الحرب على غزة بلغت مستويات غير مسبوقة من الوحشية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد سنة على الهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة، تذكر صحيفة ذي اندبندنت البريطانية بمدة وحشية الحرب.
لندن: ذكرت صحيفة ذي اندبندنت البريطانية في تحليل مطول لها حمل عنوان "سنة بعد الحرب على غزة في أعقاب المأساة" أن حدة الحرب التي شنتها إسرائيل أواخر العام الماضي وتواصلت مطلع العام الجاري على أبناء القطاع وأسفرت عن مقتل المئات من الفلسطينيين الأبرياء بلغت من الوحشية مستويات غير مسبوقة.
وأضافت الصحيفة في التحليل الذي أعده مراسلها في المنطقة دونالد ماكنتاير أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها تسيبي ليفني صرحت مفاخرة بعد أسبوعين من بدء الهجوم إن إسرائيل عندما يحاول أحد إطلاق النار على مواطنيها فإنها تفقد صوابها وتطلق العنان لجنون الحرب وهذا أمر جيد.
ويضيف المراسل أنه وفي محاولة لاستعادة مشاهد الهجوم الذي شكل أحد أكثر العمليات العسكرية دموية وإثارة للرعب في زمننا هذا وما خلفه من دمار ليس فقط في المنازل والمؤسسات والمشافي والمدارس في القطاع وإنما وهو الأمر الأشد خطورة الجروح العميقة الدامية التي بقيت في نفوس من نجا من أبناء القطاع وجعلت الكثيرين منهم غير قادر على متابعة حياته.
ويضرب ماكنتاير مثالا على المواطن الفلسطيني حلمي السموني البالغ من العمر 26 عاما الذي وجده نفسه بعد عام من المأساة غير قادر على التكيف مع الحياة من جديد بعد عودته إلى عمله كبائع في مطعم للشاورما فهو رأى بأم عينيه جثامين والده ووالدته وزوجته مها البالغة من العمر عشرين عاما وطفلهما الرضيع محمد وعمره ستة أشهر فقط.
وكان أقرباؤه هؤلاء بين جثامين 21 فلسطينيا كان الجنود الإسرائيليون أمروهم بالتجمع في مبنى وعمدوا إلى قصفهم واليوم ترى حلمي يهيم على وجهه بين أنقاض منزله الذي احتله الجنود خلال الهجوم لمدة أسبوعين ولا تزال هناك كتابات على الحائط المجاور كتبها جنود أو مستوطنون إسرائيليون تقول "نحن كنا هنا يا غزة" والموت للعرب".
فيما تحاول شقيقته منى 11 عاما صنع عمل فني مستوحى من ذكرياتها الأليمة وتكتب تحته "هذا أنا أنظف وجه أمي الميتة وهذا أبي الذي أصيب في رأسه وقد خرج الدماغ من مكانه وهذه شقيقتي تأخذ جثمان طفل شقيقها من حضن والدته القتيلة".
وقال ماكنتاير إن كان توقيت الهجوم الذي تواصل ما بين 27 كانون الأول و18 كانون الثاني مفاجئا فإن الأكثر مفاجأة وإثارة للرعب هو قوة ووحشيته وحجم الدمار الذي سببه في القطاع إضافة إلى عدد الضحايا الهائل.
ويشير ماكنتاير إلى أن القصف الإسرائيلي لعائلة السموني والعائلات الأخرى هو واحدة من بين أكثر من عشرين حادثة أخرى يقوم الجيش الإسرائيلي بالتحقيق فيها والشهر الماضى أعلن الجيش أن جنديا إسرائيليا واحدا فقط أدين وقدم إلى المحاكمة بتهمة سرقة بطاقة هوية مواطن فلسطيني .
كما رفض الجيش الإسرائيلي التحقيق في جريمة أخرى قام خلالها جنود إسرائيليون طلوا وجوههم باللون الأسود وبعضهم وضع أغصانا حول خوذهم للتمويه باقتحام أحد المنازل الفلسطينية التي ترك سكانها الباب عمدا ليرى الإسرائيليون أن فيها أطفالا.
وقال شهود عيان إنه وفيما حاول والد الأطفال عطية السموني محادثة الجنود عمدوا فورا إلى إطلاق الرصاص عليه واقتحموا المنزل وأمطروا سكانه بوابل من الرصاص دون تمييز بين طفل وبالغ.
وتشكو منظمة "بيتسليم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان من أنه في حال كان الجيش الإسرائيلي هو الذي سيجري التحقيقات فإن أي إدانات ستتم ستكون مركزة فقط على الجنح والجرائم الصغيرة وليس على المجازر التي وقعت خلال الهجوم.
وأضافت أنه لا بد من تشكيل لجنة مستقلة تكون قادرة على توجيه التهم إلى صناع القرار السياسيين والقادة العسكريين رفيعي المستوى في إسرائيل ومحاسبتهم.