منظمات وصفت مؤتمر كوبنهاغن بأسوأ اتفاق.. وبكارثة الفقراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
استمرت المباحثات بعد ساعة متأخرة من ليل الجمعة السبت وتجاوز الموعد المحدد اصلا لحفل اختتام قمة المناخ في كوبنهاغن لكن الغموض والتوتر لا يزالان مخيمان تماما في حين ان مشروع اعلان الزعماء الذي يفترض ان ينقذ اتفاقا ضد الاحتباس الحراري لا يزال موضع مناقشات شاقة. الى ذلك اعتبرت منظمات غير حكومية بأن الاعلان الذي صدر في ختام القمة بأنه كارثة على الدول الاكثر فقرا كما اعتبرت مجموعة ال77 للدول النامية بأنه الأسوأ في التاريخ.
كوبنهاغن، وكالات:بعد اكثر من اثنتي عشرة ساعة من الموعد المقرر لانهاء اعماله يواصل مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ صباح السبت مناقشاته في كوبنهاغن بدون الاتفاق على مستقبل مكافحة الاحتباس الحراري
فالاعلان السياسي الذي يجمع اقل من ثلاثين بلدا، والذي اعلنه الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي بشكل متسرع بعض الشيء مساء الجمعة على انه اتفاق، كان لا يزال قبيل الساعة 8,00 (7,00 ت غ) موضع مناقشات اتسمت احيانا بالحدة بين الوفود.
وهذا الاعلان الذي ينص على حد ارتفاع حرارة الكوكب بدرجتين مئويتين قياسا الى مستوياتها قبل الثورة الصناعية، كان موضع مناقشات منذ مساء الخميس بين رؤساء الدول والحكومات. وهو يضم خصوصا الولايات المتحدة واوروبا والدول الناشئة الكبرى مثل الصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل. وحتى وان كان ينص على انشاء صندوق خاص ومبلغ سيرتفع تدريجيا الى مئة مليار دولار بحلول العام 2020، لصالح الدول الاكثر ضعفا بشكل اولوي، فان هذا الاتفاق جرى التفاوض عليه سرا وراء الابواب المغلقة، ما يتعارض مع القواعد المتعددة الاطراف للامم المتحدة.
وقال وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو خلال الليلة الفائتة "انه اتفاق سياسي بين رؤساء الدول، وليس عقدا، سعى القادة من ورائه الى اعادة اطلاق الالة". وارتأى رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن الذي يترأس اعمال المؤتمر طرحه على الجلسة الموسعة واطلق مناقشات طويلة فيما كان الاجماع يبدو بعيد المنال برأي.
ويبقى التساؤل مطروحا صباح اليوم السبت حول مستقبل المفاوضات لعام 2010. ويدعو الاعلان الى ابرام اتفاق كامل بحلول نهاية 2010. لكن يفترض على المؤتمر ان يتفق على الجدول الزمني وتبني قرارات اجرائية فيما اقترحت المستشارية الالمانية استضافة الجولة المقبلة في حزيران/يونيو في بون.
كما اعلنت المنظمة غير الحكومية "اصدقاء الارض" ان الاعلان الذي صدر مساء الجمعة في ختام قمة المناخ في كوبنهاغن هو "كارثة على الدول الاكثر فقرا". وقال رئيس المنظمة نمو باساي في بيان "لقد احبطنا من عجز الدول الغنية على الالتزام بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة الذي تعرف انه ضروري وخصوصا الولايات المتحدة التي هي تاريخا اول باعث عالمي لهذه الغازات".
احتجاجات قوية لدول الجنوب حول المشروع
وصباح السبت احتج عدد كبير من مندوبي دول الجنوب بشدة مع بدء جلسة مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ ضد مشروع الاتفاق الذي تم التوصل اليه الجمعة معتبرين انه "مغاير" لعملية الامم المتحدة. واعرب مندوب ارخبيل توفالو، في المحيط الهادىء، عن معارضته الشديدة للاتفاق الذي حدد درجتين مئويتين كحد اقصى لارتفاع حراة الارض وشبهه ب"حفنة من الاموال من اجل خيانة شعبنا ومستقبلنا".
ونشط مندوب هذا الارخبيل كي يتم تحديد ارتفاع الحرارة ب1,5 درجة والا فهو سيغرق تحت الماء. واعربت بوليفيا عن "معارضتها التامة للوسائل التي اعتمدت" متهمة رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين، رئيس المؤتمر، بانه "يقف عقبة امام الديموقراطية والشفافية". وكذلك اتهمت مندوبة فنزويلا راسموسين بانه "قام بانقلاب على الامم المتحدة". وبالنسبة لكوبا، فان الرئيس الاميركي باراك اوباما تصرف ك"امبراطور" واعلن عن اتفاق "غير موجود".
وقد توصل قادة العالم في كوبنهاغن في ختام 12 يوما من المناقشات بحضور 130 من رؤساء الدول والحكومات الى اتفاق "مهم" حول المناخ يقضي بتحديد سقف ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين ولكنه اعتبر غير كاف لمحاربة التغير المناخي. واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان اتفاقا "مهما" و"غير مسبوق" تم التوصل اليه ولكن التقدم المسجل في العاصمة الدنماركية غير "كاف".
كندا تعتبر الاتفاق "كاملا وواقعيا"
أما كندا فقد وصفت على لسان رئيس وزرائها ستيفن هاربر الجمعة اتفاق كوبنهاغن بانه "كامل وواقعي"، وذلك خلال لقاء مع الصحافيين الكنديين في العاصمة الدنماركية. وقال هذا الاتفاق "كامل وواقعي" واضاف "الان، يتوجب على كل الدول ان تلتزم القيام باعمال ملموسة من اجل التصدي للتغيرات المناخية في اطار معاهدة جديدة، اعمال يمكن التحقق منها وتكون موضع متابعة"، حسب ما جاء في بيان لرئيس الوزراء الكندي. واضاف ان "كندا ما زالت عازمة على التوصل الى اتفاق لما بعد 2012 شامل وعادل وفعال".
وفي ما يتعلق بدعم الدول الفقيرة، اوضح البيان ان كندا مستعدة لتقديم "فقط حصتها من الدعم المالي". وجدد هاربر التأكيد على رغبة حكومته انتهاج السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة في ما يتعلق بالتغيرات المناخية والطاقة النظيفة. وانتقدت المعارضة الكندية رئيس الوزراء. ونددت الكتلة الكيبيكية بالموقف "غير المقبول" لادارة هاربر خلال المحادثات في حين اعتبر الحزب الديموقراطي الجديد (يسار) ان سلبية الحكومة الكندية ساهمت في عرقلة المحادثات".
الاتحاد الاوروبي "محبط" ولكنه مرتاح
وبدا الاتحاد الاوروبي مرتاحا بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع اقراره بانه لا يلبي طموحاته. وقال رئيس الحكومة السويدي فريدريك رينفلت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حتى 31 كانون الاول/ديسمبر "هذا الاتفاق ليس ممتازا وهو ليس من طبيعة الرد على التهديد المناخي". واضاف "لكنه بداية يجب ان نبني عليه".
واعرب الاتحاد الاوروبي عن اسفه خصوصا لغياب هدف طموح وملزم لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة. واوضح المسؤول السويدي ان الاتحاد الذي قرر في وقت سابق تقليص انبعاثاته من غازات الدفيئة بمعدل 20% في العام 2020 نسبة الى ما كانت عليه في 1990 وقرر ان يزيد التخفيض حتى 30% نسبة الى التزام الدول الاخرى "لا يعتبر ان هذه الشروط مطروحة للنقاش".
ومن ناحيته، اعتبر رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو ان هذا النص هو "افضل من لا شيء" حتى وان كان "ادنى مما كنا ننتظره". وقال "لا اريد ان اخفي خيبة املي بالنسبة للطموحات، حول هذه النقطة النص بعيد جدا عما كنا ننتظره". واضاف "انها خطوة اولى ولكن يجب القيام بالكثير من الخطوات الاخرى".
وقد توصل قادة العالم في كوبنهاغن في ختام 12 يوما من المناقشات في العاصمة الدنماركية بحضور 130 من رؤساء الدول والحكومات الى اتفاق "مهم" حول المناخ يقضي بتحديد سقف ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين ولكنه اعتبر غير كاف لمحاربة التغير المناخي. واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان اتفاقا "مهما" و"غير مسبوق" تم التوصل اليه ولكن التقدم المسجل في العاصمة الدنماركية غير "كاف".
اتفاق كوبنهاغن هو "الاسوأ في التاريخ"
الى ذلك، اعتبر الموفد السوداني لومومبا ستانيسلاس ديا-بينغ الذي تترأس بلاده مجموعة ال77 (130 بلدا ناميا) ويمثل هذه المجموعة في المؤتمر، مساء الجمعة ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في العاصمة الدنماركية هو "الاسوأ في التاريخ". وقال "حتى الان، لا يوجد اتفاق" فقط مشروع اعلان يجب ان يقر. واشار الى ان الصين "لم تعلن موقفها رسميا". واضاف "في حال قالت دولة واحدة لا فلن يكون هناك اتفاق وهناك دول عديدة قالت انها سترفض".
روسيا تعتبر قمة كوبنهاجن حول المناخ فاشلة
وقال أركادي دفوركوفيتش مساعد الرئيس الروسي إن بلاده ترى في قمة المناخ في كوبنهاجن إحدى أكثر القمم فشلا .. لكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن فرصة إصدار وثيقة سياسية لاتزال قائمة. ونقلت قناة روسيا اليوم الفضائية عن مساعد الرئيس الروسي قوله إنه لسوء الحظ فإن تنظيم هذه القمة لا يسمح بالتوصل إلى أي اتفاق.. مشيرا الى أن أحد أسباب ذلك يرجع إلى أن الرؤساء مضطرون لصياغة النصوص وتحريرها بأنفسهم في الوقت ذاته.. غير أنه اكد ان القمة لا يمكن وصفها بالناجحة .
ويذكر ان دولا نامية عديدة رفضت اليوم اتفاقية قام بصياغتها الرئيس الاميركي باراك اوباما واربع دول نامية رئيسية قائلة انها لا يمكن ان تصبح ورقة عمل للامم المتحدة لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض . فيما وافق الاتحاد الاوروبي في وقت سابق على التوقيع على الاتفاقية التي صاغتها خلال اجتماع قمة ضم 120 زعيما في كوبنهاجن الولايات المتحدة والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل بهدف ان تكون اول اتفاقية للامم المتحدة بشأن المناخ منذ بروتوكول كيوتو المبرم عام 1997.
وبموجب الاتفاق سيكون على كل الدول الموقعة عليه تقديم خطط مكتوبة لكبح انبعاثات ثاني اكسيد الكربون بحلول شهر يناير القادم .. كما تضمن تخصيص مبلغ100 مليار دولار في شكل مساعدات سنوية للدول الفقيرة لمكافحة تغير المناخ . وتركزت المحادثات التي جرت خلال الفترة من 7 الى 18 ديسمبر الحالي خلال قمة كوبنهاجن على اكثر السبل فاعلية لمواجهة التغير الجاري فى العالم والناجم عن زيادة الانبعاث في الغازات الصناعية .
تاجيل التقاط الصورة التذكارية للمشاركين
وفي سياق متصل، تم تاجيل التقاط الصورة التذكارية للمشاركين، فلم يكن متاحا جمع رؤساء الدول والحكومات ال130 المشاركين في قاعة واحدة. وجرى تخصيص ساعة كاملة لالتقاط الصورة، بين 12,00 و13,00، ولكن مع حلول المساء ظهرت على الشاشات الداخلية في القمة رسالة من المنظمين الدنماركييين تفيد بان "فضل الرئيس اعطاء الاولوية للمفاوضات للتوصل الى اتفاق. يمكن التقاط الصورة في ما بعد".
ويبدو انه لم يكن احد قادرا على ان يبتسم امام للكاميرا. وعمل القادة الذين لا يزالون في كوبنهاغن بجد على انقاذ اتفاق في اللحظة الاخيرة. واعلن المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه غادر كوبنهاغن متوجها الى الماتي، لحضور لقاء مقرر، مفوضا مستشاره للمناخ تمثيل روسيا في المفاوضات. في حين اعلن مسؤول اميركي ان الرئيس باراك اوباما سيغادر مساء الجمعة كما هو مقرر
العالم يجب ان يخفض انبعاثات الكربون للنصف
وقالت مسودة جديدة في قمة الامم المتحدة بشأن المناخ في تنازلات للدول النامية والدول المؤلفة من جزر صغيرة ان العالم يجب ان يهدف لخفض انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري الى النصف من مستويات عام 1990 بحلول عام 2050. وقالت المسودة "نتفق على ضرورة تحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات العالمية بنسبة 50 في المئة عام 2050 تحت مستويات 1990" وكانت مسودة سابقة تحدثت عن 50 بالمئة على الاقل بحلول عام 2050.
واحتفظت المسودة بخطط تحديد الزيادة في درجة حرارة الارض بدرجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي لكنها أضافت مراجعة في عام 2016 تنظر في حد أكثر تشددا وهو 1.5 درجة مئوية. ويرغب ما يقرب من 100 دولة من بينها دول مؤلفة من جزر صغيرة والدول الاقل نموا وأكثرها في افريقيا في تحديد الزيادات في درجة حرارة العالم بدرجة ونصف درجة مئوية قائلين انهم يواجهون أكبر الخطر بسبب مشكلات الجفاف والتحول في الأمطار الموسمية وارتفاع مستويات البحار والمحيطات.
كما احتفظت مسودة "اتفاق كوبنهاغن" بخطط لتقديم مساعدات جديدة للدول النامية بقيمة عشرة مليارات دولار سنويا من 2010 الى 2012 ترتفع الى 100 مليار دولار سنويا ابتداء من عام 2020 . وحذفت المسودة موعد عام 2010 النهائي للتوصل الى اتفاقية مُلزمة جديدة بعد التوصل الى اتفاقية مُلزمة سياسيا في كوبنهاغن. وكان الموعد النهائي موجودا في بعض المسودات السابقة.
1500 متظاهر يطالبون بالافراج عن 19 ناشط
وكان تظاهر نحو 1500 شخص بعد ظهر الجمعة في كوبنهاغن مطالبين بالافراج عن 19 ناشطا احتجزوا اثناء التظاهرات التي نظمت على هامش القمة. ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب، اعلاما سوداء ويافطات ورددوا بوجه رجال الشرطة هتافات مثل "العدالة الان للمناخ" و"حرروا السجناء السياسيين فورا" و"عار، عار عليكم". وافاد ائتلاف "العمل العادل للمناخ" الذي دعا للتظاهرة ان 19 متظاهرا دانمركيا واجنبيا ما زالوا محتجزين.
وقالت انا ويليام المتحدثة باسم الائتلاف ان التظاهرة التي تفرقت امام البرلمان الدنماركي من دون احداث عنف كانت "تظاهرة احتجاج ضد قمة ترفض ان تسمع صوت الشعب". وقالت ان فشل هذه القمة "ليس مفاجئا" وان "لا حل لهذه الازمة ما لم يجر تغيير النظام الذي يرتكز على اقتصاد السوق". وسعى رؤساء الدول والحكومات ال130 المشاركين في قمة كوبنهاغن للمناخ لاختتام المفاوضات الجمعة، وانتهى الوقت المقرر للقمة من دون بوادر للتوصل الى اتفاق.