الصحافيّون المصريّون يحدّدون اليوم مستقبل التغيير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشهد القاهرة اليوم معركة حاسمة في نقابة الصحافيين وصفت بانها "بروفة" للتغيير. فبعد أسبوع من التجنيد لحشد أكبر عدد ممكن من الناخبين، تتحدد اليوم هوية النقيب القادم بعد أن إنتهت الجولة الأولى دون حصول أي من المرشحين مكرم محمد احمد وضياء رشوان على النصاب القانوني اللازم للنجاح. وتتوقف نتيجة الإنتخابات الأحد على تصويت الفئات التي لم تتوجه الى صناديق الاقتراع في الجولة الأولى، والمتوقع ان تشارك بقوة في هذه الجولة.
القاهرة : يتوجه اليوم صحافيو مصر للمرة الثانية إلى صناديق الاقتراع في نقابة الصحافيين لاختيار النقيب القادم للعامين المقبلين في إطار جولة الإعادة لانتخابات التجديد النصفي على مقعد النقيب ما بين النقيب المنتهية ولايته، مكرم محمد احمد ومرشح تيار الاستقلال ضياء رشوان.
وكانت الجولة الأولى التي أجريت الأحد الماضي قد انتهت دون حصول أي من المرشحين على النصاب القانوني اللازم للنجاح وهو نصف عدد الأصوات الصحيحة زائد واحد ، حيث حصل مكرم على 1497 صوتًا مقابل 1458 صوتًا لرشوان من اجمالي 2999 صوتًا ، بينما لم يشارك 2500 صحافي. ومن المتوقع ان تشهد هذه الجولة حضورًا أكبر من جانب أعضاء الجمعية العمومية ربما يقترب من نصف عدد الذين لم يشاركوا او يدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى.
وبدا من خلال جهود المرشحان ، والتي تابعتها "إيلاف "خلال الأسبوع الماضي ان كلاهما بذل كل ما فب وسعه لحشد أعضاء الجمعية العمومية للتصويت له ، وتداركا الى حد كبير أخطاءهما في الجولة الأولى. وتحرك كل منهما في اتجاه عكسي عن الآخر، فمن جانب النقيب السابق فقد تعمد التركيز على الشباب، القوة الضاربة لرشوان في الجولة الأولى، وحاول الوصول إليهم عبر الانترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة. وعلى الجانب الآخر، وضع رشوان نصب عينيه على قدامى الصحافيين والكتاب الكبار الذين أصدروا بيانًا لمساندته، مثل جمال الغيطاني ويوسف القعيد وغيرهما .
وكثف المرشحان من جولاتهما خلال الساعات الأخيرة بالمؤسسات الصحافية المختلفة لكسب اكبر حد من المؤيدين ، لدرجة ان الأمر وصل بمكرم، الذي تجاوز السبعين من عمره، بزيارة أربعة مؤسسات وصحف مختلفة في يوم واحد. وعلى الجانب الموازي من جولاته، اعتمد فريق حملته على احدث التقنيات الالكترونية للوصول الى اكبر عدد من الصحافيين من خلال الرسائل القصيرة SMS عبر الموبايل والانترنت وموقعه الالكتروني. واجرى أمس الفريق المسؤول عن حملته اتصالات تليفونية بكل صحافي "وإبلاغه تحيات مكرم وعدم نسيان موعد الانتخابات".
وتتوقف نتيجة الانتخابات اليوم على منحنى تصويت الفئات التي لم تتوجه الى صناديق الاقتراع في الجولة الأولى ، والمتوقع ان تشارك بقوة في هذه الجولة . وقد شهدت الأيام القليلة الماضية محاولات مكثفة من قبل رؤوساء تحرير الصحف القومية لحشد هؤلاء للتصويت لمكرم محمد احمد، وترددت أنباء من داخل مؤسسات قومية كبيرة عن إصدار رؤوساء التحرير بها أوامر استدعاء للمراسلين خارج البلاد وداخلها في المحافظات المختلفة للتصويت لمكرم وحسم "الجولة المصيرية".
ويتوقع مراقبون ان تقوم الامتيازات والخدمات التي أعلنها مكرم وكذلك نجاحه بحل بعض المشاكل العالقة التيأدت دورًا في التأثير على التصويت ضده في الجولة السابقة، بدور حاسم في النتيجة، حيث حصوله على قرار مكتوب من رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف بتشكيل مجلس اعلى للأجور للارتقاء برواتب الصحافيين، فضلاً عن حل مشكلة جريدة الشعب وفض اعتصام الصحافيين في النقابة. علاوة على ذلك أعلن من خلال الرسائل الموقعة باسمه زيادة المعاش 100 جنيها ومضاعفته قبل نهاية العام القادم، وقبول عضوية الصحافيين الالكترونيين العاملين بالصحف التابعة للمجلس الأعلى للصحافة ، واستعادة ارض بالوظة التي دفع الصحافيون أموالهم قبل 10 سنوات دون ان يحصلوا عليها او يستردوا أموالهم .
إضافة الى إعلانه قبل الجولة الأولى زيادة بدل التكنولوجيا بواقع 80 جنيهًا تصرف في كانون الثاني - يناير ليصبح اجمالي البدل 610 جنيها (نحو 115 دولارًا).
بدوره لم يدخر ضياء رشوان الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات "49عاما" جهدا على مدار الأسبوع الماضي للترويج لبرنامجه الانتخابي ، وكرس الوقت الاكبر لنفي ما تردد حول علاقته بالإخوان المسلمين ، واتهام رؤساء تحرير الصحف القومية بإجبار الصحافيين العاملين بصحفهم على التصويت ضده وقيامهم بحملة تعبئة للمراسلين . وهو ما أثار حفيظة عدد من الصحافيين والكتاب الكبار الذين أصدروا بيانًا لمساندته حمل عنوان "معًا من اجل المستقبل" مطالبين بتجديد دماء الصحافة المصرية بانتخابه كمرشح التغيير.
وينظر قطاع كبير من المثقفين الى هذه الانتخابات نظرة مختلفة ، الى حد انهم يسمونها "معركة وليست مجرد انتخابات نقابة " ، وفقا للدكتور عمر هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، مشيرًا الى أنها "معركة أكبر من كونها انتخابات على منصب نقيب الصحافيين، فهي أقرب إلى بروفة للتغيير في هذا الوطن، معربًا عن قلقه من القتل المعنوي لمرشح التغيير، لأنه قتل قد يطال مستقبل هذا الوطن، محاولة لقتل قطاع كبير من المثقفين والساعين إلى التغيير السياسي في هذا البلد ".
ويرى الدكتور هاشم ربيع ان هناك ترابطًا واضحًا لمواجهة من يسعون للتغيير في تلك المرحلة، بغض النظر عن مواقعهم ، مشيرًا الى ما يحدث ضد محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، الذي لم يستبعد ترشحه على منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة وكذلك عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية.