انتقادات حادة لرئيس الوزراء الياباني بسبب اميركا

ستبدأ اليابان استكمال خطتها لنقل قاعدة عسكرية أميركية تقع في جزيرة اوكيناوا غرب البلاد عام 2014 الا انه يحتاج الى عدة اشهر اضافية لمناقشة مواقع بديلة للقاعدة.

طوكيو: يواجه رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما الاربعاء انتقادات حادة بعدما قرر ارجاء قراره في موضوع مستقبل قاعدة اميركية في اليابان يسم العلاقات مع واشنطن الى 2010.
وقال هاتوياما انه على الرغم من ضغوط الادارة الاميركية، سيعلن خلال العام المقبل موقفه من نقل قاعدة فوتينما الجوية الواقعة في قلب منطقة سكنية في اوكيناوا (جنوب)، الى قطاع ساحلي اقل اكتظاظا بالسكان في الجزيرة.

وكان رئيس الوزراء الذي ينتمي الى يسار الوسط وانهى في ايلول/سبتمبر اكثر من نصف قرن من هيمنة المحافظين على السلطة، تعهد باعادة النظر في الاتفاقات المتعلقة بالقواعد وفي وضع 47 الف جندي اميركي منتشرين في اليابان وباعادة التوازن الى العلاقات مع الولايات المتحدة التي يرى انها تميل لمصلحة واشنطن. ويفترض ان يأخذ هاتوياما في الاعتبار رأي الحزب الاجتماعي الديموقراطي العضو في الحكومة الائتلافية والذي يطالب برحيل قاعدة فوتينما من اوكيناوا.

وكانت هذه الجزيرة الواقعة في اقصى جنوب الارخبيل الياباني شهدت معارك طاحنة في الحرب العالمية الثانية بين اليابانيين والاميركيين. ولم تتم اعادتها الى اليابانيين الا في 1972 وتضم ثلثي القواعد ونصف الوحدات الاميركية في الارخبيل.

وعبر السكان عن استيائهم الشديد من الحوادث والاجرام المرتبط بوجود الاميركيين وقالوا انهم يأملون برحيل القاعدة الى منطقة اخرى في اليابان ان لم يكن الى الخارج.
وفي واشنطن قال الجنرال جيمس كونواي قائد وحدات مشاة البحرية انه "من المؤسف" ان يتم ارجاء القرار حول مستقبل فوتينما وحذر من انه يمكن ان يؤثر على البرنامج الشامل لاعادة تنظيم القواعد في اليابان بما في ذلك انسحاب آلاف من جنود المارينز من اوكيناوا الى جزيرة غوام الاميركية.

وانتقدت الصحف اليابانية والمعارضة المحافظة هاتوياما على تردده بشأن هذه المسألة ونصحت الحكومة بان تقبل بدون تأخير برحيل قاعدة فوتينما الى خليج هينوكو كما هو مقرر بموجب الاتفاق الموقع في 2006 بين البلدين الحليفين. واتهمت صحيفة يوميوري شيمبون اليومية (يمين الوسط) في افتتاحيتها رئيس الوزراء "بالمجازفة بتخريب علاقات الثقة بين اليابان والولايات المتحدة التي استغرق بناؤها سنوات".

اما صحيفة يسار الوسط اساهي شيمبون فعبرت عن خشيتها من ان يؤدي "تردد" هاتوياما الى "الاضرار بامن اليابان". وانتقد وزير الدفاع السابق شيغيرو ايشيبا احد اهم شخصيات الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي ينتمي الى المعارضة اليوم، هاتوياما ورأى انه يفتقد الى "حس المسؤولية". وحتى وزير الخارجية كاتوسايا اوكادا الذي كان يؤيد تسوية المسألة قبل نهاية العام، اعترف بان العلاقات مع الولايات المتحدة تعاني من هذه الازمة.