المفاوضات في يومها الأخير: مباحثات لمحاولة إجتياز المأزق

إستأنفت مجموعة تضم ثلاثين رئيس دولة وحكومة صباح اليوم الجمعة في كوبنهاغن العمل في جلسة مغلقة على مسودة إعلان سياسي لمكافحة الاحتباس الحراري. وأعلن دبلوماسيون في وقت سابقعن اجتماع ليلي عقد على هامش مؤتمر المناخ الذي تنظمه الامم المتحدة. ودفعت الخشية من الفشل في مفاوضات المناخ إلى إطلاق نداءات التحذير عشية اليوم الختامي لقمة رؤساء الدول والحكومات، حيث أكدت واشنطن أنها تفضّل عدم التوصل الى اتفاق على ابرام اتفاق "فارغ".

كوبنهاغن: استأنفت مجموعة تضم ثلاثين رئيس دولة وحكومة صباح الجمعة في كوبنهاغن العمل في جلسة مغلقة على مسودة اعلان سياسي لمكافحة الاحتباس الحراري. وحاولت هذه المجموعة المصغرة من الرؤساء ليل الخميس الجمعة التوصل إلى توافق سياسي يكون بمثابة "مدخل سياسي" بحسب تعبير رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلت تمهيدًا للتوصل الى نصّي الاتفاق الجاري التفاوض بشأنهما برعاية الامم المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان المباحثات تشهد "الكثير من التوتر" ولكن مع "بعض الحلحلة". واضاف ساركوزي اثر مشاورات جديدة الجمعة ضمن مجموعة من ثلاثين من القادة بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "اوروبا موحدة تماما وافريقيا تدعم مواقفنا (..) ومواقف الولايات المتحدة قريبة من مواقفنا". يذكر أنالرئيس الاميركي وصل صباح اليوم الى كوبنهاغن للمشاركة في القمة ودعا قادة العالم للتوصل الى اتفاق لمكافحة التغيير المناخي حتى لو كان منقوصا.

وقال اوباما في اليوم الاخير من قمة المناخ التي تنظمها الامم المتحدة في كوبنهاغن "لم يعد امامنا الكثير من الوقت". وتابع "السؤال المطروح الان هو هل نتقدم معا او نتفرق ونختلف، هل نفضل المواقف على التحرك". وقال بعدما ذكر الشروط الممكنة للتوصل الى اتفاق والتي جرت مناقشتها قبل الظهر في كوبنهاغن "هذا ليس اتفاقا كاملا ولن تحصل اي دولة على كل ما تريد".

لكنه تابع مخاطبا رؤساء الدول والحكومات المئة والعشرين المشاركين في القمة "يمكننا اقرار هذا الاتفاق والقيام بخطوة مهمة الى الامام ثم مواصلة تحسينه بالبناء على هذه القاعدة".

وقال دبلوماسيون في وقت سابقإثر اجتماع ليلي مغلق استمر اكثر من ثلاث ساعات بين رؤساء ووزراء من 28 دولة على الاقل "سيعود المستشارون الى العمل عند الساعة 3:00 (2:00 تغ) من أجل صياغة مشروع اتفاق سياسي سيرفع الى رؤساء الدول عند الساعة 8:00" (7:00 تغ).

وقال رئيس الوزراء الدنمركي لارس راسموسن ان مجموعة من حوالي 25 من أبرز زعماء العالم اجروا مباحثات بناءة بشأن سبل اجتياز المأزق في مفاوضات المناخ في اليوم الاخير للقمة. وأضاف للصحفيين "اجرينا حوارا بناء ومثمرا للغاية."

ودفعت الخشية من الفشل في مفاوضات المناخ إلى إطلاق نداءات التحذير عشية اليوم الختامي لقمة رؤساء الدول والحكومات، حيث اكدت واشنطن انها تفضل عدم التوصل الى اتفاق على ابرام اتفاق "فارغ".

قال الناطق باسم الرئيس الاميركي روبرت غيبسان "العودة باتفاق فارغ من المضمون اسوأ بكثير من العودة بلا اتفاق"، وذلك عشية توجه أوباما إلى الدنمارك الجمعة للانضمام الى 120 رئيس دولة وحكومة سعيا الى التوصل الى اتفاق يسمح بتجنب ارتفاع معدل درجات الحرارة على الكوكب اكثر من درجتين مئويتين.

وقال غيبس ان اوباما يتوجه الى كوبنهاغن "على امل مواصلة التقدم والحصول على اتفاق قوي يمكن تنفيذه. ويجب ان يتضمن مثل هذا الاتفاق عناصر قوية مثل الشفافية حتى نفهم ونتاكد ان الناس سيفوا بالتزاماتهم". واضاف ان الادارة (الاميركية) لا تملك اتفاقا محددا ليكون بديلا عن بروتوكول كيوتو، ولكن "يجب ان ناتي الى الطاولة ومعنا هدف قوي لعام 2020".

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "اننا نسير مباشرة نحو الكارثة"، محذرا "بقي اقل من 24 ساعة، اذا استمرينا على هذا النحو، فسنحصد الفشل"، داعيا الى "تسريع الوتيرة" من اجل "ايجاد نص تسوية". وحذر نائب وزير الخارجية الصيني هي يافي "علينا الا نطيل النظر الى ما يفرقنا، بل تقريب وجهات نظرنا، والا سنفشل" مؤكدًا ان "هذا ما لا تتمناه الصين".

وتصطدم المفاوضات منذ عشرة ايام بتوزيع الجهود من حيث التمويل والتزامات تقليص انبعاثات غازات الدفيئة. ويتم شد الحبال بشكل اساسي بين الولايات المتحدة والصين، فيما تتهم الدول النامية دومًا الدول الكبرى بتهميشها.

واعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه حيال غياب التقدم"، وبدا انه يضع المسألة بين اكبر ملوثين على الكوكب، اي الولايات المتحدة والصين، حيث دعا كل منهما الى "الذهاب بشكل طارئ الى اقصى حدود المرونة". كما طلبت بروكسل، على غرار الرئيس الفرنسي بعقد اجتماع استثنائي مساء الخميس، ما يثير مخاوف الامم المتحدة من احتجاجات جديدة من الدول التي لن تدعى.

إيرانيون يتظاهرون في كوبنهاغن إحتجاجا على وجود أحمدي نجاد

وعلى هامش قمة المناخ تظاهر حوالى 400 شخص معظمهم من اصل إيراني في شوراع كوبنهاغن احتجاجا على وجود الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في الدنمارك بمناسبة القمة. ورفع المتظاهرون يافطات واعلام إيرانية ورددوا شعارات معادية للرئيس الإيراني الذي قالوا انه يمثل "نظامًا اسلاميًّا يقتل اي محاولة للديمقراطية"، حسب ما كتب على اليافطات باللغات الفارسية والدنماركية والانكليزية.

وقال ناهض رياضي من حركة "مبادرة من اجل التضامن مع الشعب الإيراني" لوكالة فرانس برس "نحن نحتج على وجود هذا الرجل الملطخة يداه بالدم وينتهك حقوق الانسان الاساسية والذي لا يستحق ان يكون في بلد ديمقراطي مثل الدنمارك".

وجاء في بيان للمنظمين ان هذه المظاهرة تهدف الى "التعبير عن تضامننا مع شعب إيران وان نظهر له انه ليس لوحده في كفاحه من اجل الحرية وضد الديكتاتورية". وستجري مظاهرة جديدة عند الساعة 13:00 (12:00 تغ) من بعد ظهر الجمعة امام بيلا سنتر، مقر المؤتمر العالمي حول المناخ بالقرب من كوبنهاغن.

وبعد هذا الاجتماع المصغر الاول، اجتمع المستشارون منذ الساعة الثالثة صباحًا (الثانية تغ). ويشارك في هذه المناقشات المصغّرة رؤساء مجموعة من الدول ذات صفة تمثيلية تضم دولاً صناعية (الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية) ودولاً ناشئة كبرى (الصين والهند والبرازيل) ودولاً نامية (بنغلادش وليسوتو والجزائر).