أخبار

ايران والعراق يسعيان لنهاية سلمية لنزاعهما الحدودي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تسعى ايران والعراق إلى حل النزاع الحدودي بينهما بعد أن توترت العلاقات بين البلدين أثر سيطرة طهران على بئر نفط عراقي، حيث رفرف علم إيران فوق البئر محل النزاع في المنطقة الصحراوية.

بغداد: تعهدت طهران وبغداد يوم السبت بالسعي الى حل دبلوماسي لنزاع حدودي رغم اتهام ايران بأن قواتها استولت على بئر نفط داخل الأراضي العراقية. ورفرف العلم الايراني فوق البئر محل النزاع في منطقة صحراوية نائية جنوب شرقي بغداد في وقت مبكر من يوم السبت وأُقيمت خيمة عسكرية ايرانية في مكان قريب.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية في بغداد لرويترز "ندعو الى عدم القلق وسيتم حل هذا الأمر بطريقة هادئة وبعيدة عن أي تصعيد عسكري." وتقول ايران التي تملك حقولا نفطية بالقرب من هذه المنطقة ان البئر موضوع النزاع يقع في أراضيها. ونقلت قناة العالم التلفزيونية الايرانية الناطقة بالعربية عن بيان عسكري قوله "نفى الجيش الايراني أن يكون قد استولى على بئر نفط داخل العراق."

وارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بعد التقرير الذي أفاد بسيطرة الجنود الايرانيين على بئر في حقل الفكة بمحافظة ميسان. والنزاعات الحدودية بين البلدين مُستمرة بعد أكثر من 20 عاما على انتهاء الحرب العراقية الايرانية التي قتل فيها ما يقدر بنحو مليون شخص واستمرت ثمانية أعوام.

وطالب العراق بالسحب الفوري لعشرات الافراد من القوات الايرانية يقول انهم استولوا على البئر لكنه خفف من مطالبه مع تطمينات بأنه لا يسعى الى الحرب. واستدعت الحكومة العراقية التي عقدت اجتماعا أمنيا طارئا يوم الجمعة السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي لمناقشة هذا الامر معه.

وقال متحدث باسم السفارة ان السفير أبلغ الجانب العراقي أن لجنة مشتركة تضم مسؤولين نفطيين وعسكريين من البلدين مسؤولة عن تسوية مثل هذه المشاكل. واضاف "سنحل هذه القضية بطريقة دبلوماسية." وربما عكس الحرص في الخطاب العراقي رغبة الحكومة العراقية في تفادي أي ضرر دائم لعلاقتها الحساسة مع ايران.

كما قد تشير الى أن العراق يرغب في تفادي اضافة المزيد من المخاوف الى تقييمات خطر الاستثمار في العراق حيث يتواصل العنف بعد ست سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق بينما تعمل الحكومة العراقية على تأمين اتفاقات نفطية مع شركات أجنبية.

وقال الدباغ ان هذا الحدث لن يؤثر على الصناعة النفطية ولا يؤثر على انتاج النفط العراقي ولن يؤثر على انتاج وتصدير النفط العراقي الذي بلغ 1.9 مليون برميل يوميا الشهر الماضي. وينتج حقل الفكة حاليا نحو عشرة الاف برميل يوما وهو حقل صغير حسب المعايير العراقية.

ولكن تطوير الحقل جزء من خطة العراق لزيادة قدرة البلاد الانتاجية الى أكثر من أربعة أمثالها لتصل الى 12 مليون برميل يوميا خلال ستة أو سبعة أعوام مما يجعل العراق أحد أكبر منتجي الطاقة في العالم. وطرحت وزارة النفط العراقية عقدا لتطوير حقل الفكة الذي ينتج حوالي 10 آلاف برميل يوميا وحقول مجاورة في مزاد في يونيو حزيران. ورفضت الشركات الاجنبية شروط الحكومة العراقية.

وقال ابراهيم بحر العلوم وزير النفط العراقي السابق ان البئر محل النزاع وهو واحد من سبعة آبار في الفكة يقع على مسافة 300 متر داخل الاراضي العراقية وان العراق هو الذي حفر هذا البئر. وقال ان البئر ظل لعقود محل نزاع بين البلدين ولم ينتج نفطا سوى لفترة قصيرة.

وقال مسؤولون نفطيون عراقيون ان جنودا ايرانيين سيطروا بشكل مؤقت على البئر النفطية في المنطقة الصحراوية النائية عدة مرات خلال العام المنصرم ووصفوا ذلك بأنه استفزاز متعمد. وقال الدباغ ان القوات الايرانية مازالت تعسكر قرب البئر يوم السبت. وصرح مسؤول في ميسان طلب عدم نشر اسمه بأن الحكومة المحلية سترسل وفدا الى المنطقة الصحراوية النائية يوم الاحد.

وكان رد الفعل الذي صدر عن الولايات المتحدة التي تختلف مع ايران بشأن برنامجها النووي على النزاع هادئا بشكل ملفت ولم يدل المسؤولون الامريكيون في العراق بأي تعليقات مباشرة. غير أن الاميرال مايك مولن قائد الاركان الامريكية المشتركة قال خلال زيارة الى بغداد يوم السبت ان التأثير الايراني على العراق لا يزال سلبيا.

وقال "أنا قلق بشدة بشأن سعي ايران الى ضرب الاستقرار في هذه المنطقة." وقال رامين مهمانبارسات المتحدث باسم الخارجية الايرانية لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية ان الأمر عكس "حربا نفسية وإعلامية شنت ضد ايران وتهدف الى الإضرار بالعلاقات الاخوية بين ايران والعراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف