أخبار

إعمار نهر البارد يدشن قريبًا ويلحظ وجودًا للدولة اللبنانية في المخيمات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سكان المخيم: مرور الزمن يزيد حجم المأساة... والشكوك
إعمار نهر البارد يدشن قريبًا ويلحظ وجودًا للدولة اللبنانية في المخيمات

بيروت: تدشن خلال الاسابيع المقبلة عملية إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الذي يراد له أن يكون "مخيمًا نموذجيًا" من حيث البناء وخضوعه لسيادة الدولة اللبنانية، في خطوة ستكون في حال تنفيذها الاولى من نوعها في لبنان. وقال زياد الصايغ، مستشار لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني المكلفة رسميًا ملف العلاقات اللبنانية الفلسطينية " ينتهي اول قسم من ازالة الركام في اوائل شباط / فبراير، ونضع الحجر الاساس في الاسبوع الثاني او الثالث من الشهر ونبدأ المرحلة الاولى من الاعمار ". واضاف ان المخيم الواقع في شمال لبنان " سيكون نموذجيًا يؤمن للفلسطينيين حدًا ادنى من الحياة الكريمة ويقع تحت سيادة الدولة ".

ابتسام غنيم (45 عامًا) تتذكر كل تفاصيل اليوم الذي اضطرت فيه للخروج من منزلها في المخيم في ايار/مايو 2007 "من دون اوراق ثبوتية، من دون ذهب او مال، وحافية القدمين". وتروي متأثرة "اعتقدنا ان الامر سينتهي خلال يوم او يومين. انتقلت مع اولادي واحفادي (اكثر من اربعين شخصا) بالملابس التي علينا فقط من منزلنا في المخيم الجديد حيث بدات المعارك الى المخيم القديم". وتضيف "في اليوم السابع والعشرين من المعارك، خرجنا من المخيم".

ولدى عودتها بعد انتهاء المعارك في ايلول/سبتمبر 2007، لم تجد ابتسام شيئًا. وتقول "عدنا الى الصفر". وتتابع وهي تشير الى مستودعات بدت عليها آثار الحريق "كنا نلعب بالمال في السابق، نملك مستودعات وخزانات ضخمة للزيت ونحقق رقم اعمال في اليوم الواحد بعشرات الاف الدولارات. اما اليوم، فنعيش كلنا من موارد دكان صغير". وتشرح ان ابناءها الشباب يعملون بتقطع في اعمال بناء وترميم داخل المخيم مع جمعيات اهلية تستخدم ابناء المخيم على ان يعمل كل منهم شهرا ثم يترك المجال لغيره.

وردا على سؤال عن التعويضات ومخطط الاعمار القادم وعودة الامور الى سابق عهدها، تجيب انها لا تصدق الوعود و"رحمة الله افضل من الجميع". الا ان عمها محمد عطية (75 عاما) "التاجر الكبير والعاطل عن العمل حاليا" كما يقول، لا يكتم غيظه. ويقول "لو كانوا يريدون اعمار المخيم، لما دمروه اصلا"، مضيفا انه بالكاد حصل على مساعدات "لا تتجاوز الاف الدولارات لترميم منزله وشراء بعض التجهيزات للدكان، بينما خسارتي تتجاوز المليون دولار".

وكان نهر البارد من اغنى المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويصفه ابناؤه بانه كان "الشريان الاساسي" للدورة الاقتصادية في الشمال. في حي آخر من المخيم، يقول هاني مصطفى الذي يشرف على عمال يقومون باعمال ترميم "لا يوجد اعمار، لا تصدقوا هذه الكذبة". اما جهاد بدر (80 عاما) فيشكو من عدم الحصول على "العناية الطبية والادوية والمال". ويشير الى شقوق في بيت جاهز من حديد قدمته له ولعائلته منظمة الاونروا، قائلا "المياه تنساب منها عندما تمطر ومنزلنا هناك في المخيم القديم دمر نهائيا ولا يمكننا الوصول اليه". ويصف رئيس لجنة نازحي مخيم نهر البارد عثمان بدر المساكن المستحدثة بانها "برادات في الشتاء ومخامر موز في الصيف". ويؤكد ان "هواجس الناس تنتهي عندما يصبح الاعمار امرا واقعا".

وبدأ قبل ثلاثة أشهر العمل في إزالة الانقاض من المخيم الذي شهد معارك عنيفة من ايار/مايو الى ايلول/سبتمبر 2007 بين تنظيم فتح الاسلام المتطرف والجيش اللبناني تسببت بتدمير قسم كبير منه، لا سيما ما يعرف بالمخيم القديم. كما ادت الى مقتل حوالى 400 شخص. والمخيم القديم هو المساحة التي استقر عليها اللاجئون الفلسطينيون لدى انشاء المخيم في 1949، وقد توسعت في وقت لاحق لتشمل مساحة اضافية تعرف بالمخيم الجديد. واوضح الصايغ ان مخطط الاعمار "هو نتيجة شراكة بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ممثلة المجتمع الدولي، والدولة اللبنانية كون الاعمار يتم على ارضها ووفق قوانينها، والسلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للفلسطينيين".

ويلحظ المخطط بناء قاعدة بحرية على شاطىء نهر البارد، ما اثار غضب سكان المخيم الذين وقعوا عريضة احتجاج بحجة ان القاعدة "تقتطع مساحات" وتقع قرب مدارس وفوق ملعب لكرة القدم، وتساهم في فرض "طوق" على المخيم. الا ان رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي اكد الجمعة ان القاعدة "لن تقوم على اي شبر من اراضي المخيم، انما على ردميات من انقاض سترفع من المخيم".

واوضح الصايغ ان "لا مساومة على القرارات السيادية"، مشيرا الى ان المخطط يشمل ايضا وجود مركز للجيش ومخفر للشرطة (الدرك) داخل المخيم. وذكر ان الهدف من القاعدة "ليس التضييق، بل مراقبة كل الشواطىء الشمالية وضبط التهريب عبر البحر"، و"المخفر هو لتامين سيادة القانون وحماية الفلسطينيين". واوضح ان المخطط الذي ستتولى تنفيذه الاونروا "يشمل مساكن وبنى تحتية ومراكز صحية ومدارس (...) وسيكون نموذجيا بالخدمات الانسانية ونوعية البناء والطرق".

واشار الى صدور قرار عن مجلس الوزراء باستملاك اراضي المخيم في ايار/مايو 2008، اي دفع تعويضات لاصحابها مقابل استملاكها، على ان تصدر قريبا المراسيم التنفيذية لكل قطعة ارض. وستستغرق عملية الاعمار حوالى ثلاث سنوات. ويبلغ عدد المخيمات الفلسطينية في لبنان 12، وتعاني كلها من الفقر ومن غياب شبه تام للخدمات والبنى التحتية. وهي ليست خاضعة للشرعية اللبنانية. والغى مجلس النواب اللبناني عام 1987 اتفاق القاهرة الموقع في 1969 بين الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية والذي يحظر دخول الجيش اللبناني الى المخيمات.

واكد نائب السفير الفلسطيني في لبنان كمال مدحت انه "تم الاتفاق على وجود مخفر للدرك في نهر البارد، كرمز لسيادة الدولة اللبنانية"، مضيفا ان "كل المخيمات تقع تحت سيادة الدولة اللبنانية، والامن الذاتي ناتج عن مرحلة سابقة ويستمر في انتظار نتائج الحوار مع الجانب اللبناني". ويمنع الجيش دخول المدنيين الى القسم القديم خلال مرحلة رفع الانقاض بسبب خطر وجود قنابل والغام. ويفترض الحصول على اذونات لدخول المخيم، وهذا ينطبق على السكان العائدين (حوالى 13 الفا) الى القسم الجديد حيث بدات اعمال ترميم تتولاها بمعظمها جمعيات اهلية ومنظمات غير حكومية بتمويل من المفوضية الاوروبية. وكان عدد سكان المخيم قبل النزوح 37 الفا.

وقال رئيس لجنة نازحي مخيم نهر البارد عثمان بدر ان كل العائلات التي عادت او لم تعد تعاني "ظروفا غاية في الماسوية"، مشيرا الى ان نسبة البطالة تصل الى 67%. وتتوزع العائلات النازحة بين القسم الجديد من المخيم في مساكن مرممة او جاهزة مستحدثة ومخيم البداوي القريب (10 كيلومترات) والمخيمات الفلسطينية الاخرى. وابدى مدير مشروع اعمار نهر البارد في الاونروا تشارلي هيغنز تفهمه "لشكاوى الناس الذين يعيشون في ظروف سيئة وسيستمرون كذلك لبعض الوقت ما يجعل صبرهم ينفد".

الا انه قال "لا بديل من اعادة بناء نهر البارد"، مشيرا الى تنفيذ اعمال عديدة في المخيم الجديد من بنى تحتية وتزفيت طرق وازالة ركام ومد الكهرباء... وعن التمويل، يقر هيغنز ب"الحاجة الى موارد اضافية"، مضيفا "لدينا ما يكفي للمرحلة الاولى. وفي حال لم نحصل في منتصف هذا العام على المزيد، قد يتأخر المشروع". ودعت الاونروا الى جمع 450 مليون دولار لاعادة بناء مخيم نهر البارد والمناطق المجاورة التي تضررت ايضا نتيجة معارك 2007، وحصلت حتى الآن على اكثر من 120 مليونا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
LEJJNEH
Maher Montreal -

Needa2 ila ahel mo5ayam naher el bared lamma yet3amar el mokhayam jeebo lajneh tef7ass kowet el binaa2 abel ma teseknoo bel benayeh la innou 7assab manni shayef ma mawatookon bel 7ar ra7 yemawtookon be taree2a taniyehshokran

to maher
ali -

You should tell them to say thank you and how to well behave, They don''t want lebanese army on the river cause they want to keep working in the black market. if they are in palestine they won''t say anything cause they know nobody cares or listens.Sa7i7 elli 5tachou matoo

إلى علي
ابن نهر البارد -

صحيح يا علي إن اللي اختشو ماتو أهالي المخيم خرجوا من البيوت وفيها كل جنى عمرهم منذ 60 عاماً، فعادوا ليجدوها مدمرة ومنهوبة عن بكرة أبيها!!!! وبعد هذا لا يُسمح لهم بالدخول إلى منازلهم المدمرة ولا يُسمح لهم بالعمل ولا التملك ولا أدنى حد من حقوق الإنسان المنصوص عليها في القوانين الدولية!!!! أهذا هو لبنان الحضارة والمحبة؟؟؟؟ يا عزيزي لبنان كله سوق سوداء، فهل نهر البارد على جزيرة منفصلة كي تصل إليها البضائع المهربة دون علم الدولة أو موافقتها؟؟؟؟ هذا الكلام عيب بحق لبنان قبل أن يكون عيباً بحقنا... روح شوف نوابك ومرجعياتك يا عزيزي واسألهم عن التهريب....