الخلاف على القواعد لا يؤثر على التحالف الياباني الاميركي

لن يؤثر الخلاف الأميركي الياباني حول نشر القواعد على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

طوكيو: رغم الخلاف بين اليابان والولايات المتحدة على مستقبل القواعد الاميركية في جزيرة اوكيناوا، الا ان ذلك لن يؤثر على الارجح على التحالف الاستراتيجي بين البلدين اللذين لهما مصلحة مشتركة في المحافظة عليه.

بدا الامر في نهاية اب/اغسطس عندما صوت اليابانيون بعد نصف قرن تقريبا من هيمنة المحافظين، لحكومة يسار الوسط وعدت بمراجعة الاتفاقات المتعلقة بالوجود العسكري الاميركي واعادة التوازن للعلاقات مع الولايات المتحدة التي ترجح فيها كفة واشنطن.

وبعد ان رحبت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في البداية بتولي يوكيو هاتوياما رئاسة وزراء اليابان، ما لبثت ان ابدت علنا استياءها من قرار الحكومة الجديدة وقف نقل قاعدة فوتينما الجوية من موقعها وسط منطقة سكنية في جزيرة اوكيناوا الى منطقة ساحلية بعيدة عن المناطق العمرانية. واعتبر روبرت دوجاريك الباحث في جامعة "معبد اليابان" ان "مسالة فوتينما لم تعالج جيدا من قبل جميع الاطراف".

واشار دوجاريك الى "وجود شعور داخل البنتاغون بخيبة امل كبيرة حيال اليابان (...) لكن المسالة ليست من اولويات ادارة اوباما"، موضحا ان "هذه القواعد في مصلحة الولايات المتحدة بقدر ما هي في مصلحة اليابان، وفوتينما لا تستحق ان تحدث بسببها قطيعة في التحالف بين البلدين". وينوي هاتوياما نقل هذه القاعدة الى خارج اوكيناوا خلافا للاتفاق المبرم في العام 2006 بين الحكومة المحافظة آنذاك وبين الاميركيين.

ويشعر اليابانيون الذين عهدوا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بامنهم الى الجيش الاميركي بخوف من ان يؤدي هذا الخلاف الى اعادة النظر في التحالف وهي حالة فزع غذتها، عن قصد او عن غير قصد، بعض وسائل الاعلام بل وحتى بعض اعضاء الحكومة. ويستبعد جان فانسان بريسيه مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس هذا السيناريو.

ويقول هذا الجنرال السابق ان "الولايات المتحدة في حاجة الى "حاملة الطائرات الغير قابلة للغرق" التي تمثلها اليابان. انهم يدركون جيدا ان الصين يمكن ان تشعل يوما ما نزاعا يرجح في هذه الحالة ان يكون اولا نزاعا بحريا".

واضاف "بالنسبة للجيش الاميركي تشكل القواعد اليابانية انتشارا مسبقا في حالة اندلاع نزاع اقليمي. وهي تحمي ايضا اليابان لانها اذا ما تعرضت لهجوم من الصينيين او من الكوريين الشماليين فان ذلك سيعني انهم يهاجمون ايضا الولايات المتحدة وبالتالي سيكون هناك رد تلقائي". ويرى تيم هاكسلي خبير شؤون اسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ان الوجود العسكري الاميركي في اليابان له ايضا اثر نفسي كبير على حلفاء واشنطن.

وقال ان "تمركز الجنود وايضا الوحدات البحرية والجوية في المنطقة يطمئن نفسيا حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها ويوفر ايضا قاعدة لوجستية مهمة يمكن ان تكون حيوية في حالة عمليات واسعة النطاق". ويرى دوجاريك ان من مصلحة واشنطن منح هاتوياما الوقت الكافي لايجاد حل لقضية نقل فوتينما. واوضح ان "الحكومة الحالية تمثل الامل الافضل في حدوث تجديد في اليابان منذ وقت طويل جدا واذا انتهت قضية فوتينا بشكل سيء فان هاتوياما سيخرج منها ضعيفا".