أخبار

تجاوز موعد اختتام قمة المناخ دون التوصل لاتفاق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تجاوزت القمة العالمية للمناخ المنعقدة في كوبنهاغن الموعد الرسمي المعلن لاختتام اعمالها في السادسة من مساء اليوم الجمعة (17,00 ت غ) من دون وجود بوادر للتوصل الى اتفاق. واستمرت المفاوضات بعد الموعد المحدد بين قادة العالم المتواجدين في كوبنهاغن سعيا الى الخروج باتفاق يسهم في مكافحة التغير المناخي.

كوبنهاغن، بروكسل:اشاع الرئيس الاميركي باراك اوباما شعورا بالامل مع دعوته رئيس الوزراء الصيني ون جياباو لقاءه مجددا الجمعة في كوبنهاغن في محاولة لكسر الجمود في المفاوضات حول المناخ، بحسب ما افاد البيت الابيض. وكان الرجلان التقيا بعد ظهر الجمعة لمدة 55 دقيقة، وتحدثا عن "احراز تقدم" في هذا اللقاء، بحسب ما اعلن مسؤول اميركي. وتتمثل القضايا الاكثر سخونة بضمانات التحقق وتمويل مكافحة الاحتباس ومستوى الانبعاثات.

تاجيل التقاط الصورة التذكارية للمشاركين في قمة كوبنهاغن

وفي سياق متصل، تم تاجيل التقاط الصورة التذكارية للمشاركين في قمة كوبنهاغن حول المناخ بعدما كان مقررا الجمعة. فلم يكن متاحا جمع رؤساء الدول والحكومات ال130 المشاركين في القمة في قاعة واحدة. وجرى تخصيص ساعة كاملة لالتقاط الصورة، بين 12,00 و13,00، ولكن مع حلول المساء ظهرت على الشاشات الداخلية في القمة رسالة من المنظمين الدنماركييين تفيد بان "فضل الرئيس اعطاء الاولوية للمفاوضات للتوصل الى اتفاق. يمكن التقاط الصورة في ما بعد".

ويبدو انه لم يكن احد قادرا على ان يبتسم امام للكاميرا. وعمل القادة الذين لا يزالون في كوبنهاغن بجد على انقاذ اتفاق في اللحظة الاخيرة. واعلن المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه غادر كوبنهاغن متوجها الى الماتي، لحضور لقاء مقرر، مفوضا مستشاره للمناخ تمثيل روسيا في المفاوضات. في حين اعلن مسؤول اميركي ان الرئيس باراك اوباما سيغادر مساء الجمعة كما هو مقرر

مسودة: العالم يجب ان يخفض انبعاثات الكربون للنصف بحلول 50

الى ذلك، قالت مسودة جديدة في قمة الامم المتحدة بشأن المناخ المنعقدة في كوبنهاجن في تنازلات للدول النامية والدول المؤلفة من جزر صغيرة ان العالم يجب ان يهدف لخفض انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري الى النصف من مستويات عام 1990 بحلول عام 2050. وقالت المسودة "نتفق على ضرورة تحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات العالمية بنسبة 50 في المئة عام 2050 تحت مستويات 1990" وكانت مسودة سابقة تحدثت عن 50 بالمئة على الاقل بحلول عام 2050. ويعد خفض الانبعاثات الى النصف جديدا مقارنة بمسودات سابقة شهدتها القمة التي تجمع 120 زعيما في كوبنهاجن يوم الجمعة بعد عامين من المفاوضات بشأن اتفاق جديد لمكافحة ارتفاع حرارة كوكب الارض.

واحتفظت المسودة بخطط تحديد الزيادة في درجة حرارة الارض بدرجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي لكنها أضافت مراجعة في عام 2016 تنظر في حد أكثر تشددا وهو 1.5 درجة مئوية. ويرغب ما يقرب من 100 دولة من بينها دول مؤلفة من جزر صغيرة والدول الاقل نموا وأكثرها في افريقيا في تحديد الزيادات في درجة حرارة العالم بدرجة ونصف درجة مئوية قائلين انهم يواجهون أكبر الخطر بسبب مشكلات الجفاف والتحول في الأمطار الموسمية وارتفاع مستويات البحار والمحيطات.

كما احتفظت مسودة "اتفاق كوبنهاجن" بخطط لتقديم مساعدات جديدة للدول النامية بقيمة عشرة مليارات دولار سنويا من 2010 الى 2012 ترتفع الى 100 مليار دولار سنويا ابتداء من عام 2020 . وحذفت المسودة موعد عام 2010 النهائي للتوصل الى اتفاقية مُلزمة جديدة بعد التوصل الى اتفاقية مُلزمة سياسيا في كوبنهاجن. وكان الموعد النهائي موجودا في بعض المسودات السابقة.

باروسو يلمح لإتفاق "غير كامل"

من جهته، عبر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو عن قناعته بأهمية التوصل إلى اتفاق في مؤتمر كوبنهاغن المنعقد حالياً لمواجهة آثار التغير المناخي. واشار في مداخلة نقلت عنه اليوم أمام المؤتمر إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق "حتى ولو لم يكن يلبي كافة الطموحات والآمال التي عقدت على هذا المؤتمر".

وأوضح باروسو أن المفاوضات الجارية حالياً في العاصمة الدانمركية بين قادة دول العالم لمحاربة التغير المناخي تشكل "إمتحاناُ حقيقياً" للمسؤولية والتضامن العالميين. وسلط رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي الضوء على "النقاط الإيجابية" التي تمخضت عنها النقاشات اليوم، مشيراً إلى حصول تقدم في مجال ضمانات الشفافية وتقاسم المسؤولية الدولية في العمل، كما رحب بتوافق المشاركين على برنامج عمل بكلفة 30 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات لمساعدة الدول، خاصة الفقيرة، على التصدي لظاهرة إزالة الغابات.

وأشار باروسو إلى ضرورة النظر إلى ما بعد كوبنهاغن، ملمحاً إلى لقاء مناخي يعقد العام القادم في العاصمة المكسيكية، وقال "من الضروري إستمرار بذل الجهد على مدى بعيد لضمان مزيد من فرص العمل والإزدهار للأجيال القادمة التي يحق لها العيش في بيئة نظيفة". وجدد باروسو إستعداد الإتحاد الأوروبي رفع سقف إلتزاماته إلى 30% كنسبة محددة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري بحلول عام 2020 فيما لو بذلت باقي الدول الجهد الملائم.

أما رئيس الوزراء البلجيكي، إيف لوترم، فلم يستبعد من جهته، إمكانية أن يعمد الإتحاد الأوروبي، خلال الوقت المتبقى على انتهاء أعمال كوبنهاغن، إلى رفع سقف التزامه بتخفيض نسب انبعاثات الغازات إلى 30% بحلول عام 2020 بدون انتظار الدول الباقية. واعتبر لوترم في مداخلته في مؤتمر كوبنهاغن أن الصين والولايات المتحدة الأمريكية "بدأتا بالتحرك"، مشيراً إلى أن الأمور تتجه نحو اتفاق حول تمويل الأنشطة البيئية في الدول النامية.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف