات أن نجاد حظي بنسبة من التأييد قدرها 58 % بالمناطق الريفية، وبنسبة 44 % في المناطق الحضرية الصغيرة. لكن الأمور اختلفت تماما ً بعد الانتخابات، حيث أظهر اقتراعا ما بعد الانتخابات أن 39 % من الشباب و 23 % ممن تجاوزت أعمارهم الخامسة والأربعين، وسبق لهم أن صوتوا لأحمدي نجاد، باتوا يعربون الآن عن أسفهم لمنحه أصواتهم. وتبين أن من ضمن الأسباب التي دفعتهم لاتخاذ هذا الموقف المضاد، هو وقائع اغتصاب وقتل وتعذيب الشبان والشابات ممن شاركوا في سلسلة التظاهرات التي أعقبت انتخابات الرئاسة الأخيرة، وكذلك الاعتقاد بأن نجاد هو من يتحمل أزمة البلاد الاقتصادية.

وشددت المجلة في هذا الإطار كذلك على الاعتراف الذي أدلى به 57 % ممن قالوا أنهم لم يعودوا من أنصار نجاد، والذي يتحدثون فيه عن تلقيهم أموالا ً من برنامج الدعم الذي قام بإرسائه لضمان الحصول على الدعم من فئات الشعب الإيراني الأشد فقرا ً. وتمضي لتشير في محور آخر إلى أن نجاد يواجه كذلك معارضة شعبية متزايدة من جانب المحافظين التقليديين. وتقول إنه من الممكن أن يتم النظر إلى تصرفاتهم على أنها نوع من أنواع الاعتراض على أحمدي نجاد ومؤيده شديد البأس، المرشد الأعلى علي خامنئي. كما تكشف عن أن رجال دين من اليمين التقليدي بدؤوا ينضمون إلى اليساريين، مثل آية الله حسين علي منتظري وآية الله محمد موسوي، في خطوة من جانبهم للابتعاد عن الفيصل السياسي الخاص بالرئيس أحمدي نجاد.

كما تلفت المجلة إلى الاستقالة التي تقدم بها رجل الدين البارز آية الله عبد الله جوادي أمولي، الذي كان يعد واحدا ً من أبرز رجال الدين المحافظين في إيران. وتشير إلى تقدم ثلاثة آخرين من زعماء الدين في قم بالاستقالة من مناصبهم، على الرغم من هيبة ونفوذ المنبر، بعد انتقادهم الأحداث التي شهدتها إيران في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرى سرقتها. وتختم المجلة حديثها في النهاية بالقول إنه في الوقت الذي تتقلص فيه الدائرة الداخلية القوية للنظام، تتم الآن عملية لإبعاد الشخصيات البارزة سابقا ً في المجال السياسي أيضا ً. وتقول إن هؤلاء الساسة المحافظين والشخصيات العسكرية لم يعد أمامهم مكانا ً يذهبون إليه: فقد خاب أملهم مع أحمدي نجاد وعصبة خامنئي، وهم الآن على خلاف كذلك مع القادة الرمزيين لحركة المعارضة، بمن فيهم مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، والرئيس السابق محمد خاتمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السلام
منيرو972524754859 -

يجب نجاد نعم للمنيرو

شو يعني
شي بضحك والله -

فهذه سورية الأسد دكتاتورية بالداخل وعزلة بالخارج لم ينفع معها شئ لأنهما أي سورية وإيران الحليف الخفي لأسرائيل

الغباء المركب
شمروخ -

الغرب والبعض من الأنظمة العربية كثيرا ما يحلمون بأحلام اليقظة امثال الرد رقم 2 اقول لكم القافلة تسير وموتوا في غيضكم وحسدكم والجهل إلي ترعرعتوا به من بين كل الشعوب وإلى الأبد بصراحة بدأت اشفق على حالكم لربما هناك الحاجة لطبيب لمعالجة الحالات المستعصية من جهلائكم .

نجاد ومهدي الشيعة
toto -

لم يكن للمهدي المنتظر من الوقت إلا بضع دقائق، حتى يبدأ ظهوره على منتظريه في إيران، والعراق، لولا أن الأمريكيين عاجلوه باحتلال العراق فحرموا أنصاره من رؤيته، فعاد المهدي الى غيابه، وقعد العشاق متحسّرين على مافاتهم من رؤية تم حجبها! يمتلك مهديُّ نجاد، في المقام الأول، كل المقدرات على إنهاء الظلم البشري كما يمتلك مقدرة على الظهور في الساعة التي يحددها هو لا أي أحد آخر. إلا أن الأمريكيين يبدو أنهم امتلكوا طاقة تفوق مهديّ نجاد فحرموه من ظهوره. كما لو أن المهدي الإيراني شخصية إعلامية كانت تود الظهور على السي. إن. إن مثلا ثم منعتها الإدارة الأمريكية من الظهور على الشاشة. إنه مهدي على قياس نجاد وحده. مهدي الثورة لا مهدي الاسلام الذي هو في العرف يجب أن يكون أقوى من احتلال عسكري عابر. إلا أن هذا المهدي المصمّم على الطريقة الفارسية، جبارٌ حيناً وضعيف أحياناً. يتأثر بالحروب ويختفي خوفا أو ضعفا أو هزيمة. ماذا تبقى لإيران نجاد إلا هذا التصريح الذي يقول فيه إن الأمريكيين احتلوا العراق ليمنعوا مجيء المهدي المنتظر! بعدما كان قد حزم حقائبه وأعدها لرحلة طويلة في هذه الأرض الممتلئة جورا ليملأها عدلاً إلا أن ثمة من جاء وسحب منه بطاقة الطائرة أو بطاقة القطار. وللمفارقة هم الأمريكيون الذين بشرنا بهم نجاد بأنهم أقوى حتى من السلطة الإلهية! صمّم الإيرانيون مهدياً خاصا بهم. كما صمموا صواريخهم. المهدي، ذاك يشبه آلهة القرون الوسطى، أو آلهة العرب قبل الإسلام، التي لاتملك نفعاً ولا ضرراً. إن كان نجاد يمتلك وثائق على أن الأمريكيين احتلوا العراق لمنع ظهور المهدي، لعله يلمح لنا بأن مهديّه أسرّ له بذلك! في الحقيقة إن إشارة نجاد واضحة في هذا السياق. فمن سيؤمّن لنجاد وثائق من هذا النوع الماورائي؟! ولا شك الإشارة واضحة فنجاد يقترب من إعلان تلقّيه لوحي ما. وهذا ليس من قبيل التهويل. ولنكرر مرة أخرى البحث في ثنايا خطابه إذ قال إنه يمتلك وثائق تؤكد أن احتلال الأمريكيين للعراق بسبب منع ظهور المهدي. من أين أحضر هذه الوثائق؟ والإجابة واضحة وفي ثنايا الكلام: الوحي الذي هبط على نجاد ولا يوجد أي مصدر آخر. وللتدقيق أكثر، فإن كلامه يعني بأن المهدي كان سيأتي، وأن الإيرانيين جميعا، أو نجاد وحده، كانوا يعلمون بموعد قدومه. كيف علم نجاد بموعد القدوم؟ إنه الوحي طبعاً. إلا أن السؤال المرير الذي ينفجر بوجه مصمّ